عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية ماكيدا أول ملكات بلاد الحبشة

ارتبطت بلادُ الحبشة باليهود أو بشعب بني إسرائيل منذ أقدم العصور، وذلك بحسب المصادر والروايات الحبشية المحلية، وترجعُ جذور العلاقة إلى حوالي القرن العاشر ق.م، بحسب ما ورد في الكتب المقدسة لا سيما التوراة والقرآن الكريم. 



 

ويعتقد الإثيوبيون أن ملوكهم القدامى كانوا من أحفاد ملوك بني إسرائيل القدامى، وتحديدا نسل الملك سليمان بن داود (ملك إسرائيل) وامرأته "ملكة سبأ" Queen of Sheba، وهي الملكةُ الشهيرة التي وردت قصتهـا في عدد من المصادر العربية باسم الملكة بلقيس. 

 

 

بينما، وبحسب بعض الروايات، فإن ملكة سبأ كانت تُدعى باسم "يلمقة"، بينما تذكرهـا الروايات الحبشية ذاتها باسم الملكة "ماكيدا" Makeda، وقيل أيضا كان اسمهـــا: "ماقِدة".

 

 

وعلى أية حال فهذان الاسمان الأخيران- أي ماكيدا وماقدة- هما اسمان متقاربـان إلى حدٍ كبير، ومن الراجح أن أحد الاسمين ليس إلا تصحيفا للاسم الآخر. 

 

 

والملكة ماكيدا كانت ذات "أصل يمني"، وتحديدًا من "بلاد سبأ" كما هو واضح من اسمها، حيث تلقب في كل المصادر باسم ملكة سبأ، أي أنها لم تكن ملكة حبشية الأصل.

 

 

ومع ذلك ينسب "الأحباش" تلك الملكة العربية القديمة (بلقيس) لبلادهم دون دليل واضح، وبلاد سبأ تقع على بعد ثلاثة أيام من مدينة "صنعاء"، وهي مسافة تبلغ حوالي 120كم. وتذكر المصادر التاريخية أن الذي بنى هذه المدينة هو "سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"، و"قحطان" هو جد عرب قحطان، أو العرب القحطانية، وهم عرب "بلاد اليمن". 

 

 

كما أن المؤرخين الأفارقة ذاتهم لا ينكرون الآراء التي تذكر أن ملكة سبأ كانت ذات أصل عربي، وأنها ليست من أصول حبشية، كما تزعم رواياتهم، وعن ذلك الأمر يقول أحد المؤرخين الأفارقة (وهو "ساهيد أديجوموبي"): "أما في فلسطين وشبه الجزيرة العربية القديمة والقرون الوسطى فقد ساد اعتقاد واسع بأن ملكة سبأ الشهيرة كانت في الحقيقة ملكة عربية اسمها بلقيس، وأن ملكها الموروث عن أسلافها كان على مملكة حمير اليمنية..". 

 

 

ومن جانب آخر، تصف "الروايات الحبشية" هذه الملكة بأنها كانت "أجمل الملكات"، وأنها كانت أشهرهن بـ"الـذهب"، والأحجار الكريمة"، وهو ما يُشير إلى ثراء هذه البلاد أيام هذه الملكة، وتذكر الروايات الحبشية أيضًا أن الملكة "ماكيدا" كانت امرأة فائقة الجمال والحكمة. 

 

 

وقد وردت قصة هذه الملكة في العديد من روايات الكتب المقدسة، ولعل من أبرزها "القرآن الكريم"، وكذلك تحدثت عنها "أسفار العهد القديم"، حيث تقول إحدى الروايات الواردة في الأسفار التوراتية (أو العهد القديم): "وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان.. فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان..."، غير أن رواية "العهد القديم" لم تتحدث بشكلٍ واضح عن زواج سليمان من ملكة بلاد سبأ. 

 

 

ويعتقد "الأحباش" أن الملكة "ماكيدا" كانت قد اعتنقت الديانة اليهودية، وتعلمت مبادئها على يد الملك سليمان لما ذهب إلى بيت المقدس، ثم نشرت هذه الملكة الديانة اليهودية في بلاد الحبشة.

 

 

ويُشكك أكثر المؤرخين في الكثير مما ورد في "الروايات الحبشية" عن ملكة سبأ، وابنها منليك الأول ملك الحبشة، وحتى المؤرخين الأفارقة ذاتهم يصفون الروايات حول ملكة سبأ بأنها "أُسطورة ملكة سبأ"، ومع ذلك فالإثيوبيون يجعلون لها أهمية كبيرة في كل تاريخهم، وحتى اليوم. 

 

 

وتذهب بعضُ الروايات إلى أن ملكة سبأ حملت من "سليمان" خلال الزيارة التي قامت بها لبلاده بأرض فلسطين، ويقال إنها وضعت ابنها من سليمان لما كانت في الطريق إلى بلادها، ومن ثم دعته باسم "منليك". 

 

 

وفي ذات الشأن يقول أحد المؤرخين الأجانب: "وبحسب الأسطورة الإثيوبية، فإن الملكة "ماكيدا" انبهرت بمُلك سليمان، ثم ذهبت إلى أورشليم واعتنقت اليهودية..".     

 

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الإفريقي  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز