عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان بيبرس تكتب: أطفالنا نجوم ريادة الأعمال الاجتماعية.. فلنساندهم (3)

د. إيمان بيبرس
د. إيمان بيبرس

ها نحن نصل إلى ثالث النماذج الإبداعية لشبابنا وأطفالنا في مصر والوطن العربي، حيث رأيت أنه من دوري أن أعكس أهمية تشجيعهم على التفكير الإبداعي والتحليلي لأهميته فى سوق العمل حالياً، وفي دراسة أجرتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء، وجد أن نسبة الإبداع عند الأطفال بعمر خمس سنوات تبلغ ٩٨٪، لكنها تقل إلى ٣٠٪ عند بلوغهم سن العاشرة، وبالتالي فإن تشجيع المهارات الإبداعية والتفكير والتحليل أمر هام منذ الصغر.



كما رأيت أنه من دوري أيضًا أن ألفت الانتباه إلى أن رفض بعض الأهالي للتعليم المتطور الذي تسعى إليه وزارة التربية والتعليم، وقرار البعض بنقل أبنائهم لمدارس تفرض مناهج لا تشجع على الإبداع والابتكار يمثل خطراً كبيراً جدًا على الأجيال القادمة. 

 

ويجب علينا صقل مهارات الإبداع عند الأطفال، لأن المستقبل للأجيال التي تفكر وتعي وتحلل، وليس للأجيال التي تتعلم بالحفظ والتلقين. 

 

ونماذج الأطفال والشباب من رواد الأعمال الاجتماعيين كثيرة، ولا تسعهم جميعاً مقالاتنا، لكننا نذكر بعضاً منهم بغرض الاحتفاء بهم ودعمهم، حتى يكونوا في الوقت نفسه نموذجًا يحتذى به، وليأخذوا الأخرين بالأسباب التي جعلت من تلك النماذج صناع للتغيير.

 

رحلتنا اليوم في سوريا، حيث أروي كيف استطاع "محمد الناطور" مساعدة أقرانه من الشباب في مرحلة ما قبل الثانوية العامة لاكتشاف أنفسهم.

 

كان "محمد" مثله مثل كل الشباب لديه من الأحلام والطموحات الكبيرة الكثير، لكنه لم يكن يعلم كيف يصل إليها، وكان متوفرًا له كل مقومات النجاح الأكاديمي، لكنه لا يعرف كيف يستفيد منها لأنه ببساطة لم يجد من يعطيه النصح والتوجيه، لاختيار مجال الدراسة المناسب له، وهي مشكلة يعاني منها جميع من في عمره.

 

ووجد "محمد"، أن هذه المشكلة يترتب عليها دخول الشباب كليات بدون أن تكون لديهم الرغبة فيها، وبالتالي يتحولون إلى عبء على الدولة التي تقدم دعمًا كبيرًا للجامعات، ويتم إهدار هذا الدعم فى دراسة الشباب مجالات لا يرغبونها.

 

ومن هنا جاءت مبادرته "طموح"، التي خرج بها ليساعد الطلبة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، وتوجيههم لاختيار مجال الدراسة المناسبة، وذلك من خلال إيجاد وسيلة لربط التلاميذ بفرص التدريب والتطوع في المرحلة الثانوية، وإمدادهم بالمعارف اللازمة للتقديم، والحصول على الفرص المميزة والمنح الدراسية.

 

بعد أن انضم "محمد" لبرنامج صناع التغيير الذي أطلقته "أشوكا" وهى أكبر شبكة فى العالم تضم رواد الأعمال الاجتماعيين، استطاع تحديد ما ينقصه من مهارات، ثم قرر التركيز على فئة طلاب الثانوي وبدأ تحفيزهم على اختيار الدراسة المناسبة لهم، كما تعرف على كيفية التسويق لفكرته بشكل أفضل، وكيفية قياس مدى نجاحها.

 

والحقيقة أن "محمد" وغيره من الشباب المبدعين الاجتماعيين، يثبتون أن الحصول على الدرجات النهائية في الامتحانات والالتحاق بكليات القمة ليس شرطًا لتحقيق النجاح، فوفقًا لإحصائيات نموذج ريادة الأعمال العالمي لعام 2018/2019 فإن 33% من رواد الأعمال حاصلون على شهادة الثانوية العامة فقط، و67٪ منهم يملكون شهادة جامعية، و 4٪ تمكنوا من الحصول على الدكتوراة، وقد تكون هذه الأرقام ملهمة بعض الشيء لغالبية الشباب الذين يخشون ألا ينجزوا أي شيء دون الذهاب إلى الجامعة، أو الالتحاق بكليات القمة المعروفة في مصر والوطن العربي.

 

والحقيقة أن شبابنا في مصر والوطن العربي لديهم شغف نحو حل مشكلات اجتماعية ملحة تواجه مجتمعاتهم، ويسعون بكل دأب إلى اكتشافها وبلورتها ووضع بذور حلها، وهو ما يؤكده تقرير صادر عن تنمية الأعمال الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي أعدته شركة Triangle Research بعد دراسة ولقاءات مع 31 رائد أعمال اجتماعي، ومنظمات داعمة لرواد الأعمال في العالم العربي، وتحديداً في دول لبنان والأردن ومصر وفلسطين، يعملون في قطاعات البيئة والصحة والتعليم، في الفترة من مارس إلى يوليو من 2017، وأثبت التقرير أن أفكار مشروعات ريادة الأعمال الاجتماعية جاءت للشباب أثناء تفاعلهم بشكل ما مع مشاكل مجتمعهم، أو نتيجة لتجربة شخصية أو محنة اجتماعية واجهوها، وهم على استعداد لبذل الوقت والجهد والمال لتحقيق التغيير المنشود، حيث أن 36% من رواد الأعمال الاجتماعيين ساهموا بمالهم الشخصي لتمويل المرحلة الأولى من مشروعهم.

 

وفي ختام مقالي، أؤكد أننى سوف أظل على أملي بأن هؤلاء المبدعين هم قادة المستقبل وهم صانعو التغيير، وسوف أواصل دعمي لهم بكل الطرق، وسأظل أنقل لهم خبرتي في مجال الإبداع الاجتماعي، والتي اكتسبتها على مدار  25 عامًا في هذا المجال، سواء كمدربة، أو استشارية إبداع اجتماعي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز