عاجل
الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الأوقاف.. وقضايا الوطن

الأوقاف.. وقضايا الوطن

لاشك أن اختبار الوطن هو أهم اختبار في حياة أي إنسان ، وتزداد اهمية هذا الأختبار عندما يوضع الشخص في مكان المسؤولية ، والقيادة ،  لذلك يكون أساس التقييم لأي مسؤول نابع من اختيارته الوطنية ، ومواقفه التي يتم من خلالها الحكم عليه بها .



وعندما نطبق تلك القاعدة على شخصية د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف  نجد أن مواقفه الوطنية تحسب له ، وان اختلف البعض في رؤيته لبعض الأمور إلا ان الشخص المنصف لايمكن ان يشكك في اختيارت وزير الأوقاف في معالجة  القضايا التي تخص الوطن .

فمنذ توليه مسؤولية الأوقاف  واجه تحدي كبير مفداه  ضعف  سلطة الوزارة  على المساجد ، ففي ظل قلة عدد الأئمة المعينين مقارنة بالمساجد المنتشرة في انحاء الجمهورية سيطر  اصحاب التيارات المختلفة على كثير من المنابر بل وتنشر افكارها بين الناس فاصبح دعاة محسوبين على الأوقاف يسايرون هذه الأفكار لإرضاء الناس .

وما أن  بدأ د. محمد مختار جمعة تولي المسؤولية قام بوضع خطة ممنهجة تعيد للمساجد هيبتها وتمنع من أذناب التيارات المتشدد والمنحرفة ، والمتأسلمة من السيطرة على بيوت الله ، وقام بعمل ما يشبه الغربلة في النطاق الدعوي ليمنع من له ميول إخوانية أو متشددة من ممارسة رسالة الدعوة لصالح تيار او جماعة ، ومن هناك بدأت عمليات التشويه لشخصية وزير الأوقاف التي انخدع البعض بها معتقدين ان الوزير قام بتقليص الدعوة ، وحد من مهمة المساجد ودورها .. في حن ان الحقيقة هي العكس ، حيث لم تمر ثلاث سنوات إلا واصبح هناك هيبة للمسجد ، واصبح الالتزام هو عنوان الإمام ، والمسؤولين عن المساجد ، واستطاعت الأوقاف ان تنتزع سلطة الولاية على المساجد من  بعض الجمعيات المحسوبة على تيارات معينة ، ولم نعد نرى على المنبر سوى الصوت الأزهري الوسطي .

ولم تكن  مسيرة الإصلاح التي قادها وزير الأوقاف  تقف عند هذا الحد بل كان هناك نشاط مكثف لإعادة تأهيل الدعاة ، وزيادة ماهراتهم ، فاصبح هناك دورات للأئمة في مجالات  وسائل التواصل الاجتماعي ، وتفكيك الفكر المتطرف ، بل ووصلنا إلى صناعة الإمام العالم ، والإمام المفكر ، ولأول مرة نرى نماذج عديدة من الأئمة المتيزين الذي أصبحنا نفتخر بهم في الخارج ، والداخل .

كما لم تقف  الخطوات الوطنية في الأوقاف عند حد ترتيب البيت الدعوي بل تعداه إلى المشاركة في حلول لقضايا وطنية هامة ، فكانت اختيارت وزارة الأوقاف في مناقشة قضايا هامة لا زال الوطن يحاول مواجهتها وعلى رأسها قضايا الإرهاب.. والزيادة السكانية ، والشائعات، فوجدنا تصدرا فكريا وعمليا لهذه القضايا ، ونشاطا ثقافيا من خلال اصدار سلسلة من الكتب تتحدث عن تلك المشكلات .. إلى جانب مساهمة إعلامية مكثفة للأئمة  مدعومة من الهيئة الوطنية للإعلام لتصحيح العديد من  المفاهيم  ونشر ثقافة الوعي الوطني 

ولقد نجح وزير الأوقاف في فرض الرؤية الدينية الصحيحة لقضايا الوطن عبر العديد من الندوات واللقاءات التي وان كانت تدار من  قبل الجهة الداعية إلا أن رؤية وزير الأوقاف كانت تفرض نفسها على مسار أي لقاء أو ندوة 

ولاشك أننا في تلك المرحلة بحاجة إلى مثل تلك  النماذج الوطنية التي  تتحمل مسؤولياتها في مختلف المجالات مدركة بأن الوطن وتقدمه هو القضية الأهم في حياتنا كمصريين ، وان أي تخاذل عن مساندة الوطن ومسيرته نحو التقدم هو نوع من عدم الوطنية تصل إلى حد الخيانة لاسيما إن صاحبها محاولات لإثناء الوطنيين عن اجتهادهم ومشاركتهم في تقدم الوطن .. حمى الله مصر وشعبها وقائدها . 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز