عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

استشاري صحة نفسية تحذر: الصبارة الراقصة بيئة مشجعة لإصابة الأطفال بالتوحد

أضرار الصبارة الراقصة على الأطفال
أضرار الصبارة الراقصة على الأطفال

شهدت الفترة الأخيرة إقبالاً شديداً على شراء لعبة "الصبارة الراقصة" وهي دمية مصنوعة من القماش والقطن على شكل نبات الصبار، تسجل وتكرر الكلام، لكن جملة تحذيرات صدرت بشأن هذا النوع من الألعاب.



 

أوضحت دكتورة أميمة عبد الله استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري أن أسباب حب البعض من الكبار والصغار لاقتناء الصبارة الراقصة عديدة ومتنوعة، فهناك من ينظر لها على أنها تسبب السعادة وتنشر البهجة ولما لا فهي شكل جديد تتحدث وتضيء وتردد الكلام وترقص وتتحرك. 

 

وهناك فئة أخرى مثل الأمهات تراها أداة لإلهاء أبنائهن أو أطفالهن الصغار حتى يتركوا لهن مساحة للتفرغ لأعمال المنزل أو أعمال أخرى خاصة بهن، وهناك من ينظر للآخرين ولا يريد أن يصبح أقل منهم فيقتنيها بدافع التقليد والغيرة لأنها أصبحت تيرند وهذا الإقبال الشديد جعل ثمنها يزيد ويتضاعف بشكل مبالغ فيه من ثمنها الأساسي، ولا يجب إغفال من يقتنيها بحجة أنها تقتل وقت الفراغ.

 

تأثيرات نفسية سيئة للصبارة الراقصة

وكشفت دكتورة أميمة أن هناك تأثيرات نفسية سيئة لهذه الصبارة الراقصة خاصة على الأطفال الذين لديهم استعداد لأن يكون عندهم اضطراب طيف التوحد، فالصبارة تكون بيئة مشجعة لاكتساب هذا الطفل اضطراب طيف التوحد، ويتم معرفة إذا ما كان الطفل مصاب بهذا الاضطراب بعد أن يكون تأخر في النطق والكلام من سن سنة إلى سن ثلاث سنوات، وبالتالي فتواجد لعبة مثل الصبارة الراقصة أمام الطفل في هذا السن يمثل خطورة شديدة لأن الأم لا يكون لديها معرفة حول ما إذا كان طفلها لديه استعداد للإصابة بهذا الاضطراب أم لا.

 

ولفتت استشاري الصحة النفسية إلى وجود دليل تشخيصي إحصائي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسي كل فترة عندما يكون هناك تحديث حول الاضطرابات النفسية، ويتضمن الدليل ثلاث معايير يتم من خلالها اكتشاف طيف التوحد وتشمل عدم التواصل الاجتماعي واللغوي والبصري، وقد أضافت الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى هذا الدليل مؤخراً نمط رابع يتمثل في السلوكيات النمطية التكرارية ومن ضمن هذه السلوكيات تكرار الكلام وتعرف اصطلاحيا باسم "ايكولاليا" وهي متلازمة تكرار الكلام، فعلى سبيل المثال عندما يسمع الطفل جملة "ما اسمك" فبدلا من أن يقول الإجابة بجملة جديدة يردد نفس الجملة.

 

أضرار الصبارة الراقصة على الطفل الرضيع

 

قالت دكتورة أميمة أن الطفل الرضيع لا يملك حصيلة لغوية وبالتالي عند وضع الصبارة الراقصة أمامه فهو سيصدر أصوات غير مفهومة وبناء عليه ستكرر هذه الصبارة نفس اللغة غير المفهومة التي يصدرها الطفل الرضيع وبالتالي فإن البرمجة اللغوية والعصبية لدى الطفل ستهيأ له أن هذه هي اللغة الصحيحة التي يفترض أن يتعامل بها وعندما يكبر الطفل قليلاً سيبدأ يفهم أن هذه اللعبة مجرد جماد ويصدر أصوات ويأتي وقت عليه ويهيأ له أنه من الممكن أن يكلم الكرسي أو أي جماد آخر ويتوقع منه أن يردد نفس الكلام ويسأل الأم ما سبب أن هذه الأشياء لا تتكلم أو تتحرك.

 

ونوهت إلى أن الطفل يقرأ حركة الشفاه عند من يحدثه وبالتالي يتعلم اللغة من ذلك ولكنه يفتقد ذلك في حالة الصبارة الراقصة لأنها صماء، كما أنه يظل جالساً أمامها ولا يمارس أي نشاط حركي آخر مما يؤثر بالسلب عليه لأن الطفل الصغير لديه مخزون من الطاقة التي يجب أن يخرجها في أي نشاط مفيد وكذلك في اللعب الهادف.

 

بدائل الصبارة الراقصة

تنصح عبدالله الأم بضرورة التحدث مع طفلها وأن توضح له أن هذه اللعبة مضرة وغير هادفة ولكن يجب توفير اللعبة البديلة التي تجعله ينصرف بتفكيره عن الصبارة الراقصة، مثل الألعاب التي تنمي الذكاء والمهارات والألعاب التي تستفز قدراته كالتي لا يكون فكها وتركيبها سهل بل يجلس فترة طويلة لكي يعيدها إلى شكلها ثانية بعد أن يفكها  مثل المكعبات والبازل وبنك الحظ والميكانو، كما يفضل إحضار لعبة للطفل أكبر من سنه فإذا كان يبلغ عامين فمن الممكن شراء لعبة بعمر ثلاث سنوات لأن اللعبة السهلة تجعل الطفل يشعر بالملل منها بسرعة، مؤكدة أنها ظاهرة ستأخذ وقتها وتنتهي قريباً مثل أي ظاهرة أخرى ولكن لا يجب الانجراف وراء أي ظاهرة دون التفكير في آثارها السلبية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز