أستاذة محاصيل تكشف النقاب عن سلسلة علمية باسم "غذائنا دوائنا"

 أعدت أستاذة محاصيل في كلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة العريش سلسلة علمية باسم: "غذائنا دوائنا" تناولت فيها بعض النباتات المستعملة في غذائنا وكيفية استخدامها كدواء لنا.

وتؤكد الدكتورة إيمان اسماعيل السراج “أستاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة للدراسات العليا والبحوث بجامعة العريش والحاصلة على الدكتوراة في الإنتاج النباتى تخصص محاصيل” أنها تساهم فى سلسلة: " غذائنا دوائنا " بهدف توصيل المعلومة العلمية الصحيحة واثراء الثقافة العلاجية السليمة التي تقدمها لنا المملكة النباتية التي منحنا إياها الله عز وجل، وخاصة ما يتعلق بنباتات قد نعلم عنها القليل .. باعتبارها الصيدلية المتنقلة والمتاحة فى كل بيت مصري أو عربى .

وأشارت الى أن بعض تلك النباتات تكون لها طقوس فى ريفنا المصري ، ومنها : الحلبة Fengureek seeds ، والتي تتبع محصوليا العائلة البقولية التي تتسم بفوائدها العديدة لخصوبة التربة ، وتشتهر بمحصولها العالى .. كما أن لبذورها فوائد وآثار عظيمة على صحة الإنسان ، ومن الاستخدامات الممكنة للحلبة : تُحسّن إنتاج حليب الأم : وهو أفضل مصدر تغذية لنمو الطفل ، لكن قد يكون من الصعب على بعض الأمهات إنتاج كميات كافية للطفل .. في حين تُستخدم الأدوية الموصوفة من الطبيب بشكل شائع لزيادة إنتاج الحليب .

وأضافت أن الأبحاث تشير إلى أن الحلبة قد تكون بديلًا طبيعيًا وآمنًا ، وقد وجدت دراسة استمرت 14 يومًا على 77 أمًا جديدةً أن شرب شاى الأعشاب ببذور الحلبة زاد من إنتاج حليب الأم .. مما ساعد على زيادة وزن الأطفال ، وقسّمت دراسة أخرى 66 أمًا إلى ثلاث مجموعات : تناولت المجموعة الأولى شاى الحلبة ، والثانية علاجًا وهميًا ، والثالثة لم تتناول شيئًا .. حيث تضاعفت كمية حليب الأم ( من 34 مللينترا في المجموعة الثانية والثالثة إلى ٧٣ ملليمترا فى المجموعة الأولى التي تناولت شاى الحلبة ) ، وقد استخدمت هذه الدراسات شاى أعشاب الحلبة بدلًا من المكملات الغذائيه الكيميائية .

كما تساعد الحلبة في السيطرة على مرض السكرى ومستويات السكر فى الدم .. حيث تساعد الحلبة في علاج مشاكل التمثيل الغذائى مثل مرض السكرى ، ويبدو أنَّ للحلبة آثار على كلا النوعين الأول والثانى من داء السكرى .. إلى جانب زيادة التحمل العام للكربوهيدرات لدى الأشخاص الذين لا يعانون من داء السكرى .

وأعلنت أنه في إحدى الدراسات تناول الأشخاص المصابون بداء السكرى من النوع الأول 50 غرامًا من مسحوق بذور الحلبة على الغذاء والعشاء ، وبعد 10 أيام كانت مستويات السكر في الدم أفضل لدى المشاركين .. كما انخفضت نسب الكوليسترول الضار والكوليسترول الكلى لديهم ، وقد تكون هذه الفوائد بسبب دور الحلبة في تحسين وظيفة الأنسولين ، ولكن التأثيرات التي شوهدت في الدراسات حول مسحوق الحلبة أو البذور الكاملة قد تكون جزئيةً بسبب محتوى بذور الحلبة العالى من الألياف .

وتشير الأبحاث الأولية إلى أن الحلبة قد تساعد على : السيطرة على الشهية  فُتظهر 3 دراسات انخفاضًا في تناول الدهون وانخفاضًا فى الشهية عند تناول الحلبة ، ووجدت دراسة استغرقت 14 يومًا أن المشاركين قللوا تلقائيًا من إجمالى تناول الدهون بنسبة 17٪ .. كما تم خفض مستويات الكوليسترول .. إذ تشير بعض الأدلة إلى أن الحلبة يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم .

وأدت الحلبة الى التخفيف من حرقة المعدة .. إذ وجدت دراسة تجريبية استغرقت أسبوعين على الأشخاص الذين يعانون من حرقة متكررة أن الحلبة قللت من أعراضها ، وقد تطابقت آثار الحلبة مع آثار الأدوية المضادة للحموضة .

وتؤدى الحلبة ايضا الى تخفيف الالتهابات ، ويمكن أن تساعد الحلبة فى علاج التهاب القولون التقرحى ومشاكل الجلد .

وبالرغم من أمان استخدام الحلبة والفوائد العظيمة لها .. إلا أنَّها عشبة قوية ويجب التنبه إلى آثارها الجانبية قبل استخدامها .. فالحلبة آمنة للأشخاص عند تناولها عن طريق الفم بكميات توجد عادة في الأطعمة ، ويمكن أن تكون آمنةً عند تناولها عن طريق الفم بكميات تستخدم للأغراض الطبية لمدة تصل إلى 6 أشهر ، ولكن قد تظهر بعض الأعراض الجانبية تتضمن الإسهال واضطراب المعدة والنفخة والغازات والدوخة والصداع وظهور رائحة الحلبة في البول .. لكن لا يبدو أن هذه الرائحة تسبب تأثيرات طويلة المدى .

وتُظهر بعض الأبحاث أن تناول 1,725 ملليغرام من الحلبة ثلاث مرات يوميًا لمدة 21 يومًا لا يسبب أى آثار جانبية لدى الرضع .

وهناك الحساسية للنباتات في عائلة البقوليات .. فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه النباتات الأخرى فى عائلة البقوليات بما فى ذلك فول الصويا والفول السودانى والبازلاء الخضراء قد يكونون مصابين بحساسية تجاه الحلبة .. فيجب أن يكون الاستخدام بالقدر المعتدل لأن الافراط فى شىء قد يؤدى أضرارا لم تحسب.