عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة
البنك الاهلي
مصر .. صمام أمن المنطقة واستقرارها

مصر .. صمام أمن المنطقة واستقرارها

يخطئ من يظن ان ازمات المنطقة وصراعاتها يمكن حلها والقاهرة بعيدة أو غائبة، فمصر صمام امان المنطقة وطرف اصيل في معادلة الامن الاقليمي والدولي، فتعاطي مصر مع أزمات المنطقة "فرض عين عليها" وليس رفاهية أو نكاية في طرف أو محاولة كسب زخم اعلامي زائل ينتهي بنهاية الصورة على الشاشات.



 

حضور مصر أساسي وفعال لضمان نجاح اي تسوية سياسية في المنطقة أو وقف الصراعات والحروب التي يشهدها الاقليم بين الحين والاخر، فالقاهرة وحدها هي القادرة على تقديم ضمانات امنية وسياسية لإنجاح اي جهود للتسوية السياسية أو اي اتفاقيات للتهدئة، ولعل ادراك المجتمع الدولي والقوى الدولية لحيوية وفاعلية الدور المصري يتأكد مع كل أزمة أو صراع ينشب في المنطقة، ولعل الاحداث الاخيرة التي شهدها قطاع غزة من- عدوان غاشم على المدنيين الفلسطينيين- والدور الحيوي المصري الفعال والاتصالات التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي من اجل انها الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة كانت فعالة وناجحة، وادت إلى وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولعل هذا ما عبر عنه الرئيس الامريكي جو بايدن وشكره للرئيس السيسي على جهوده التي ادت إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

 

لقد كشفت أحداث غزة الاخيرة على فاعلية وأهمية الدور المصري في حل أزمات المنطقة، وقد أدرك الرئيس الأمريكي هذا جيدا ولعل اتصاله بالرئيس السيسي دليل على ان مصر شريك استراتيجي لواشنطن لضمان أمن واستقرار الاقليم، لقد استطاعت مصر ان تعيد الزخم السياسي والدعم الدولي للقضية الفلسطينية واعادتها إلى صدارة اولويات المجتمع الدولي بعد ان عانت تراجع على مدار العقدين الماضين.

 

وفي حقيقة الامر فإن دعم مصر للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لم يقتصر على الجانب السياسي أو الامني بل امتد إلى الجانب الإنساني واعادة الاعمار، وفي هذا السياق جاء إعلان الرئيس السيسي عن دعم عملية اعادة اعمار قطاع غزة من خلال توفير نصف مليار دولار من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة بالإضافة إلى القوافل الإنسانية المحملة بالمواد الغذائية والطبية لأهالي قطاع غزة والتي بدأت في الدخول إلى قطاع غزة عقب بدء التهدئة مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اذا دخل قطاع غزة نحو 130 شاحنة محملة بآلاف الاطنان من المساعدات الإنسانية والاغاثية للفلسطينيين هدية من الرئيس السيسي إلى اهالي قطاع غزة.

 

لقد استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات السبع التي تلت ثورة 30 يونيو 2013 ان يجعل مصر نموذجا في التوازن والاعتدال على صعيد السياسة الخارجية ووسيط مقبول من جميع اطراف الصراع في المنطقة، جعل مصر تمتلك ادوات سياسية- اقتصادية- أمنية، تمكنها من الدخول في اي عملية تفاوضية أو صراع بالمنطقة ويكون النجاح حليف مساعيها.

 

لذلك فإن القراءة المتأنية لتفاعلات مصر في إطارها العربي والدولي والاقليمي خلال السنوات الماضية (فترة تولي السيسي المسؤولية) تؤكد عودة الدور المصري في كافة قضايا المنطقة واصبحت اما راعية أو شريك في اي عملية تسوية سياسية وامنية.

 

ويمكن القول ان الزيارات التي قام بها الرئيس إلى اغلب دول العالم والعواصم الفاعلة في المنظومة الدولية، استطاع خلالها ان يوضح رؤية مصر وسياساتها وان يكون معبر عن تطلعات الشارع المصري وآماله في تلك المرحلة التي تمر بها المنطقة، كما أكد خلالها على ثوابت سياسة مصر الخارجية والتي ترتكز على احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهي التي عبر عنها الرئيس بقوله بان "مصر تمارس السياسة بشرف في زمن عز فيه الشرف".

 

لقد استطاعت القيادة المصرية بعد 30 يونيو ان تتعامل بمرونة وكفاءة عالية في ادارة الأزمات التي احاطت بمصر وكانت قادرة من خلال نهج سليم على ربط مصالح القوى الدولية باستقرار مصر وأمنها وقد ترجمت نجاحات الادارة المصرية من خلال حجم الزيارات التي قام بها رؤساء دول العالم لمصر خلال السنوات الماضية فقد زارها رؤساء روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليونان إضافة إلى قادة ورؤساء الدول العربية والإفريقية.

 

كذلك عدد الاتفاقيات والشراكات التي تم توقيعها بين مصر وبين حكومات تلك الدول والتي قدرت بمليارات الدولارات وتناولت مختلف اوجه التعاون سواء الاقتصادي أو السياسي أو العسكري.

 

لقد تعاملت مصر مع كافة الاطراف الدولية والاقليمية وفقا لرؤيتها ومصلحتها العليا فقط وكانت سياسة السيسي الخارجية نموذج في كيفية ادارة تلك الأزمات، فأصبحت مصر فاعلًا دوليًا واقليميًا في حل أزمات المنطقة، وكان للقاهرة دور أصيل في حفظ الأمن والاستقرار في عدد من الدول بدء من سوريا واتفاقات التهدئة وخفض التوتر في دمشق وحلب وحمص، ثم اتفاق المصالحة الفلسطينية، ووثيقة "إعلان القاهرة" لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحرصها على الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي الليبية.

 

أضف إلى ذلك دور مصر الاصيل ومساعي الرئيس السيسي من اجل عودة الاستقرار للسودان الشقيق ومساعيه النبيلة من اجل دعم المرحلة الانتقالية في السودان، وعودة السودان إلى الانخراط بفاعلية في محيطة الدولي والعالمي بعد عقود من العزلة والقطيعة مع العالم جراء سياسات فاشلة في حقبة غابرة من تاريخ السودان، لقد كان للجهود والمساعي المصرية دور كبير في إخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 

أضف إلى ذلك ما قامت به مصر خلال مشاركتها في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يومي 17 و18 من شهر مايو من دعمها للسودان اقتصاديا من خلال المبادرات التي قام بها الرئيس السيسي من اجل إعادة جدولة ديون السودان لدى الجهات المانحة كالبنك الدولي وصندوق النقد، وهو من شأنه دعم إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني ولهذا كان حرص الرئيس الفرنسي ماكرون على دعوة الرئيس السيسي للحضور والمشاركة في المؤتمر.

 

ولم تكن السودان في اولويات القيادة المصرية فحسب بل كانت الدول الإفريقية جميعها من خلال مشاركة الرئيس في مؤتمر دعم الاقتصاديات الإفريقية خلال فترة جائحة كورونا.

 

مع كل أزمة أو صراع يشهده الاقليم تبرز مصر كقوة فاعلة وضامنة الامن واستقرار المنطقة، القوى الدولية تستأنس برؤية مصر ودورها من اجل ان يعم الاستقرار والسلام منطقة الشرق الاوسط، فمفتاح الحل والاستقرار والامان يبدأ من القاهرة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز