
شيخ الأزهر: السماحة واليسر ورفع الحرج والمشقة جوهر الشريعة الإسلاميَّة

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن النصوصُ الواضحةُ وضوحَ الشمسِ تدلنا على أنَّ جوهرَ الشريعةِ الإسلاميَّةِ ولُبَّها هو اليُسْرُ والسماحةُ، ورفعُ الحرجِ والمشقَّة، وأنَّ هذا الأمرَ منصوصٌ عليه نصًّا صريحًا في القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة.
وأضاف شيخ الأزهرـ في الحلقة السادسة من برنامجه الرمضاني (الإمام الطيب) اليوم الاحد ـ "ومن هنا وجَبَ على كلِّ مَن يُخاطِبُ الناسَ في أي أمرٍ من أمورِ هذه الشريعة، أن يُراعيَ هذا المعنى الجوهريَّ، وأنْ يعلمَ أنَّ الأمرَ ليس متروكًا لبعضِ الدُّعاةِ، مِمَّن يشعرون بنشوةِ التشديد على الناسِ وتخويفهم وترويعهم، ويتخذون من دون ذلك منهجًا ثابتًا في خُطَبِهم ومواعظِهم وفتاواهم، ويظنُّون أنهم بذلك يقرِّبون النَّاسَ إلى الله -تعالى!- ويردُّونهم إلى دينِه وشريعتِه".
وأوضح أن الذي يعرُج على ساقٍ واحدةٍ هي ساقُ الترهيبِ دون الساقِ الأخرى وهي ساق الترغيب فيما عند اللهِ من حُسنِ الثوابِ ومن النعيمِ المقيمِ، هذا المنهجُ وصفَه النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- بأنه منهجُ فتنةٍ، ووصَفَ دُعاتَه بأنَّهم "فتَّانون"، ومعنى الفتنةُ تنفير الناس من أداء التكاليف، وتشجيعهم على الهروب من العبادة بسبب ما يقترفه هؤلاء الفتَّانون في دينِ الله.
وتابع شيخ الأزهر حديثه ببيان شريعة الإسلامِ أو تشريعاتِ القرآنِ الكريم، لافتا إلى أنهما اسمانِ مترادفانِ على معنًى واحدٍ؛ هو "الشريعةُ" التي نزلَ بها القرآنُ الكريم، ونُذَكِّرُ منذُ البدايةِ أنَّ شريعةَ القرآنِ شيءٌ، وما نشأَ عن تأملِها وتدبرِها من فقهٍ ورأيٍ واختلافٍ في الرأيِ شيءٌ آخَرُ