خلال جلسة تسلم مصر رئاسة الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة
مايا مرسي: المرأة في الخطاب الديني والتمكين الاقتصادي أبرز الملفات التي سنركز عليها
مروة فتحي
وجهت الدكتورة مايا مرسى خلال جلسة تسلم مصر رئاسة الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة الشكر والتقدير الى دولة بوركينا فاسو الشقيقة وللوزيرة هيلين مارى لورنس وزيرة بوركينافاسو للمرأة والتضامن الوطني والأسرة على مجهوداتها خلال فترة رئاستها الدورة السابعة للمؤتمر الوزارى لمنظمة التعاون الاسلامى وما شهدناه من إنجازات ملموسة، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التي شهدتها الدورة السابعة للمؤتمر الوزارى وتزامنها مع انتشار جائحة فيروس كورونا حول العالم وما نتج عنها من الكثير من التداعيات فى كافة المجالات وعلى كافة المستويات..وعلى الرغم من ذلك واصلت بوركينا فاسو جهودها المتميزة وانجازاتها المشهودة.
كما قدمت دكتورة مايا مرسي الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي المساندَ الأوَّلَ للمرأة المصرية والداعم لها والـمـُـدافعَ عن حقوقها إيماناً واقتناعاً بأن تمكينَ المرأةِ واجب وطني، وقالت إنه ترجم ذلك من خلال إهداءِ المرأةِ المصريةِ عهدًا ذهبيًّا يضمن العديد من الانجازات، وكسر الحواجز الزجاجية لوصول المرأة الى المناصب القيادية التي لم تصل إليها من قبل، وإصدار العديد من القوانين والتشريعات المنصفة للمرأة، وضمان الحماية الاجتماعية لها وتوفير السكن اللائق لها ولأسرتها وتصميم برامج من شأنها تعزيز صحة المرأة المصرية، بالإضافة إلي المزيد من المكتسبات التي كانت أحلاماً على مدار عقود وسنوات طويلة وتحققت فى فترة قصيرة لتسَلِّحُ المرأة بالحقوق التي تمكنها من مواصلة دورها ومسيرتها في بناءِ وطنٍ عظيم.
ولفتت إلى أنه لم يتوقف اهتمام الرئيس بملف تمكين المرأة المصرية والنهوض بأوضاعها فى كافة المجالات فقط، ولكن حظى ملف تمكين المرأة فى الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامى أيضاً بمكانة خاصة، وحرصت مصر على استضافة أعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الوزارى منذ تقدمها بالطلب عام 2018.
وتناقش الدورة الثامنة للمؤتمر الوزارى لمنظمة التعاون الاسلامى موضوع هام وهو "الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة" فى ظل جائحة كوفيد – 19 وما بعدها"، وقامت مرسي بعرض مجموعة من الإنجازات التي حققتها جمهورية مصر العربية فى هذا الملف على المستوى المحلى والإقليمي والعالمى، بداية من النهج الإنساني للسيد رئيس الجمهورية فى التعامل مع هذا الوباء منذ اللحظات الأولى لانتشاره والذي ظهر جلياً من خلال التوجيات المباشرة لجميع مؤسسات الدولة باتخاذ استعدادات غير مسبوقة هدفها الحماية ومنع انتشار الفيروس.. ومراعاة احتياجات المرأة المصرية ودمج متطلباتها فى خطط الدولة للتعامل مع الازمة.
وتابعت: تعد مصر أول دولة على مستوى العالم تتحرك بشكل استراتيجي ابتداءا من مارس 2020 في صناعة حزمة شاملة من السياسات للتعامل مع احتياجات المرأة والفتاة. وبدأ هذا التحرك الاستراتيجي بصياغة ورقة سياسات حول الاستجابة لاحتياجات المرأة والفتاة خلال جائحة كوفيد-19، أثمرت عن تبني الدولة المصرية مجموعة من تدابير الاستجابة الفورية أو متوسطة المدى فى إطار أربعة محاور تتمثل فى التأثير على المكون الإنسانى (الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والدعم النفسي)، قيادة المرأة واتخاذ القرار والحماية من العنف، والتأثير على الفرص الاقتصادية، وأخيراً تعزيز البيانات والمعرفة بالإضافة إلى حزمة من التعديلات التشريعية.
وأطلقت آلية لرصد ومتابعة تنفيذ تلك السياسات بمارس 2020، حيث رصدت أكثر من 165 تدبير وقرار و إجراء وقائي داعم للمرأة المصرية حتى يناير 2021، تلك الحزمة الشاملة من السياسات وضعت مصر في المركز الأول في تقرير هيئة الأممِ المتحدة للمرأةِ وبرنامجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائي حول الإجراءاتِ التي اتخذتها دول العالم لمساندةِ المرأةِ خلالَ الجائحة، وأوضح الجزءَ الخاصَ بمنطقةِ الشرقِ الأوسطِ وغرب آسيا والدول العربية أن عدد الإجراءات التي اتخذتها مصرُ وفقاً لمعايير رصد هيئة الأمم المتحدةِ هو أعلى عدد من التدابير تم اتخاذهاُ بالمناطق المشار إليها.
وانطلاقاً من عقيدة الدولة المصرية الثابتة في التعاون مع كافة أطراف المجتمع الدولي، استطاعت استصدار قرار بالجمعية العامة للإمم المتحدة بالإجماع بالتعاون مع الجزائر والسعودية والصين وزامبيا لتعزيز الاستجابة الوطنية والدولية السريعة لتأثير الجائحة على النساء والفتيات.
وقالت في كلمتها: احتفلنا العام الماضى بإطلاق منظمة تنمية المرأة للدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي عندما دخل نظامها الأساسي حيز التنفيذ، وقد تزامن هذا الإطلاق مع ما يشهده العالم من واقع جديد نتج عن جائحة كوفيد-19، لكنه أكد الالتزام الصادق من الدول لمواصلة الطريق نحو المزيد من المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات في دولنا الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي.
وأكدت أن جمهورية مصر العربية عازمة فى ظل توليها رئاسة الدورة الثامنة للمؤتمر الوزارى لمنظمة التعاون الإسلامي العمل بجد وبكل ما أوتيت من قوة لاستكمال مسيرة الإنجازات التي تحققت لتلبية تطلعات وآمال دولنا، من خلال التركيز على عدد من الملفات الهامة والمتعلقة بإدماج منظور المساواة بين الجنسين، وتناول المرأة في الخطاب الديني، وتمكين المرأة اقتصادياً، ودعم المرأة في ظل جائحة الكورونا وما بعدها، مع التنسيق الكامل وعلى أعلى مستوى بين مؤسسات وأجهزة منظمة التعاون الإسلامي المختلفة ووكالاتها المتخصصة بشكل أكثر تكاملاً.