عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
دراما رمضان
البنك الاهلي
الدراما المصرية ومعركة الوعي

الدراما المصرية ومعركة الوعي

للعام الثاني علي التوالي تواصل الدراما التليفزيونية تعزيز دورها المؤثر في معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب، من خلال مجموعة من المسلسلات التي تؤرخ لهذه المرحلة المحورية من عمر الوطن. كان طبيعيا أن تثير  هذه الأعمال جنون جماعة الاخوان وشقيقاتها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، لاسيما وأنها تفضح مخططاتهم والكثير من المزاعم والأكاذيب التاريخية التي يعيشون عليها ويتكسبون من وراءها. كان أقوي هذه الأعمال الفنية من حيث قوة التأثير ، مسلسل الاختيار  الذي قضي في الجزئين  الأول والثاني تماما علي آخر الأكاذيب التي يتاجرون بها محليا ودوليا . "الاختيار ١" في رمضان الماضي كان الصفعة الأولي التي أصابت الجماعات الإرهابية بالهذيان لأنه تناول سيرة شخصيات حقيقية معاصرة عبر الدراما التلفزيونية الأقرب للوجدان الشعبي، والأسرع في تقديم المعلومات وتفنيد الدعاوي الباطلة وعرض وجهة النظر. جسد المسلسل شخصية العميد أحمد المنسي، أحد أبطال الكتيبة 103 صاعقة في القوات المسلحة والذي استشهد في معركة البرث بشمال سيناء، بعد عشرات العمليات التي أحبطها "منسي" وجنوده في الحرب المصيرية ضد الاٍرهاب . وتناول المسلسل التلفزيوني بالتوازي قصة ٣ من زملاء “منسي” في الكلية الحربية، الذين فقدوا شرف الانتماء للعسكرية المصرية، بعد فصلهم من الجيش، وبين كيف تحولوا إلي ذئاب قاتلة. فضح العمل الدرامي كذلك أجواء الضغينة والحقد التي ينشأ فيها هؤلاء المتطرفون وحذر من أسرهم وعائلاتهم، التي تتوارث التطرف، وبعث بعدد من الرسائل المباشرة وغير المباشرة للجماعة ومن ورائها من أجهزة مخابرات دولية. "أما الاختيار ٢" فكشف كيف خان ضابط شرطة وطنه وباع ضميره مقابل حفنة من الجنيهات، وفند مخططات التنظيم الدولي لإشعال الحرب الأهلية وتفكيك الدولة الوطنية. ولذلك كان طبيعيا أن تحشد الجماعة ذبابها الالكتروني وبقية حشراتها لتشن هجوما ضاريا ضد المسلسل، تحت دعاوي فارغة علي طريقة" لا كهربائي ولا بيفهم بالكهربا.."، مرة بالحديث عن أجر الفنانين أبطال المسلسل، ومرة بإبراز عقيدة المخرج بيتر ميمي بوصفه "نصراني"، وكأنه لا يجوز لنا مشاهدة فنون غير المسلمين، ومرات بالتشكيك في رواية المسلسل الموثقة للأحداث. كل هذه الدعاوي وغيرها ليست جديدة علي جماعة تعيش منذ نشأتها علي إنكار كافة الحقائق التاريخية، حتي وصلت بها حالة اليأس إلي التبجح بإنكار الاٍرهاب الذي تمارسه، ورأيناه نحن بأعيننا وعايشناه بكل مرارته؛ ذلك الإرهاب الذي وثق بعض فصوله مبدعا " الاختيار"  باهر دويدار في الجزء الأول، وهاني سرحان في الجزء الثاني . خلاصة القول.. "الاختيار ١" و" الاختيار ٢" يؤرخان دراميا لمرحلة هى الأهم على الإطلاق فى تارخ مصر المعاصر؛ إنها مرحلة التصدي لمؤامرة محو الهوية المصرية وهدم أعظم الجيوش النظامية بالمنطقة.. ومازالت الحرب مستمرة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز