عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. وإتيكيت آداب الطعام

فن الدبلوماسية.. وإتيكيت آداب الطعام

يفتقر الكثير منا الى إتيكيت آداب الطعام في المناسبات الرسمية والاجتماعية (سواء في الاختيار أو عند الأكل)، حيث يبدأ بملء الصحن ليصبح تلًا من المأكولات المختلفة، كأنه يتفاخر بها، ثم يبدأ بالتذوق وإعادة المتبقي إلى الصحن الرئيسي، ومع كل الأسف سوف يرمى المتبقي فى سلة المهملات، كأننا ننسى أو نتناسى مفاهيم الصحة والأعراف والعادات العربية والإسلامية الراقية، التي دائما تحثنا على الاعتدال.. قال تعالى: "كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غضبي.." (81 طه)، وهو تنبيه إلهي بعدم الإسراف والإكثار في الأكل من دون داعٍ، ورمي المتبقي منه في سلة المهملات. 



 

المدارس والمعاهد الدبلوماسية تقسم إتيكيت آداب الطعام إلى عدة أقسام، منها الرسمي/ الاجتماعي/ الشخصي، ومن ثم تتفرع إلى الفطور الصباحي/ حفل شاي/ دعوة غداء/ دعوة عشاء، وترافق معها إتيكيت الأماكن ونوع الملابس (رسمي أو غير رسمي).

 

ويتفاخر كبار الشخصيات والدبلوماسيين من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت نظام الأكل والشرب، وكيف يتبارون في تقديم أنواع المأكولات والمشروبات للضيوف في المناسبات الاجتماعية العائلية أو الرسمية (النهارية أو الليلية) بمختلف الأشكال وبكميات محسوبة، رغبة منهم فى أن يكونوا القدوة، ويتفننون في شكل المائدة وألوان الأغطية والصحون وبقية الأدوات، حسب صنف الغذاء ونوعيته، فالكثير أو أغلب المدارس تبدأ بإتيكيت آداب الطعام بأنواع بسيطة ومتعددة، وغير مسرفة فى الكميات، مع الاحتفاظ بالموروث التراثي والشعبي لكل دولة وخصوصيتها. 

 

إنّ القرآن الكريم تطرق الى إتيكيت (آداب الطعام) في كثير من الآيات، فقد وردت لفظة (طعام) في القرآن الكريم 48 مرة، وذكرت لفظة (أكل) 72 مرة، وجاءت مع ذكر الزروع 20 مرة، ومع الفواكه واللحوم 11 مرة، وهو ما يؤكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها التغذية في الإسلام، أما لفظة (شراب) فقد ذكرت 37 مرة، ويخبرنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عن أخلقيات التغذية/ أدبيات الأكل والشرب/ نظافة الأغذية والأشربة/ الأكل المتوازن/ وأخيرا حول نوعية المأكولات والمشروبات، هذا التقسيم الإلهي يعطينا نظرة شمولية للأطعمة والأشربة، مبيناً مكانتها في حياة الإنسان اليومية، وكيفية التعامل معها. 

 

إن اتيكيت الطعام من الفنون الواجب تعلمها بإتقان، من أجل تجنب الإحراج والسخرية من الآخرين، لأنها جزء من السلوك الإنساني والذوق العام، بالشكل الذي يعبر بصورة حضارية عن الشخص المتمدن العصري.

 

ومن النقاط الواجب اتباعها ما يلي: 

 

-    علينا بغسل اليدين قبل تناول الطعام، كي لا يضر الشخص نفسه بالميكروبات، وعلينا أيضاً "التسمية"، أي قول بسم الله الرحمن الرحيم.

-     يكون الأكل وتناول الطعام والشراب باليد اليمنى، كما أوصى ديننا الحنيف.

-    أن تتناول الطعام من أمامك، وعدم مد يدك على ما هو أمام الآخرين.

-     غسل اليدين بعد تناول الطعام مباشرة.

-    الجلوس بطريقة مستقيمة وليس الاتكاء على أحد الجوانب.

-    عدم التحدث أثناء الطعام عن الأموات أو الحوادث الحزينة.

-    عدم البصق أو المخاط وقت الأكل.

-    عدم ذم الطعام أثناء تناوله.

-    الابتعاد عن تناول الطعام في أواني الفضة والذهب، لأن ذلك محرم.

-    عدم ملء البطن والاعتدال في تناول الطعام.

-    قول الحمد الله بعد الانتهاء من تناول الطعام.

-    عدم إحداث صوت وقت المضغ وعدم فتح الفم الممتلئ بالطعام.

-    عدم خلط أنواع متنوعة من الطعام في الطبق نفسه، وإن كان ولابد فاخلط على قدر معلقة.

-    قطع الطعام إلى قطع مناسبة الحجم للفم.

-    عدم ملء الشوكة أو الملعقة بأكثر مما تستطيع أن تضعه في الفم.

-    عدم الوقوف والانحناء من أجل تناول شيء على الطاولة بعيداً عنك.

-    عدم وضع قطعة كبيرة على الشوكة أو الملعقة والقضم منها على دفعات.

-    ممكن أكل الساندويشات باليد، وأكلها في الملعقة أو الشوكة في حال تقديمها مع الصلصة.

-    عدم ترك بقايا الطعام في الطبق بعد الانتهاء من تناوله.

-    عدم إخراج أي صوت في حال كان الطعام ساخناً، كي لا تلفت الانتباه، ومن الأفضل شرب كمية قليلة من الماء في هذه الحالة.

-    عدم إبداء الاشمئزاز أو إثارة الانتباه في حال كان الطعام غريباً أو غير شهي بالنسبة لك.

-    عدم استخدام أعواد الأسنان أثناء الجلوس إلى المائدة، ومن الأفضل الذهاب إلى الحمام في حال علقت بقايا الطعام في الأسنان.

وفي المقال القادم سوف نتحدث عن الطعام الذي يؤكل باليد، والآخر الذي يؤكل بالشوكة والسكين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز