عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المتحدة والصناعات الإعلامية الجديدة.. قراءة ثقافية للمحتوى الاقتصادي

المتحدة والصناعات الإعلامية الجديدة.. قراءة ثقافية للمحتوى الاقتصادي

في قراءة مبدئية لما صدر عن المؤتمر الصحفي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يأتي الاقتصاد والاستثمار كعنوان للتفكير في المرحلة الجديدة، فقد تولى الاقتصادي المصرفي والأكاديمي حسن عبد الله رئاسة مجلس إدارة الشركة بحضور واضح للسعي نحو الاستثمار في الإعلام ممثلًا في د.أشرف سالمان الذي يأتي أيضًا من خلفية اقتصادية وخبرة طويلة في مجال الاستثمار.وليغلب طابع الخبرة الإعلانية الطويلة على عضوي مجلس الإدارة محمد السعدى وعمرو الفقي، وأيضًا تامر مرسي بتجربته في الإنتاج الدرامي والإعلاني.



 

كما أعلن حسام صالح مساعد رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن السعي نحو زيادة الاستثمارات، حيث سيتم طرح الشركة في البورصة، سعيا لجذب الاستثمارات في الصناعات الإعلامية وتحقيق تطوير المحتوى الإعلامي.

 

وشهد المؤتمر رصد لأبرز الإنجازات خلال السنوات الخمس الماضية، وأبرزها تحدي الخسائر المالية وصولًا لتحقيق أرباح في موسم دراما رمضان 2021.

 

ولعل هذا الاهتمام الواضح بالبعد الاقتصادي يجعلنا نهتم بالطريقة الجديدة التي تنظر بها الدولة للصناعات الإعلامية، فهي تمد يدها للتعاون مع المؤسسات الخاصة وتطلق عملية إعادة هيكلة الإعلام المصري في إطار فكرة السوق والاستثمار.وهو الأمر الذي يدفع للسؤال عن موقف ماسبيرو، ومدينة الإنتاج الإعلامي والصحف القومية ومواقعها الإلكترونية من خطة التطوير وإدماجها داخل فكرة الصناعات الإعلامية.

 

وهي مؤسسات تاريخية ورائدة وتحتاج لفرص حقيقية لإعادة إطلاقها في المنافسة، فعلى سبيل المثال إن التفكير في إطلاق قناة إخبارية إقليمية تبث للعالم كله وتستهدف الناطقين بالعربية ربما كان من الضروري معها تطوير وإعادة صياغة الفضائية المصرية وغيرها.

 

وكذلك عودة الروح لقطاع الإنتاج في التليفزيون المصري، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وشركة صوت القاهرة في إطار عودتهم للمنافسة في السوق، خاصة أن ملكيتها وأصولها هي للدولة المصرية ولا يوجد ما يمنع من عودتها للمنافسة في السوق الإعلامي.

 

بما يحقق تطوير وإعادة هيكلة الكيانات الرائدة في الإنتاج الإعلامي بما في ذلك المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة، مع إنشاء كيانات جديدة قوية سريعة الحركة قادرة على التمتع بميزات معاصرة من الخبرات وحرية العمل.

 

وهو الأمر الذي يحتاج لحصولها على نصيب وافر من الموازنة العامة للدولة لإنقاذها وتطويرها ودفعها للعمل بقدرة على الحضور والمنافسة، وذلك كي تظل الباب الرسمي للدولة حاضرًا ومؤثرًا استمرارًا لأدوار تاريخية رائدة لا يمكن تركها كشجرة قديمة وحيدة عجوز بلا رعاية.

 

وهنا تجدر الإشارة لضرورة النظر للثقافة المصرية في علاقتها بالصناعة الإعلامية في إطار ضرورة المزج بين الصناعات الإعلامية والثقافية كمصدر هام للدخل القومي، وقد كان موكب الملوك في افتتاح متحف الحضارة نموذجًا لهذا التعاون، بين المحتوى الثقافي والإعلامي، وأوجه التعاون بينهما كبيرة وحاضرة. خاصة أن الإعلام في جميع أنحاء الدنيا هو الحامل الذي يحمل منتجات العقل الثقافي للجمهور العام.

 

وذلك يدفعنا للسؤال عن الدور المتوقع للصناعات الإبداعية في المحتوى الرقمي للوسائل الإعلامية المبتكرة التي أطلقتها الشركة المتحدة مثل منصةWatch It، وما يمكن من مشروعات رقمية إبداعية عديدة، مثل المنتجات الإلكترونية الترفيهية ذات الصلة بالفنون.

 

ففي حقيقة الأمر، وفي ظل العولمة الاضطرارية التي نعيشها، فإن الصناعات الإعلامية والإبداعية هي جزء مهم في مفهوم الاقتصاد.

 

ولا يوجد تعارض بين الإنتاج الإعلامي رفيع المستوى وبين استهداف الربح وهو الأمر بالغ الصعوبة والذي يحتاج لخطط تنفيذية واضحة.

 

كما أن إطلاق المسابقات الدرامية لدراما الطفل، والبحث عن سرد متصل بالمجتمع الآن هو ضرورة تنتبه لغياب دراما الطفل، ولغياب الصورة الدرامية للشارع المصري الآن على الشاشات.

 

وكذلك الإشارة لفتح باب التعاون مع النقابات الفنية، وعدد من شركاء الإنتاج هو ضرورة لعودة أهل الاختصاص من عزلتهم.

 

وإن كنت أود طرح باب شرعي للأفكار والمقترحات والمبادرات الفردية للفنانين خاصة الشباب، تفتحه الشركة المتحدة للتواصل مع المبدعين مباشرة، كما كان متاحًا هذا الباب الشرعي المفتوح في قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي، دعمًا لمبدأ المبادرة الذاتية للفنان، وربما يكون هذا الأمر عبر صندوق للأفكار والرؤى والإبداعات الدرامية تفتحه الشركة مع الحفاظ على الملكية الفكرية والحيوية الإبداعية.

 

كما يمكن للشركة الدعم الثقافي لورش الكتابة الدرامية وإعداد البرامج والمحتوى الإعلامي، وهي الأمر النادر الآن في مصر، وهو إمكانية وجود النصوص العميقة ذات الطابع الرمزي المحافظ على الهوية الثقافية والقادر على النجاح الجماهيري.

 

وأيضًا وجود فكرة ووظيفة الدراماتورج أو المراقب المشارك، وهي وظيفة يقدر عليها عقل مثقف لفرد صاحب خبرة كبيرة، أو مجموعة عمل، تقوم بمهمة الفحص والتطوير والاقتراح والاثراء للأفكار المطروحة وللإبداعات الدرامية والإعلامية في مرحلة ما قبل التنفيذ.

 

إن مصر تملك من الموارد البشرية عدد كبير من البشر المبدع يجب استثمارهم وتملك من المقومات الأخرى ما يؤهلها لصناعات إبداعية إعلامية كبرى، خاصة أننا نعيش أيامًا معاصرة أصبح فيها الإبداع والإعلام هو صوت الضمير الإنساني، ولم يعد الإبداع والإعلام يحاكى الواقع فقط، بل يصنعه ويوحي إليه، إنه ينافس الواقع في عالم أصبح الواقع الافتراضي فيه قوة كبرى لا يستهان بها، وأحد أهم الصناعات المهمة المؤثرة في الاقتصاد والمعبرة عن مكانة مصر في محيطها الإقليمي والدولي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز