عاجل
الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"القباج" تُهدي طرفا صناعيا لبطلة من ذوي الهمم بمناسبة زفافها

وزيرة التضامن الاجتماعي مع هند الهادي
وزيرة التضامن الاجتماعي مع هند الهادي

فتاة مفعمة بالحيوية ، قوية واثقة من نفسها وبقدراتها إلي حد كبير ، متحدثة جيدة، حالمة بمستقبل مشرق ، تفتح ذراعيها للحياة بخطي ثابتة ، لا تعرف للمستحيل سبيل ، متحدية ، تؤمن بأن العقل هو السبيل الوحيد للعلم والعمل والحياة وليس الجسد ، يقودها عقلها دائما لفعل ما ترغب به متحديه نفسها والمقربين منها ، متفوقه علميًا وعمليًا متميزة في إحدي الألعاب الرياضية الأقرب لقلبها الصغير.



 

تروي نعمات الهادي او كما تُعرف إعلاميًا ب " هند الهادي" إبنة مدينة صان الحجر التابعة لمحافظةالشرقية ، ل " بوابة روزاليوسف " عندما كانت في المرحلة الابتدائية وتحديدًا في الثامنه من عمرها ، لم تدرك أن حياتها ستتبدل ولم تتمكن في هذه المرحلة العمرية من اللهو واللعب مع أقرانها ، وشاء القدر ان تعرضت لحادث مأساوي ، سيارة نقل كبيرة محملة بالبضائع، أثر علي قدمها اليمني ، فأجمع الأطباء بضرورة بترها ، فقد تبدلت حياتها علي ممارسة طفولتها كما تشاء كأي طفلة في عمرها ، ومكثت في غرفتها لمدة عامين ، كان ينفطر قلب والدتها عليها خشية من ان تتعرض لأي أذي فكانت نصب عينيها طوال الوقت.

 

لم تظل هند مكتوفة الأيدي ولم تستسلم وبدأت بتقبل حياتها تدريجيًا ، تعرضت للتنمر من قبل المارة وبعض الزملاء مرات عدة، ففي بداية الأمر كانت تنزعج ، ولكنها لم تلتفت لهما كثيرًا فسرعان ما تقبلت الأمر وأصبح عاديًا بالنسبة لها بحسب ثقافتهم، فكان نجاحها وتفوقها هو فقط ما يشغل بالها، لم يصادفها اليأس ، تشعر دائمًا بأنها ينبعث منها طاقة إيجابية تغرس في غيرها. ذات مرة قررت هند تحديد أهدافها والتخطيط لمستقبلها الذي لطالما حلمت به ، فكل ما يشغلها ان تثبت لنفسها وعائلتها وكل من يعرفها انها قادرة علي مواجهة كل التحديات والصعاب التي تقابلها ، فبعد الإنتهاء من المرحلة الإعدادية، قررت عنها أسرتها ان تلتحق بالمدرسة الثانوية الصناعية، علي عكس رغبتها ، ظنًا منهما انها لن تقدر علي الدراسة بمرحلة الثانوية العامة التي ترغب بها لتحقيق طموحات وأحلام رسمتها لمستقبلها.

 

شعرت " هند " ان أسرتها تحدد طاقتها ومصيرها وهذا ما كانت ترفضه ، إنتابها الحزن لفترة ما ولكن لم تظل في هذه الحالة كثيرًا ، وبعزيمتها وإصرارها وإرادتها الفولاذية لم تخضع او تستسلم لرغبات أسرتها ، واتفقت سرًا مع والدتها بتقديم اوراقها لمدرسة الثانوية العامة والدراسة بنظام " المنازل " عندما كانت في الفرقة الثانية بمدرسة الثانوي الصناعي ، وأخفت الأمر عن الجميع ، وكانت تدرس بالمدرستين معًا، حتي ان شاء القدر وذهبت روح والدتها الي دار البقاء، فقررت البوح عن سرها لباقي أفراد عائلتها التي تقبلت الأمر بصدر رحب وساعداها علي التفوق والنجاح والوقوف بجوارها حتي أثبتت نفسها.

 

لم تكتفي " هند" بذلك ، فقد قررت ممارسة أحد الألعاب الرياضية بعدما عرض عليها أحد معارفها انها تتناسب معها ، فوافقت وتقدمت بالإشتراك بنادي الإنتاج الحربي ، في بداية الأمر لم يؤمن أحد بقدرتها علي الإطلاق وظنوا انها غير قادرة علي ممارسة هذه الرياضة، ولكنها لم تكترث لذلك وما زالت تعافر وتتحدي نفسها ومن حولها ، تحملت مشقة وعناء بين المذاكرة والنادي لمواصلة حياتها، فمساندة أسرتها ساعدتها كثيرًا في تحقيق أحلامها وكان بمثابة داعم نفسي لها.

 

اشتركت في لعبة " الوثب العالي " تدرجت في الفريق بمراحل عدة ، ومع البطولة الاولي حصلت علي المركز الأول، بذلت جهدًا كبيرًا للحفاظ علي هذا المستوي في كل البطولات التي خاضتها ، تؤمن جيدًا أن الحفاظ علي المركز الأول أصعب من الحصول عليه، تحلم بأن تصبح بطلة العالم في هذه الرياضة، وتُعد أول فتاة بمصر تلعب "وثب عالي" بساق واحدة. وعن الدراسة الجامعية ، كانت من أوائل الخريجين بالجامعة وتم تعيينها بإدارة الجامعة ، ولكن بعد عامين من التعيين جاءتها فرصة أفضل للعمل بإحدي البنوك المجاورة لمحل سكنها ، فقررت تركه، واستبدلته بالعمل بالبنك.

 

كما أنها أطلقت هاشتاج علي موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " تطالب فيه بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفل زفافها ،" انا بنتك ومستنياك تحضر فرحي " ، لاقي تفاعلا كبيرا ، تعلم جيدًا حجم المسؤولية التي يحملها علي عاتقه تجاه بلده وشعبه لكي ينعمو بالأمن والأمان

 

وقد نشرت بعدها ألبوم صورًا لها علي " فيس بوك " ، علي إثره تواصل معها المستشار الإعلامي لوزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج ، دعاها لمقابلة الوزيرة بمكتبها، وسعدت كثيرًا بهذه الدعوة. إستقبلتها " القباج" بحفاوة شديدة بقلب الأم عند رؤية إبنتها ، ووعددتها بإهدائها طرفا صناعيا كهدية لحفل زفافها، وتقديم كافة وسائل المساعدة لها ، بحسب روايتها ، وبالفعل تسلمته قبل زفافها بأيام قليلة. وتابعت، فقد رزقها الله سبحانه وتعالي بشاب دمث الخلق ، تقابلا معًا منذ بداية إلتحاقهم بذات الجامعة من العام الأول ، وتطور الأمر فيما بعد، وتعرف العائلتان علي بعضهما ، ربطتهما علاقة الإحترام والود واللقاءات المتبادلة ، وبعد التخرج تقدم هذا الشاب يدعي " محمد " لخطبتها ، وتحديد حفل الزفاف 15 الشهر الجاري ، الموافق ثالث أيام عيد الفطر المبارك.

 

وأشادت " الهادي" في ختام حديثها ، برئيس الجمهورية ،علي جهوده التي يبذلها في توفير الكثير من الإحتياجات الهامة ووسائل المساعدة ، واتاحة جميع الفرص في العمل الحكومي لذوي الهمم وتمكينهم من الحصول علي كافة حقوقهم كاملة في المجتمع ، لافته ، ان والد خطيبها " حماها" دون قصيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي ، في حال عدم حضوره حفل الزفاف ستقوم بتصويرها فيديو ونشرها علي السوشيال ميديا حتي تصل له. وقدمت الشكر لرجال الشرطة والجيش علي تقديم المساعدة لذوي الهمم عند رؤيتهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز