عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

 طريق مصر التجاري إلى إفريقيا جنوب الصحراء

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

يعتبر طريق "الواحات– فزان- غات" من أهم الطرق التجارية الصحراوية التي تربط بين شمال الصحراء الكبرى وجنوبها، ويعرف أيضًا بطريق مصر، وكان يوجد طريق آخر هو "المغرب- تمبكتو" ويبدأ من فاس أو مراكش أو سجلماسة، وأيضًا طريق تلمسان (الجزائر)، وكذلك طريق طرابلس (ليبيا)، وطريق تونس (القيروان)، وكلها تؤدي إلى أسواق الذهب في غرب إفريقيا في مدن: تمبكتو (مالي) وجني (مالي)، وجاو (مالي) وكذلك بلاد الهوسا (نيجيريا) وممالك تشاد القديمة (ممالك الكانم والبرنو).



وكانت المراحل الأولى من "طريق مصر" الإفريقي المؤدي إلى أسواق الذهب والمراكز التجارية الكبرى الواقعة في غرب إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبدأ من مدينة القاهرة (أو الفسطاط) ثم تتجه القوافل التجارية أو قوافل الحج العائدة من بلاد الحجاز جنوبا حتى مدينة أسيوط (في صعيد مصر الأوسط) على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب القاهرة.

 

وهذا الطريق- فيما يبدو- كان أبعد الطرق الصحراوية وأطولها إلى أسواق غرب إفريقيا مقارنة بالطرق والمسالك الصحراوية الأخرى، ومن مدينة "أسيوط" جنوب القاهرة كان يبدأ أيضا الطريق المعروف باسم طريق درب الأربعين أو طريق الأربعين.

 

وقد كانت القوافل التجارية تمضي في طريقها، ويكون أمامها اتجاهان رئيسيان، إما الذهاب جنوبًا حيث مدينة الفاشر، وحيث تقع سلطنة دارفور وباقي أقاليم السودان (أو سودان وادي النيل)، ومنها إلى ممالك تشاد.

 

وكانت أكثر القوافل تذهب صوب طريق الواحات الواقعة إلى الغرب من الآراضي المصرية (البحرية – الداخلة الخارجة..الخ) ثم تتجه صوب الآراضي الليبية حيث يقع إقليم فزان، ومن ثم تتجه إلى مناطق بلاد غرب إفريقيا حيث أسواق الذهب الكبرى.

 

Description: WhatsApp Image 2020-07-13 at 16

 

وقد كان "طريق التجارة" المصري إلى العمق الإفريقي أيضا يعرف باسم: "طريق غات" أو "طريق توات"، وهي من المدن التجارية الصحراوية المعروفة التي تحدث عنها الرحالة ابن بطوطة في رحلته، حيث يقول: "ثم سرنا بعد ذلك خمسة عشر يومًا في برية لا عمارة بها إلا أن بها ماء، ووصلنا إلى الموضع الذي يفترق به طريق غات الآخذ إلى ديار مصر، وطريق توات، وهناك أحساء ماء يجرب على الحديد، فإذا غسل به الثوب الأبيض أسود لونه".

 

وكان التجار المصريون يحرصون على الذهاب إلى أسواق الذهب في بلاد السودان الغربي (غرب إفريقيا)، في حين كان تجار غرب إفريقيا يحرصون على القدوم إلى أرض مصر للحصول على بضائعها، عبر ذات الطريق الذي يستخدمه الحجاج الأفارقة القادمين من الجنوب، وعن ذلك يقول الرحالة ابن بطوطة: "ولقد لدغت يوما وأنا بها (يقصد مدينة تكدا) ولدا للشيخ سعيد بن علي عند الصبح، فمات لحينه، وحضرت جنازته، ولا شغل لأهل تكدا غير التجارة، يسافرون كل عام إلى مصر، ويجلبون من كل ما بها من حسان الثياب وسواها"

 

Description: 1

 

 

 

 

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز