عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. علي الموسوي يكتب: نايات الطبيعة الحزينة

د. علي موسى الموسوي
د. علي موسى الموسوي

تعبير صوتي هادر يرجرج سقوف الروح الداخلية وينساب بين طياتها الشفافة كما الينابيع الدافئة، آلاتها المصنوعة من ألواح الطبيعة لها مزاج البشر وملامحه، وبإمكانها أن تتكلم بشعور العازف، وتكشف أسراره وعواطفه بوضوح حتى التي لم يبح بها وأخفاها في أقصى الوجدان.



 

 تأتي النوتات تلك لتضيء الأكواخ المختبئة في القلب بأعذب وأجمل الألحان، بل تذهب بها إلى خارج حدود الزمان والمكان لأنها لغة النفوس التي تطرق أبواب المشاعر، وتهذب ألحانها، وتُزيل التوتر من بينِ أوتارها، وما السكون الذي يعتري الجسد ويكمم أوجاعه إلاّ خلجات.

 

ما نريد إيصاله من مشاعر صافية، كالحب والسعادة والحزن والحماس، ذلك الصفاء النفسي الذي استخدمه القدماء تعبيرًا عن السمو، لذلك صُنفت الطبيعة كأول الأوتار المقدسة، ومنها انبثقت موسيقى طبيعية كخرير المياه، ونثار المطر، والرعد، وغناء الطيور، وحفيف الأشجار، وصوت الأمواج، والرياح التي صار يستخدمها الكثير من المعالجين كوسيلة للمساعدة في ترطيب حياتنا، وتطويع المزاج بشكل ايجابي بالسمع والإبداع الموسيقي من الطبيعة، ولعل أجمل موسيقى في العالم هي موسيقى السلام التي أضاعها ضجيج الحروب وقساوة الرصاص، صرنا نفتقدها، اشتقنّا لحديثها الذي كان يضع للروح جناحين فتطير هاربة من مآزق الحياة من ناحية، وتفتح ذراعيّها للملكوت المقدس من ناحية أخرى، لأن الموسيقى بحقيقتها الرمزية هي اللغة الوحيدة التي تخاطب جميع الأمم بلهجة إنسانية مشتركة، إنها هدية السماء لكل البشرية الهائمة في الظلام، تفاجئنا بعنفوانها ودهشتها وتشعرنا بطفولتنا الدائمة، وإلا من يملأ هذا الخواء المفجع الذي يزداد اتساعا فينا كل يوم.

 

 لا أحد سوى الموسيقى وقانونها الأخلاقي الفذّ الذي يمنح السلام للأكوان المتصارعة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز