عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أسرة السلطان عمر ولشمع في شرق إفريقيا

لقد شهدت مملكة أوفات الزيلعية التي تأسست في شرق إفريقيا خلال العصر الإسلامي ظهور العديد من الأسرات الحاكمة التي ارتقت العرش في هذه البلاد، كما تشتهر تلك المملكة أيضا باسم مملكة جبرت أو جبرتة أو مملكة الجبرتيين في شرق إفريقيا.



 

ولعل من أهم تلك الأسرات الحاكمة التي حكمت تلك البلاد الإفريقية، والتي تحدثت عنها المصادر التاريخية "أسرة ولشمع"، وقيل له: "عمر ولسمع" باستخدام السين بدلًا من الشين كما أورد ذلك المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي (ت: 5هـ) في روايته عن الزيالعة. 

 

 

ويعتبر السلطان عمر ولشمع مؤسس هذه الأسرة، وهو من أشهر الملوك في تاريخ أوفات، وهو من نسل بني هاشم الذي هاجروا إلى بلاد الزيلع منذ القرون الأولى للإسلام واستقروا في إقليم "جبرت" (أو أوفات)، وعن ذلك السلطان يقول المقريزي: "وعرف جماعة منهم بالخير، واشتهر بالصلاح إلى أن كان منهم عمر الذي يقال له: ولسمع، ولاه الحطي مدينة أوفات، وأعمالها..". 

 

 

وفي أيام السلطان عمر ولشمع تم تقسيم "مملكة أوفات" إلى العديد من الإمارات والأقاليم، وكان يحكمها أمراء يعينهم السلطان ذاته وكان يوصيهم بالخير والصلاح، والعدل مع الرعية وأن يحفظوا البلاد وألا يؤذوا أحدًا من رعيتهم. 

 

 

حُكام مملكة أوفات من نسل السلطان ولشمع:

ولما مات السلطان عمر ولشمع ترك من بعده أربعة من الأبناء الذي ارتقوا العرش، وقيل بحسب روايات أخرى: كان عددهم خمسة أبناء.

 

 

وقد صار الملك والحكم في مملكة أوفات إلى أبناء السلطان عمر ولشمع، فكان يحكم الواحد منهم هذه المملكة بعد الآخر، وكان من سلاطينهم: السلطان بزوا، وكذلك السلطان حق الدين الأول، ولا يُعرف الكثير من الأخبار عن حكم هؤلاء الحكام من أبناء السلطان "عمر ولشمع"، حيث أفاضت المصادر التاريخية في الحديث عن حكم أحفاد عمر ولشمع، خاصة من نسل السلطان المعروف صبر الدين، وهو يعتبر الجيل الرابع بعد أيام السلطان "عمر ولشمع".

 

 

السلطان صبر الدين بن ولخوي (حوالي 700هـ):

هو آخر السلاطين المعروفين من أحفاد السلطان عمر ولشمع، وكان اسمه محمد، ثم تلقب بلقب: "صبر الدين"، على عادة الملوك في ذلك الوقت حيث يحملون لقبًا له دلالة رمزية في الدين الإسلامي، وهو السلطان "صبر الدين محمد بن ولخوي بن منصور ابن عمر ولشمع (ولسمع). 

 

 

وحكم السلطان "صبر الدين" حوالي سنة 700هـ، ولما مات تولى الحكم ابنه علي بن صبر الدين، ولما توطد حكمه في هذه البلاد وتمكن أمره في حكم مملكة أوفات، أعلن الاستقلال عن نفوذ ملوك الحبشة ولكن لم توافقه أهل البادية، ثم عين (الحطي) سيف أرعد ملك الحبشة أحمد بن علي بن صبر الدين على مملكة أوفات، ومن ثم اشتهر باسم حرب أرعد بن علي بن صبر الدين.  

 

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الإفريقي  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز