عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

يبدو أن "حواء" قد خلعت ثوب الرقة والدلال، وارتدت بدلاً منه ثوب الشدة والصلابة.. كانت رقيقة تتحرك بخفة ونعومة.. تبتسم بخجل عند سماع كلمات الإطراء، لكن قسوة الحياة غيرت من شخصيتها.. اختلفت نبرة صوتها ولم تعد مفرطة الحنان، فالحب فى حياتها كان "نقمة".. اعتقدت بأن هذا الحب وحده كفيل بأن يجعلها امرأة سعيدة.. لكنه سقط مع أول اختبار على أرض الواقع. 



لذا لا ينبغى أن نندهش عندما نرى المرأة تحمل سكينا وتقوم بإنهاء حياة شريك حياتها، فهذا الكائن الرقيق يمكن أن يتحول فى لحظات إلى وحش كاسر بسبب تراكمات من الماضى أو خيبة أمل من حياة لم تكن تتمنى أن تعيشها.. كان ينبغى يا سيدتى أن تتوقفى عندما شعرتى أن تلك الحياة لا تناسبك قبل أن تصلى إلى مرحلة الانفجار. 

 

المرأة تجمع عامة الكثير من المتناقضات، قد تهرب من الفأر لكنها تقف فى وجه الرجل العنيف الغاضب! ولا شك أن "حواء" يمكنها أن تصبح رقيقة جداً مع من تحبه وتحترمه، لكنها تصبح قوية جداً ضد من تكرهه وتحتقره.. فتلك المرأة التي تذرف الدموع وهى تشاهد الأفلام الرومانسية هى نفسها التي تتحول إلى بركان ثائر عندما تشعر بظلم واقع عليها.. حينما تقسو المرأة فهذا يعنى أن الألم بداخلها كان أكبر من تحملها، فيا عزيزى الرجل إن المرأة لا تقسو إلا إذا عاشت مرة وقتلت فى المقابل ألف مرة.. فاذا أردت أن تكسب قلبها، اجعلها تشعر بصدقك، فالصدق وحده يجعلها تطمئن، وقد تكون قسوتها السطحية مجرد طبقة خارجية تلجأ لها لحماية قلبها من الانكسار، لذلك فهى قد تحتاج وقتاً لتثق بك وتسلمك قلبها.. فالمرأة إذا أحبتك، ستحبك بكل جوارحها.. وإذا رأيت إمرأة ذات قلب متحجر، فتأكد أنها كانت يوماً ما طيبة وحنونة لكن قلبها تعرض للقتل! وهناك نوع من النساء عندما يتألم يقرر الرحيل فى صمت دون النظر للوراء، وهناك امرأة يعميها الغضب فتثأر لكرامتها، وقد ترتكب أفعالا تندم عليها لاحقا.. والغريب أن أكثر النساء رقة قد يخرجن عن شعورهن ويرتكبن جرائم قتل ضد أزواجهن، فتلك النساء لا يتحملن الضغط الشديد، لذا قد تنفجر "حواء" فى لحظة إذا رأت حلمها ينهار أمام عينيها ولم تعد قادرة على الصمود أو التعايش مع رجل مات فى قلبها.. فلا تعبث أيها الرجل بمشاعرها، فالعبث بالقلوب هو ذنب كبير.. وقد يتألم قلب المرأة وينكسر لكنه لا يموت بل ستموت أنت يا عزيزى بداخلها، وليس قلبها. 

 

كل ما تحتاجه المرأة هو رجل يكون لها صديق وقت الحزن، حبيبا وقت الحاجة، أخا وقت النصيحة.. إنها باختصار تريد رجل يهتم بها قلباً وقالباً، ويشعرها بالأمان والحنان فى جميع الأوقات.. ولتكن حريصا أيها الرجل أن تجعلها تراك وتحس بوجودك إلى جانبها، إن لم يكن بالجسد فبالروح.. إن أكثر ما يسعد المرأة هو أن تشعر بأن هناك من يهتم بها ولأمرها، وأن هناك رجلاً يمكنها أن تتكأ عليه وقت المحن ليريحها ويتحمل عنها ما يؤرقها.. فكن لها هذا الرجل تصبح ملكا متوجا على قلبها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز