عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية شعب التكرور

د. إسماعيل حامد اسماعيل
د. إسماعيل حامد اسماعيل

 يطلق اسم التكرور أو شعب التكرور أو التكاررة في الغالب على سكان غرب إفريقيا خلال العصر الإسلامي، لا سيما أيام دولة المماليك، ويذهب بعض المؤرخين إلى أن اسم "التكرور" أطلقه جماعات من بربر صنهاجة، وهم من أبرز سكان مناطق الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا، ويعتقد أن تلك التسمية كانت تطلق بداية على التجمعات القروية في تلك المناطق التي توجد في إحدى الإمارات في أقصى شمال غرب إفريقيا، غير بعيد عن مصب نهر السنغال. 



 

وأقدم ملوك التكرور الذين اعتنقوا الإسلام يدعى "وارجابي"، وهو يعتبر أقدم ملوك السودان الذين أسلموا قبل قدوم المرابطين لهذه البلاد، ومن الراجح أنه صارت كل الأراضي التي كانـت تابعـة لهـذه المملكة الكـبرى تعرف باسم "بلاد التكرور"، ومن جانب آخر يذكر هذه البلاد القلقشندي باسم بلاد التكرور. ويذكر القلقشندي في (صُبح الأعشى) أن بلاد التكرور تقع شرق إقليم كوكو.

 

 

ويُرجح أن اسم بلاد التكرور كان يُطلق بصفة عامة على كل من مملكة مالي (596-874هـ)، وكذلك مملكة صنغي (777-1000هـ)، وكذا "بلاد الكانم" أيام دولة المماليك (648-923هـ/ 1250-1517م)، وهو الأمر الذي يتضح بشكلٍ جلي من خلال روايات أكثر مؤرخي عصر المماليك. 

 

 

ومن اللافت قلة استخدام اسم مملكة مالي أو سلطنة صنغي على السواء، في أكثر المصادر التي تؤرخ إلى العصر المملوكي، سواء لدى المؤرخين المتقدمين منهم أم من جانب المتأخرين. 

 

 

ولعل من ذلك أن الإمام السيوطي (ت: 911هـ/ 1505م) وهو من متأخري مؤرخي المماليك لما تحدث عن سلطان صنغي في أيامه (وهو السلطان: أسكيا محمد) دعاه باسم (سلطان التكرور)، ولما زار بلاد السودان الغربي دعاها بذات الاسم.

 

 

ويقول الحميري: "تكرور مدينة في بلاد السودان بالقرب من مدينة صنغانة (يقصد صنغي)، على النيل (أي: نهر النيجر)..". 

 

 

وتذكر المصادر التاريخية أن القوافل التجارية كانت تسافر إلى مدينة (تكرور) قادمة من بلاد المغرب، وكانوا يحملون النحاس والصوف والخرز، بينما كانوا يحملون من التكرور التبر (الذهب) والرقيق. 

 

 

ويذكر المؤرخ أبو العباس القلقشندي عن مدينة (تكرور) حاضرة هذه البلاد قائلًا: "هي مدينةٌ على النيل (يقصُد النيجر) على القرب من ضفافه، أكبر من مدينة سلا من بلاد المغرب..". 

 

 

ومن اللافت أن القلقشندي يتحدث عن بلاد التكرور ويحددها بأنها تُمثل الإقليم الخامس من أقاليم أرض مالي، وذلك للتفريق بين اللفظين ودلالاتهما. 

 

 

أما الطعام الذائع لدى أهل التكرور- حسب رواية المصادر التاريخية- فإنه كان في الغالب السمك، والذرة، والألبان، وأكثر مواشيهم كانت الإبل والماعز. 

 

 

أما لباس العامة في هذه البلاد فكان الصوف، وكانوا يضعون على رؤوسهم كرازي الصوف، أما لباس كبار رجال القوم والخاصة منهم فكان المآزر، وكذلك الثياب المصنوعة من القطن. 

 

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز