عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
دراما رمضان
البنك الاهلي
فنكوش موسى

فنكوش موسى

لقد كان بالإمكان أفضل مما كان بعد هذه النهاية المأساوية الصادمة بموت «موسى» برصاصات الثأر بخلاف ما توقع من شاهد هذا المسلسل، ويبدو أن اختيار هذه النهاية هدف غير درامى استخدم حلّا ضد نظرية أرسطو (التطهير) وانتصار الشر بعد الهجوم على شخص بطله «محمد رمضان» قبل وأثناء عرض العمل على خلفية معاركه وأخطائه.



إن الخط الدرامى الذي كتبه المؤلف ناصر عبدالرحمن وكما عبرت عنه كلمات التيتر والحلقات السبعة الأولى كان مبشرًا للغاية عاش كل من تابعه لحظات من السّحر على الشاشة، سواء على مستوى السيناريو والإخراج، ومرحت فيها موهبة الممثلين وفى مقدمتهم محمد رمضان، وأسماء أخرى كبيرة وصغيرة مثل رياض الخولى ومفيد عاشور وعارفة عبدالرسول وعبير صبرى والراحل محمد ريحان وتارا عماد.. الجميع تفوّق على نفسه وقدّم أفضل ما لديه، لكن فجأة انتهت هذه المتعة بعد مشهد الفيضان والسيول وتوقف المد الإبداعى عند وصول البطل إلى القاهرة فلم نشهد فيها سوى لقطات فقيرة وأحداث نمطية لا علاقة لها بالمتعة التي شاهدناها فى قلب الصعيد.

فقد كانت كل الشواهد والمشاهد تقول أننا على موعد مع مَلحمة أخرى على غرار «أدهم الشرقاوى» وصورة أخرى للشخصية المصرية عبر كل العهود بعد أن تمكن الفتى موسى من الثأر لأخيه ولقريته البسيطة وللوطن من قوى الظلم البريطانى وقت الاستعمار الكريه،  ثم قتل الضابط الإنجليزى بملامحه الصهيونية التي تعيد للأذهان صورة موشى ديان الذي قهره الجيش المصري فى نصر أكتوبر المجيد وكأن التاريخ يستدعى نفسه والذي تحوّل إلى ضابط للمخابرات الإنجليزية مكافأة له على قتل موسى..

المؤلف هنا أيضًا يستعرض قوة شخصية موسى وكرّرها عندما حوّله إلى بطل شعبى بعد الانتقام من قوى الاستعمار الغاشم، وفى غزة، والمفارقة أن المشهد أذيع فى نفس توقيت الاعتداء على الشعب الفلسطينى، ولهذا كان له تأثيرٌ قوىٌ على كل من شاهده.وعندما حل مشهد حريق القاهرة مُلوحًا بالأصابع الإخوانية الخفية فيه ليؤكد تاريخهم الأسود الملوث بالدماء والإرهاب وكان من الممكن استغلاله إيذانًا باقتراب شمس جديدة تشرق فى سماء مصر مع ثورة يوليو 52 مع مَشاهد النهاية مع أبنائه (هارون ويحيى ومريم وعيسى) وإعلان براءة شقيقته وعودته لنشر العدل وطرد الظلم من هذه البقعة الغالية بصعيد مصر، لكن المؤلف والمخرج كان لهما نظرية أخرى، وهى أن الشر انتصر على الخير فى (موسى)، هذا المسلسل الذي كان مليئًا بالإشارات والتنبيهات المبشرة بمولد مسلسل عملاق يؤكد فيه محمد رمضان تربعه على عرش الدراما وإعلان مولد نجوم آخرين مثل هبة مجدى التي أعلنت عن موهبتها بجدارة وأمام إجراءات ورذائل المد والتطويل ضاعت قضيتها وحقوقها بعد جريمة قتل زوجها الباشا (صبرى فواز) الذي قدّم واحدًا من أفضل أدواره ببراعة..

الرابحون فى مسلسل  (موسى) الذي توافر له أفضل مناخ إنتاجى مع الشركة المتحدة مثل غيره من الأعمال رُغْمَ الأخطاء كثيرون، وإضافة لما سبق كالعادة المتمكن سيد رجب والعائدة بقوة سمية الخشاب والرائعة فريدة سيف النصر ومنذر رياحنة، وهؤلاء فقط أبطال الجزء الثانى من (موسى) لتفضيل البطل الأداء الكوميدى ثم التضحية بنفسه ومعهم صناع تيتر المسلسل الذي ظلمته الإعلانات التي حرمت المشاهدين من متابعته فى حين استمتع به عشاق متابعة المنصات، وهم المؤلف محمد أبونعمة والملحن مصطفى شكرى والموزع خالد نبيل مع صوت المطرب «مسلم» وهو موهبة كبيرة تستحق أن تخرج لنور الشهرة. وتقول كلمات التيتر الجميل:

وتد.. راجل وكيف الأسد ولا عمر عوده اتنى ولا اتمايل قبال مخلوق، وقف لما الجميع ارتجف، باصص فى عين الزمن حافظ راسه ورافعها لفوق 

الكلمة دايمًا كلمته مَهما الحضور أفتوا، فاتح ببان قلبه لضيوفه قبل مضيفته، بس الحياة تعابين وصحرا مطلعين غايته، وعشان ما يبطل سحرهم ساند على عصايته 

 له فى المجالس سيرة لو تسمعها تتعاجب راجل وسَنّاد الضعيف ما بيفوتوش واجب فى زمانه كان الكل عين هو اللى عاش حاجب   رغم أن بتهابه الغيلان فى البر ونجوعه، سَخّر دراعه للغلابة اللى اترموا فى طوعه بيمد زاده للغريب لو داره هيجوعه. 

إن خروج «فنكوش موسى» من الاستفتاءات والتريندات نتيجة طبيعية لأخطاء يُسأل عليها الكاتب المتمكن ناصر عبدالرحمن والمخرج الواعد محمد سلامة وأيضًا البطل محمد رمضان، والذي انتهت أحداثه بغرابة وبنهاية صادمة بانتصار الشر على الخير!! بعد قتل موسى وكل من معه، وياليته طبّق رسائل كلمات التيتر، فقد كان بالإمكان أفضل مما كان.

 

من مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز