عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ما الصواريخ التي تمتلكها فصائل المقاومة في غزة؟ وما مدى قوتها؟

أعدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً عن الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة طوال الأيام الماضية على العديد من المدن الإسرائيلية.



 

اندلاع المواجهات

كانت الإشتباكات قد اندلعت يوم الاثنين الماضي، بإطلاق المقاومة الفلسطينية أول دفعة من الصواريخ بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود.

وقالت الصحيفة  الأمريكية إن إسرائيل قامت بقصف القطاع رداً على الصواريخ التي صدت معظمها المنظومة الدفاعية “القبة الحديدية”، إلا أن بعض الصواريخ سقطت بالفعل في مدن إسرائيلية، وقتلت سبعة أشخاص، بحسب الجيش الإسرائيلي، فيما أسفرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة عن مقتل 83 فلسطينياً وإصابة 487 بجروح، بحسب السلطات الفلسطينية.

وأكدت الواشنطن بوست أن الصواريخ الفلسطينية دمرت سيارات ومنازل ودفعت الإسرائيليين إلى البحث عن ملاجئ، وقال محللون إن هذا القصف الصاروخي يبدو أنه يهدف إلى تخويف إسرائيل واختبار “القبة الحديدية”.

ونقلت الصحيفة عن فابيان هينز، محلل استخبارات ومتخصص في الصواريخ بمنطقة الشرق الأوسط: “لديك الآن طرف غير حكومي قادر على ضرب أهداف في تل أبيب باستخدام وسائل ينتجها بنفسه”، وأضاف أن “هذا التحول العسكري التكنولوجي لا بأس به”.

وطرحت صحيفة “واشنطن بوست” تساؤلاً بشأن ماهية الأسلحة التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة مؤخراً استُخدمت فيها تكنولوجيا مألوفة خلال عملية قصف المدن الإسرائيلية، بما في ذلك الصواريخ التي استخدمت خلال الاشتباكات بين إسرائيل و”حماس” التي وقعت في عام 2014، ولكن ربما تغيرت طريقة استخدامها.

وقال عوزي روبين، الذي كان يرأس سابقاً منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، إن الصواريخ التي يستخدمها الفلسطينيون الآن لا تختلف تكنولوجياً عن تلك المستخدمة في عام 2014، ولكنها تختلف في الحجم، حيث تحمل رؤوساً حربية أثقل.

ولفتت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لـ”حماس” أبو عبيدة قال، أمس الخميس، إن الحركة استخدمت صاروخاً جديداً يسمى “عياش 250” يبلغ مداه أكثر من 150 ميلاً.

وعن حجم مخزون الصواريخ الذي تمتلكه  المقاومة الفلسطينية، ذكر مايكل هيرزوج، وهو عميد متقاعد في الجيش الإسرائيلي وزميل في معهد واشنطن، أن المقاومة الفلسطينية يمكن أن تمتلك ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف صاروخ.

ولكن بعض المحللين قالوا إنه من الصعب معرفة حجم الصواريخ التي لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بالضبط، لكن يبدو أنها زادت.

وذكر روبين:  مخزون الصواريخ لدى “حماس” أكبر مما كان عليه في 2014، رغم أنه كان كبيراً بما يكفي حتى في ذلك الوقت”.

وقال هرتزوج إن معظم الصواريخ ربما تكون قصيرة المدى ما بين 6 و12 ميلاً فقط، لكنّ جزءاً كبيراً من صواريخ “حماس” بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى المراكز السكانية الرئيسية في جميع أنحاء إسرائيل.

وذكر المحلل هينز أنه رغم أن “حماس” والفصائل الأخرى كانت على ما يبدو تحاول وضع أنظمة توجيه دقيقة إلى صواريخها، فإنه لا يوجد دليل على نجاحها، وقال: هناك بعض الصواريخ التي أصابت أهدافها بشكل جيد، ولكن من الممكن أن تكون بالصدفة.

وحول كيفية حصول “حماس” على الصواريخ، قال هينز إن الحركة حصلت على بعضها من الخارج، بما في ذلك صواريخ “فجر 3” و”فجر 5” من إيران وصواريخ M302 من سوريا.

وتابع أن حركة “حماس” قادرة الآن على إنتاج صواريخ محلياً بمدى يصل إلى 100 ميل تقريباً، ما يضع معظم الأراضي الإسرائيلية ضمن نطاق الصواريخ من الناحية الفنية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم صعوبة الحصول على أسلحة مجمعة بالكامل من الخارج، فإن قادة “حماس” تفاخروا في برنامج لقناة “الجزيرة” في سبتمبر  بأنهم تمكنوا من تهريب صواريخ “فجر” وقذائف “كورنيت” الروسية المضادة للدبابات إلى غزة عبر البر والبحر، بحسب تقرير لموقع “مونيتور”.

وتابعت الصحيفة الأمريكية أن “حماس” تنتج حالياً الجزء الأكبر من أسلحتها في غزة باستخدام مواد محلية الصنع ومهربة من إيران و”حزب الله” اللبناني.

وقال إيان ويليامز، الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي، إن إطلاق الصواريخ من غزة خلال الأيام الماضية يكشف عن أثر أكبر لإيران على برنامج التسليح لـ”حماس”.

وتابع: نحن نرى هذا فقط في الصواريخ الذي تستطيع “حماس” إنتاجها وشدتها، وهي أكبر مما رأيناه في الماضي.

وتساءلت الصحيفة عن حجم الخسائر التي يمكن أن تتسبب فيها صواريخ «حماس»، وقالت إنه خلال السنوات الأخيرة، سقطت القذائف التي أطلقت من غزة غالباً في حقول غير مأهولة، ولكنها الآن تطول أماكن أبعد.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أن «حماس» قادرة على استهداف القدس، لكن قدرة الحركة على قصف 7 صواريخ، يوم الاثنين، فاجأ المسؤولين الإسرائيليين.

وكانت حركة حماس قصفت تل أبيب، يومي الثلاثاء والأربعاء، بعدد أكبر من الصواريخ.

وقال هرتزوج إنه يبدو أن حركة “حماس” أطلقت الكثير من الصواريخ في فترة قصيرة في محاولة التغلب على “القبة الحديدية” التي يبلغ معدل فاعليتها النموذجية نحو 90%، وتعاني حالياً مع هجمات “حماس”.

وذكرت  “واشنطن بوست” أن التصدي للصواريخ الفلسطينية مكلف، حيث تنفق إسرائيل عشرات الآلاف من الدولارات على كل صاروخ اعتراضي تطلقه «القبة الحديدية».

وقال مايكل أرمسترونج، الأستاذ المساعد في جامعة ”بروك” في كندا، الذي درس فاعلية “القبة الحديدية”، إنه وفقاً لأرقام الجيش الإسرائيلي، فإن ما يقرب من نصف الصواريخ الفلسطينية قد تعرضت لمحاولة اعتراض إسرائيلية، وهي نسبة أعلى كثيراً من مثيلتها في المواجهات خلال 2019 و2014.

وقالت الصحيفة إن الصواريخ تمكنت، رغم محاولات “القبة الحديدية”، من ضرب مناطق مأهولة بالسكان، بما في ذلك مواقع في تل أبيب، أكبر مدينة في إسرائيل، وبالقرب من مطار بن جوريون، ما تسبب في إغلاق المطار مؤقتاً وإعادة توجيه الرحلات الجوية.

وقدر أرمسترونج أن “حماس” تمكنت من زيادة معدل الوفيات لكل صاروخ بحلول يوم الأربعاء، إلى حالة وفاة لكل 142 صاروخاً، مقارنة بوفاة واحدة لكل 1484 صاروخاً تم إطلاقها في 2014.

ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن إسرائيل ردت على الصواريخ بشن ضربات جوية قالت إنها قتلت بعض أعضاء برامج التطوير لدى “حماس”، رغم أن محللين قالوا إنه من غير الواضح إلى أي مدى سيؤثر ذلك على الصواريخ.

وقالت الصحيفة إن حركة “حماس” يبدو أنها تحاول تقديم نفسها كمدافع عن القدس وزعيمة شرعية للفلسطينيين، ونقلت عن خالد الحروب، الخبير في حركة “حماس” والأستاذ في جامعة نورث وسترن في قطر، إن ذلك يمثل استراتيجية جديدة للحركة.

وقال: «هذه نقطة تحول في استراتيجية (حماس) السياسية والعسكرية التي من خلالها تتعامل مع القضايا الوطنية بنفسها، متجاوزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتحدى إسرائيل بشكل أكبر».

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن «حماس» تعرف أن القوة العسكرية الإسرائيلية تتفوق عليها، لكن تلك الاستراتيجية قد تكون مثمرة سياسياً للحركة، خصوصاً بعد أن ألغى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يرأس حركة «فتح» المنافسة، في الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها هذا الشهر، وهي خطوة أحبطت العديد من الفلسطينيين.

لكن المحللين قالوا إن الوقت ليس في صالح «حماس»، لأنها تحرق مخزونها من الصواريخ، فيما لا تظهر إسرائيل أي إشارة على أنها ستتراجع عن هجومها على غزة.

وقال هرتسوغ إن «حماس» أجبرت على إطلاق صواريخ من مخابئ نظراً لمراقبة إسرائيل القطاع بالدرون، ومع تصاعد الضغوط من الجيش الإسرائيلي، سيصبح تحريك الصواريخ وإطلاقها أكثر صعوبة.

وأضاف: «سيخسرون الكثير، لأنه كلما استمر إطلاق الصواريخ، زاد فقدانهم لمخزونهم منها».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز