عاجل
الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

كأولوية للدول النامية والإفريقية

وزيرة البيئة: مصر أدركت مبكرا أهمية إجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ

استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، خلال لقائها اليوم السبت مع سيلوين هارت مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة للعمل المناخي، رؤية مصر حول قضية تغير المناخ على المستويين المحلي والدولي، فيما يخص التمويل وإجراءات التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، وتحديد الأولويات والاحتياجات الوطنية، مؤكدة أن مصر أدركت مبكرا أهمية إجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ كأولوية للدول النامية والإفريقية، فخرجت المبادرة الإفريقية للتكيف على هامش مؤتمر المناخ بباريس عام 2015 والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، بهدف تسهيل وصول الدول الإفريقية لمصادر التمويل لتنفيذ إجراءات التكيف، وظلت مصر تعمل على مدار عامين على خطة عمل المبادرة لتحقيق الوصول للتمويل اللازم. 



 

وناقشت آليات دعم ملف تغير المناخ مع قرب موعد مؤتمر المناخ، واستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في 2022، منوهة بضرورة التعامل مع المشكلات والقضايا البيئية من خلال حلول مبتكرة، مضيفة"العالم لم يعد لديه رفاهية الوقت ويحتاج لخطوات سريعة وجادة".

 

وأكدت ضرورة إتاحة الفرصة من خلال مؤتمر المناخ المقبل لفتح نافذة للربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، مشيرة إلى أنه بوصفها رئيس مؤتمر التنوع البيولوجي COP 14 حرصت على إيجاد روابط بين القضيتين وتمثل ذلك في إعداد إطار التنوع البيولوجي لما بعد 2020، حيث أطلق الرئيس السيسي خلال افتتاح المؤتمر في 2018 المبادرة الرئاسية للربط بين اتفاقيات ريو الثلاث (تغير المناخ، التنوع البيولوجي، مكافحة التصحر)؛ ليصبح اليوم مدخلا يدعمه المجتمع الدولي ويؤمن بحتميته.

 

وأشارت إلى أن العمل المناخي سيكون أكثر نجاحا إذا أخذ باعتباره أحد التحديات البيئية المؤثرة والمتأثرة به، فتنفيذ مزيد من المشروعات لوقف فقد التنوع البيولوجي وتوعية السكان المحليين بالمناطق المحمية يمكن ترجمته كأحد اجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ. 

وقالت وزيرة البيئة إن التمويل جزء مهم في اتفاق باريس للمناخ، بحيث تقوم الدول المتقدمة بتوفير التمويل اللازم لإجراءات المواجهة، لكن الأهم هو تحقيق التوزيع العادل للتمويل بين الدول وفقا لاحتياجاتها واولوياتها، وما تزال طرق التنفيذ غير واضحة مما يمثل تحديا أمام الدول للحصول على التمويل من مصادر التمويل متعدد الأطراف كصندوق المناخ الأخضر ، خاصة أن الدول تحتاج إلى وقت لوضع خططها الوطنية وإجراءاتها للحصول على التمويل وآليات إدارته وفق أولوياتها.

وطالبت فؤاد بالوصول لآلية حاكمة متكاملة وشاملة تسمح للدول النامية بالوصول للتمويل، مع العمل على تعبئة التمويل اللازم من الجهات المانحة سواء متعدد الأطراف أو التمويلات الصغيرة من جهات مثل مرفق البيئة العالمي GEF.

ونوهت بضرورة النظر في نظام إعداد تقارير المناخ لتراعي الأولويات الوطنية للدول، بالإضافة إلى توضيح الجدل القائم حول درجة الاحترار التي سيتم التكيف معها ١.٥ أو ٢ درجة مئوية حتى تكون أهداف ومؤشرات الخطط الوطنية للدول للتكيف واضحة. 

واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد عددا من الإجراءات والجهود الوطنية التي تقوم بها مصر لمواجهة آثار تغير المناخ، ومنها وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية تحت رئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لخلق التزامات سياسية نحو العمل المناخي ودمجه في الخطط التنموية للدولة، بالإضافة إلى تطوير الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ والانتهاء من الإطار العام لها، وتطوير مؤشرات الإبلاغ الوطني، وتكوين فريق من المفاوضين من وزارتي البيئة والخارجية وممثلى كافة الوزارات، إلى جانب تنفيذ العديد من المشروعات المعنية بمواجهة آثار تغير المناخ واعتباره جزءا أصيلا في الخطة الوطنية للتنمية المستدامة، وخلق آليات لتشجيع القطاع الخاص على تنفيذ مشروعات تغير المناخ، واعتبار مراعاة بعد تغير المناخ معيار اساسي في التمويل من القطاع المصرفي. 

وفيما يخص استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، أكدت وزيرة البيئة أن القارة الإفريقية تستحق أن تقام بها قمة للمناخ خاصة وأنها ستكون من أكثر المناطق تأثرا؛ ما يجعل الدول الإفريقية أكثر حاجة لتمويل إجراءات التكيف بها، منوهة بدور مصر كرئيس للمؤتمر في إطار كونها شريك للمملكة المتحدة في تحالف المواجهة والتكيف مع آثار التغيرات المناخية لضمان استكمال العمل على ما تم الاتفاق عليه بقمة المناخ COP26، والدفع بضرورة مساعدة الدول للبدء باجراءات التكيف الخاصة بها. 

من جهته، أكد سيلوين هارت مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة للعمل المناخي أهمية زيارته لمصر في ظل الدور القيادي الذي تلعبه إقليميا وعالميا في قضية تغير المناخ، خاصة مع اقتراب موعد عقد مؤتمر المناخ، والذي يهدف العالم للخروج منه بحزمة من الالتزامات السياسية الطموحة بشأن إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ وآليات التمويل للوصول لتنفيذ فعلى لاتفاق باريس، مشيرا إلى الدعم الكبير الذي تقدمه مصر لمفاوضات المناخ، وحرصها على العمل على تحقيق التوازن بين تمويل إجراءات التكيف والتخفيف. 

وثمن مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة للعمل المناخي حرص مصر على ضمان تحقيق مصالح الدول الإفريقية والنامية في تنفيذ اتفاق باريس، واهتمامه بالاستماع إلى شواغل مصر فيما يخص بتوفير التمويل والتوزيع العادل له بين الدول، اعترافا بحق الدول في الوصول للتمويل لتنفيذ خططها الوطنية لمواجهة آثار تغير المناخ وفق اولوياتها واحتياجاتها، إلى جانب ضرورة أن تطمح الدول لتنفيذ استراتيجية للوصول لصفر انبعاثات كربون.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز