عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رجل من زمن الشهامة.. المتبرع بفص من كبده يروي تفاصيل الواقعة

المريضة تتوسط الطاقم الطبي
المريضة تتوسط الطاقم الطبي

سطر زوج ملحمة إنسانية في الوفاء والنبل والعطاء، بتبرعه بفص من كبده لزوجته التي اكتشف مرضها بعد زواجه منها بـ6 أشهر وظلت مريضة طيلة 7 سنوات فبدلاً من أن يفكر بالزواج من أخرى بعد أن همس في أذنه بعض المحيطين أو مثلما يفعل البعض من الأزواج عندما تمرض زوجاتهما تكون أولى خطواتهم التفكير في الارتباط بأخرى، ولكن هنا تختلف القصة مع وجود ذلك يندر وجوده، ظل سندًا وأمانًا لها خلال رحلتها المرضية علي مدار 7 سنوات منذ اكتشافها للمرض فهي بالنسبة له رفيقة عمره التي لن يتخلى عنها أو يتركها، فضلاً عن أنه كان سببًا أساسيًا في رسم البسمة على شفاهها واطمئنانها خلال هذه السنوات.



 

لم تكن تدري أمينة محمد حسن، صاحبة الـ 26 عامًا بعد 6 أشهر من الزواج عندما لاحظت بتغيير لون عينها الي اللون الأصفر ان هذه هي بداية لمعاناه لعدة سنوات، فعندما ذهبت إلي الطبيب أخبرها بأنها لديها بعض الأعراض المتعلقة بالفشل الكبدي المناعي، وان حالتها ستظل كما هي مدي الحياة، مع إتباع التعليمات وأخذ الجرعات العلاجية اللازمة فما كان منها الا ان رضيت بقضاء الله وان ما أصابها لحكمه لا يعلمها سواه، وظلت لايام وشهور وسنوات تتحمل الكثير من الآلام التي تتناول لها الكثير من جرعات الدواء الذي وصفه لها الطبيب، فضلاً عن الحرمان من الانجاب كل هذه الأعوام بسبب ما أصابها.

 

حتى أن جاء اليوم الذي علمت فيه في شهر ديسمبر العام الماضي، ان حالتها الصحية تدهورت ولم تعد تحتمل أكثر ووصلت إلي مرحلة الفشل الكبدي المناعي ولابد من إجراء عملية جراحية تتطلب التبرع بفص كبد لها من أحد الأقارب من الدرجة الأولي، عسي أن تكون هذه المرة التي تودع فيها آلامها وتبدأ حياة جديدة مليئة بالراحة والازدهار والاستمتاع بالحياة كما ينبغي، وتكف عن التنقل بين الأطباء والمستشفيات التي أنهكت جسدها. من هنا بدأت رحلة البحث بين أقاربها من الدرجة الأولى عن وجود متبرع من أحد أفراد اسرتها تتطابق أنسجته مع أنسجتها، فأقبل أشقاؤها بعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة من يتوافق معها ولكن أظهرت النتائج انها غير مطابقة لحالتها، فعاد الزوج الذي كان مسافرًا للعمل، وقام بإجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة ، وكانت المفاجأة السارة التي أظهرت مدي تطابق أنسجته مع أنسجتها. لم يتردد الزوج ولم يفكر للحظات في إهدائه فص من كبده لرفيقة دربه وشريكة حياته ليعيد لها الحياة مرة أخري ويخفف آلامها التي تملكت جسدها الوهن ، علي مدي سنوات، ولكن عارضته زوجته خشية علي صحته ، وهو أصر علي موقفه الذي أثبت فيه مدي حبه ، وضرب به أروع الأمثلة في النبل والإخلاص. أشاد فريق التمريض، بالزوج الذي مثل الوفاء والحب والتضحية في ابهي صورها، بمساندته ومؤازرته لشريكة حياته والذي يتحسس طوال الوقت لإطمئنان وإلقاء نظرة من بعيد علي زوجته، وحالتهما النفسية المبهجة والابتسامة التي دومًا تترسم علي شفاههم وحالة الرضا والطمأنينة التي تظهر عليهم فضلاً عن دماثة خلقهم وطيبة قلبهم، وحبهما لبعضهم.

 

أعرب إبراهيم مصطفي، زوج المريضة، في العقد الثالث من عمره، يقطن مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية بعد مرور نصف العام من الزواج، إكتشفت زوجته حالتها المرضية التي أخبرها الطبيب عنها انها ستظل عليها مدي حياتها ، و تحملت الكثير من المعاناه بسبب حدوث مضاعفات من حين لآخر وحتي أثناء تناولها الطعام،ولكن دائمًا كان يتملكهما الشعور بالرضا بقضاء الله عزوجل. واستكمل، إبراهيم مصطفي، ل" بوابة روزاليوسف "لم يشعر يومًا بالغضب او النفور منها، وطالبه المحيطين به مرارًا وتكرارًا بالزواج من أخري ولكنه في كل مرة كان يرفض هذه الفكره ولم يكترث لحديثهم، لانه لايريد في الحياة سواها، معللاً أنه لن يتخلي عنها مهما حدث ، فهي إنسانه من أصل طيب، وتستحق كل الخير.

 

وقدم الزوج الشكر، للدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور يحيي زكريا رئيس مركز زراعة الكبد، والدكتور هشام عبدالعظيم والطاقم الطبي من الأطباء والممرضين. يقول الدكتور هشام عبدالعظيم ، طبيب جراحة ، المشرف علي حالتها ، منذ 7 أشهر أثبتت الفحوصات أن حالة "أمينة" وصلت إلي المرحلة الأخيرة بسبب مهاجمة جهاز المناعة للكبد ، وكان لابد من إجراء عملية جراحية عاجلة وزراعة فص كبد ، ومن خلال النتائج والفحوصات التي تم إجراؤها علي الزوج واستمرت ما يقرب من شهر لمعرفة مدي مطابقته مع الزوجة، لتحديد أبعاد وشكل وطريقة توصيل الأوعية الدموية للتأكد من مطابقة الأنسجة وعدم تأثيرها علي صحته بالسلب. واستكمل " عبدالعظيم " جاءت موافقة المجالس الطبية المتخصصة " اللجنة العليا لزراعة الأعضاء " بملائمة أنسجة الزوج مع زوجته ، علي الفور ، تم تحديد معاد العملية و بدأ الفريق الطبي بتجهيز المريضة قبل البدء بنقل وزراعة فص الكبد ب 10 أيام ، وعمل بعض التحاليل مرة أخري لتأكد من قدرتها علي تحمل العملية.

 

وقام الفريق الطبي بجامعة الزقازيق، بقسم زراعة الأعضاء بإجراء عملية نقل الفص الأيمن من كبد الزوج وزراعته بجسد زوجته ، والتي إستغرقت 12 ساعة لصعوبتها، لتعيش مدي حياتها حامله بأحشائها قطعة ثمينه من جسد زوجها الذي يبرهن معني الوفاء والتضحية في أبهي صورها، وفور التأكد من نجاح العملية ، إمتلاءت أرجاء غرفة العناية بالبهجة.

 

وأطمأن قلب الزوجين اللذين تعاهدا علي الحب والمودة والرحمة وإستكمال مسيرة الحياة سويًا ، بإشراف الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور وليد ندا مدير مستشفيات جامعة الزقازيق، والطاقم الطبي. ووجه الدكتور هشام عبدالعظيم، الشكر للزوج الوفي المخلص مثال الإنسانية ، الذي كان علي إستعداد تام طوال الوقت للتبرع لزوجته ولم يتردد للحظة او يفكر في نفسه، او أي عواقب قد تلحق به.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز