تعرف على حكاية أول مسجد بني في مصر

قال "المقريزي" إن مدينة بلبيس سميت في التوراة "أرض جاشان"، ومن الراجح أن يكون مسجد بلبيبس أحد المساجد الأولى، التي أنشئت بعد الفتح الإسلامي عام 20 هجريًا، عندما سار الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص من رفح العريش، ثم إلى الفرما حتى وصل إلى بلبيس، حيث دارت معارك طاحنة مع جيوش الرومان، الذين هزموا هزيمه نكراء، كانت نهايتهم فى حكم مصر.

 

 

ويقول "الطبري و"ابن الأثير"، إن بعض القبائل العربية استمرت في بلبيس ولم تذهب مع جيش عمر بن العاص إلى حصن نابليون، ويشيران إلى أن هذا المكان استشهد فيه "سادات قريش" و"العرب"، وربما يكون ذلك سببًا فى بناء مسجد "السادات"، الذي ينسب إلى أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، والذين جاءوا مع الفتح الإسلامي.

 

ويقع مسجد سادات قريش بشارع بورسعيد في بلبيس، وهو أحد الشوارع الرئيسية والتجارية بالمدينة، وكان إنشاؤه على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة من حيث البساطة، ويذكر أيضًا أن من عادة المسلمين عند فتح بلد جديد، إنشاء مسجد، لأن منه كانت تخرج الغزوات وتعقد الجلسات، ويتعلمون فيه أمور دينهم، بالإضافة إلى إقامة الصلوات، وقد بني هذا المسجد على أنقاض قصر الحاكم الروماني، ومر بمراحل تجديد، حتى جاء الأمير أحمد الكاشف وألحق به المنارة، والتي لم يتبق منها إلا قاعدة المئذنة خلف الجدار الشمالى الغربي للمسجد.

 

 

والتخطيط المعماري للمسجد عبارة عن مستطيل الشكل، مقسم إلى 4 أروقة موازية لجدار القبلة، ومقسمة إلى 3 صفوف من "البوائك"، كل منها مكون من 6 عقود محمولة على أعمدة ذات تيجان مختلفة الشكل، ولها قاعدة مربعة.

وهى عقود مدببة باستثناء الوسطي منها المتجهة ناحية المحراب، الذي هو عبارة عن عقد نصف دائري كبير يعطي إحساسًا بالتنوع والجمال، وتوجد مساحة صغيرة مستطيلة الشكل موازية للجدار الشمالي الشرقي، ومتعامدة على جدار القبلة عبارة عن "بلاطة" مستطيلة الشكل لا تعلوها عقود، وإنما عبارة عن كمرة مستقيمة تحمل السقف مباشرة، وتنتهي هذه المساحة بجدار مسمط في نهايه الجدار الشمالي بالقرب من المدخل الرئيسي للمسجد.

 

ويتكون المسجد من 18 عمودًا رخاميًا، 16 منها تحمل العقود مع دعامتين في "البائكة" الثالثة المواجهة للجدار الغربي للمسجد، واحدة ناحية الجنوب والأخرى ناحية الشمال.. والدعامتان مع الأعمدة تحملان العقود، والتي بدورها تحمل السقف، والأعمدة التي تتكون من بدن رخامي ذات قاعدة مربعة الشكل وتعلوها تيجان مختلفة الأشكال والزخارف، منها على شكل سلة ومزينة بزخارف وأوراق نباتية، أما العمودان المدمجان بالمحراب، فيتضح فيهم الاختلاف والتنوع في زخارف التيجان، ما يدل على أنها جمعت من عده مناطق مختلفة ومتنوعة في الطابع الزخرفي.

والمسجد يتكون من 4 أروقة مستطيلة الشكل، أهمها على الإطلاق "رواق القبلة"، الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد، ويتوسطه المحراب والمنبر، ومن الداخل والخارج والسقف والحوائط والمئذنة، يعتبر المسجد تحفة معمارية وزخرفية وأثرية وتاريخية، لكنه بحاجة لترميم لإظهار قيمته الأثرية، كأول مسجد بني في مصر.