عاجل
الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أشهر مجلة هندسية أمريكية: "معجزة" تحدث في مصر اسمها العاصمة الإدارية الجديدة



نشرت مجلة ENR الهندسية، أكبر المجلات الأمريكية المتخصصة في الهندسة والبناء واستثمارات العقارات، تقريرا مطولا عن العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، وذكرت المجلة أن مصر تشهد طفرة ومعجزة في البناء داخل هذه المدينة الجديدة، ما يجعلها أفضل الدول الجاذبة للاستثمار في الوقت الحالي.

 

وقال جاري ليكس، الخبير الهندسي الأمريكي وكاتب المقال، إن مصر تمر بطفرة بناء ضخمة، تتمثل في تطوير رأس مال جديد داخل العاصمة الإدارية الجديدة، التي تبنى على مساحة 270 ميلاً مربعاً شرق القاهرة، بهدف نقل مقرات الحكومة من القاهرة، العاصمة التاريخية للبلاد، لتخفيف الضغط الكبير عنها.

 

أعلنت الحكومة المصرية في عام 2015 أنها ستبني العاصمة الإدارية الجديدة على أرض تقع بين الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينتي السويس والعين السخنة. ستستوعب العاصمة الإدارية ما يصل إلى 7 ملايين شخص عند اكتمال مراحلها الثلاث في عام 2050.

 

ونقلت المجلة تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في إبريل الماضي إن حوالي 52 ألف موظف حكومي سيبدأون في الانتقال للعمل في المجمع الجديد في أغسطس.

 

وقالت المجلة إن العاصمة الجديدة صممت من قبل شركة SOAM ومقرها الولايات المتحدة، وتبنى العاصمة على ثلاث مراحل، من المقرر أن تتكلف المرحلة الأولى حوالي 58 مليار دولار عند اكتمالها في عام 2030. كما بنيتها التحتية الأساسية اكتملت تقريبا، مع إنشاء العديد من المباني الجارية، ومن المقرر الانتهاء منها في عام 2022.

 

ستستضيف المدينة ناطحتي سحاب شاهقتين. العمل يجري على قدم وساق من أجل الانتهاء منهما في أسرع وقت، إحداهما يصل ارتفاعها إلى 385 مترًا، مما يجعلها أطول مبنى في مصر وإفريقيا، حيث يتكون من 80 طابقا، انتهى منهم حتى الآن 40 طابقا، ومن المتوقع الانتهاء من العمل في الناطحة تماما بعد عامين.

 

أما البرج الثاني هو برج "أوبلسكو"، والذي سيبدو كمسلة فرعونية، وسيتم افتتاحه في عام 2030 على ارتفاع 1000 متر، مما يجعله أطول مبنى في العالم.

 

وذكرت المجلة تفاصيل عن أهم الشركات الاستثمارية وشركات المقاولات المشاركة في بناء المشروع الضخم، وقالت إن شركة المقاولون العرب، المعروفة أيضًا باسم شركة عثمان أحمد عثمان، مبنى البرلمان الجديد، الذي تطلب حتى الآن 16.5 مليون ساعة عمل بـ 6400 عامل و 300 مهندس.

 

يغطي المبنى مساحة 126000 متر مربع ويحتوي على 1000 مكتب إداري وقبة تبلغ مساحتها 50 مترًا مربعًا.

 

 

وقال أحمد العدلاني، مسؤول تنفيذي في شركة المقاولون العرب، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني للمجلة، إن أطقم العمل استخدمت نحو 210 آلاف متر مكعب من الخرسانة المسلحة و 25 ألف متر مكعب من الصلب المسلح في المشروع.

 

قال العدالاني: "واجهتنا العديد من التحديات مع هذا المشروع" ، بما في ذلك ظهور فيروس كورونا خلال العمل، بجانب إزالة 500000 متر مكعب من الصخور والتربة. 

 

ستؤسس المرحلة الأولى قلب المدينة الجديدة وتركز على الاحتياجات الأساسية لتشغيلها. ويغطي تطوير 40.000 فدان، بما في ذلك حي حكومي ومنطقة تجارية ومنطقة وسط المدينة مبنية على طول النهر الأخضر.

 

ستقوم المرحلة الثانية بتوسيع المدينة بمقدار 47000 فدان مع المزيد من المناطق السكنية والتجارية، وستضيف المرحلة الثالثة 97000 فدان أخرى.

 

قال محمد عبد الله ، رئيس مجلس إدارة كولدويل بنك الشرق الأوسط ونائب رئيس بنك الاستثمار أكيومن القابضة، لمجلة ENR: "يمكنك أن تتخيل مدينة تمتد من نهر النيل إلى البحر الأحمر". "نحن نشهد شيئا مهما وتاريخيا في تاريخ مصر".

 

قال عبد الله، وهو أيضًا رئيس اللجنة العقارية لغرفة التجارة الأمريكية في مصر، التي تروج للأعمال التجارية بين مصر والولايات المتحدة، إن الحكومة تستخدم عائدات مبيعات الأراضي بالعاصمة الجديدة لتمويل المشروع دون أن تحمل خزينة الدولة أي شيء يرهقها. 

 

تشارك جميع شركات المقاولات المصرية تقريبًا في بناء العاصمة الجديدة، وكذلك شركة CSCEC الصينية، التي نجحت في الاستثمار داخل هذه المشروع الكبير.

 

ونقلت المجلة تصريحات طارق العلي رئيس مجلس إدارة ريدكون للإنشاءات، وهي شركة بناء مصرية أخرى، تعمل في تأسيس فنادق المنطقة ومراكز التسوق والمباني في منطقة الأعمال المركزية، ومحطة تبريد المياه للحي الوزاري، وحديقة مركزية ومحطة سكة حديد خفيفة عالية السرعة، التي قال فيها إن الشركة لديها 3000 موظف يعملون في مشاريعها، مع مئات آخرين يعملون من قبل مقاولين من الباطن. وتنشط في 30 مشروعًا مختلفًا في جميع أنحاء مصر.

 

وقال جمال إن الشركات المصرية تتعامل مع 70٪ إلى 80٪ من تشطيبات المباني و 40٪ من الأعمال الكهربائية والميكانيكية، مضيفًا أن ريدكون تقوم أيضًا ببناء المحطة لنظام سكة حديد خفيف عالي السرعة يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر المجمع الجديد والقاهرة.

 

قال جمال لـ ENR: "سنشهد طفرة في النقل، ستكون مفتاح نجاح المشروع التاريخي".

 

وفي النهاية، نصحت المجلة الشركات الاستثمارية الكبرى حول العالم بالتوجه نحو مصر، للمشاركة باستثماراتها في الطفرة التي تشهدها الدولة ذات الـ 103 مليون نسمة.

 

 

جدير بالذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال في مارس الماضي، تعليقا على الافتتاح المرتقب للعاصمة الإدارية الجديدة، أنها بمثابة «ميلاد دولة وجمهورية جديدة» في مصر، مشدداً، على أنه يسعى لـ«تغيير واقع المصريين للأفضل».

 

وفي سياق متصل، كشف مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في مصر، مارس الماضي، عن موعد التشغيل التجريبي للمباني الحكومية في العاصمة الإدارية الجديدة استعدادا للتشغيل الكامل.

 

وقال مدبولي، في تصريحات على هامش اجتماع عقده لمتابعة تطورات العاصمة الإدارية، إنه "سيتمّ التشغيل التجريبي للمباني الحكومية بداية من أغسطس المقبل، عبر عدد من الموظفين سيتم نقلهم تباعا، للتأكد من توافر الاحتياجات المختلفة بكل المباني".

 

وأكد رئيس الحكومة المصرية مدبولي، أنه "سيتم التنسيق من الآن لافتتاح مشروع العاصمة الإدارية بصورة تليق بهذا المشروع الحضاري العملاق، وكذلك تنفيذ خطة انتقال الحكومة بالصورة التي تدفع نحو تطوير العمل الحكومي".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز