عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هنا القاهرة.. من بغداد

هنا القاهرة.. من بغداد

من بغداد جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي التأكيد على ثوابت السياسة المصرية فى التعامل مع قضايا الإقليم وفى معادلات التعاطى مع دول العالم.



تمد مصر يدها برغبات التعاون، وخبرات تحتذى فى مجالات عدة.

تسعى مصر للانفتاح على الجميع، وتدعم الجميع، وتعمل على الشراكة مع الجميع، انطلاقا من إيمان ويقين بأن التحديات الموجودة على خرائط العالم، وبقاع الإقليم لا يجدى معها إلا التكاتف من أجل التنمية صونا للبلاد والعباد بدفعات محققة على طريق التنمية.

 

من العراق أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي للمكانة الخاصة التي توليها القاهرة لهذا البلد الشقيق.

عانى العراق وقاسى شعبه لفترة طويلة من محاولات الهدم ورحى الحروب ومحاولات ترسيخ المذاهب وإيقاد نار الطوائف.

أشار الرئيس السيسي إلى ما لهذا البلد العريق من قدرة على تجاوز ما فات والنظر للأمام وعكست كلمة الرئيس فى قمة بغداد حرص مصر على دعم العراق وتأكيد التعاون فى كل المجالات.

سبق قمة بغداد مبادرات مصرية حثيثة، بيد ممدودة، ومستعدة لنقل خبرات التنمية والإصلاح الاقتصادى ودعم الأمن للإدارات فى بغداد لصالح شعب أرهقته النزاعات وأثقلته حروب الماضى.

سبقت مصر الجميع بالتحالف الثلاثى (مصر - الأردن - العراق) حيث زار الرئيس السيسي بغداد فى أول زيارة لرئيس مصر منذ 30 عاما.

ينظر لهذا التحالف بوصفه الأبرز فى الإقليم، وفى إطار أنه نوع متطور فى الشراكات الثلاثية لدول رئيسية قادرة على خدمة شعوبها.

جاءت قمة بغداد للشراكة مكملة لما بدأته مصر وفق ثوابت أخلاقية فى التعاطى مع أزمات الإقليم وقضاياه بمحددات لا تحيد القاهرة عنها.

وكما لبغداد ما لها من الأهمية لدى القاهرة، فإن للقاهرة ما لها من عظيم الأهمية لدى بغداد فى مرحلة تسعى فيها الأخيرة لتخطى عقبات الماضى، وشقاقاته، فى الطريق لاستعادة الدولة وفق عملية ديمقراطية سلمية يتوجها الاستحقاق الانتخابى المنتظر أكتوبر المقبل.

(2)

لم تحضر مصر قمة بغداد للشراكة فقط بوصفها الرقم الأهم فى معادلات السياسة، وتفاعلات التوازن فى الإقليم، إنما جاء التمثيل المصري فى القمة بأعلى مستوى وهو رئيس الدولة تأكيدا على الدور المحورى الذي تلعبه مصر دعما لدولة عراقية تستعيد نفسها.

تنطلق مصر فى سياساتها لدعم العراق فى مبادئ ثابتة أرستها الدولة المصرية خلال 7 سنوات تأكيدا على: أولا: تؤمن مصر بأن التنمية هى الخيار الوحيد الذي يجب أن تسعى إليه الدول لصالح شعوبها ولصالح حياة كريمة للمواطن بتلبية احتياجاته الأساسية، ودعمه للمشاركة فى بناء دولته وحفظ وطنه والعمل من أجله.

ثانيا: يتطلب البدء فى خطوات التنمية وجود مؤسسات وطنية راسخة، وجيوش  وطنية قادرة على دحر محاولات زعزعة الوطن، واستباحة أراضيه، وحفظ أمنه وأمن الشعوب.

ثالثا: تلتزم مصر سياسة أخلاقية شريفة فى علاقاتها وتعاملها مع دول وقضايا الإقليم انطلاقا من علاقات حسن الجوار، وعدم الاعتداء، والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والامتناع غير المشروط عن التدخل فى الشؤون الداخلية.

ترفض مصر وفق محدداتها وثوابتها، كما جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي الإشارة إليه فى كلمته لقمة بغداد، سياسات فرض الأمر الواقع باستخدام القوة، فضلا عن رفضها القاطع توفير أى شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية المتطرفة، أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.

رابعا: لدى مصر من الخبرات الرائدة، والنجاحات الباهرة ما هى على استعداد لتقديمه للعراق فى قطاعات مختلفة وعلى أصعدة مختلفة حسب الحاجة.

(3)

فى كلمته لقمة بغداد أكد رئيس الدولة المصرية على وقوف مصر سندا لجهود الحكومة العراقية فى تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها بما يمكنها من القيام بمهامها فى صون الأمن والاستقرار، وحماية مقدرات الشعب العراقى ووحدة أراضيه.

اعتبر رئيس الدولة المصرية قمة بغداد فرصة ينبغى البناء عليها لتبادل وجهات النظر والتشاور واستكشاف آفاق التنسيق فى ظل التوترات الدولية والإقليمية المتلاحقة.

لدى مصر الكثير مما يمكن تقديمه للعراق سواء على مستوى التنمية الداخلية والإصلاح الاقتصادى، أو على صعيد مكافحة التطرف ودحر الإرهاب ودك بؤره على الخرائط.

بعد أعوام من الحروب والنزاعات يحتاج العراق إلى نموذج إطارى لبرامج إصلاحات اقتصادية هيكلية وليس أنجح فى التجربة المصرية فى هذا الإطار.

بعد أعوام من حروب دامية دمرت ما فوق الأرض وما تحتها، فإن لدى العراق الآن حاجة ماسة إلى نموذج فى التنمية، شمل مخطات لإعادة تأسيس البنى التحتية، وإعادة تنظيمها، بالتوازى مع عمليات إعمار على نطاق واسع، تشمل استعادة مدن ومناطق قديمة دمرتها الحروب لما كانت عليه، أو إعادة تخطيط مدن جديدة بمواصفات عالمية، وليس أنجح من التجربة المصرية فى هذا الإطار نموذج يحتذى.

أما على صعيد تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب، ومزيد من ترسيخ دور مؤسسات الدولة الوطنية فى إتمام رسالتها وتأهيلها لتعزيز هذا الدور، فإن التجربة المصرية فى القضاء على بؤر الإرهاب وتدعيم نموذج مثالى، تقف مصر باستعداد دائم وصادق على تقديم خبراتها فى هذا المجال لصالح الشعوب، ودعما لاستقرار الدول الوطنية وفق اختيارات شعوبها.

فى كلمته لقمة بغداد تكلم الرئيس عبدالفتاح السيسي من القلب، وحمل حديثه حرصا صادقا على مصلحة شعب العراق وحقه فى استعادة دولته استحضارا لدور هذا البلد التاريخى.

أكد رئيس الدولة المصرية تضامنا كاملا مع هذا البلد الشقيق، مشيدا بالجهود الكبيرة للمؤسسات العراقية الوطنية فى هزيمة مشروع داعش الإرهابى من جانب، وجهود الحكومة العراقية فى تقديم الخدمات للشعب من خلال الانطلاق فى عملية إصلاح شامل تعوض السنوات الماضية فى تاريخ هذا البلد.

يد مصر ممدودة دائما بالسلام.. وبصادق رغبات التعاون لاستعادة دول وطنية أرهقتها الحروب.. ونالتها محاولات الفتن.. وخبائث الإرهاب.

 

من مجلة صباح الخير

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز