عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

طرق داعش لتجنيد النساء عبر الإنترنت.. "الإندونيسيات نموذجا"

كشف تقرير أمريكي لقناة الحرة الأمريكية طرق تجنيد تنظيم داعش للنساء عبر شبكة الإنترنت، عبر التركيز على النموذج الإندونيسي.



 

 

وشهدت إندونيسيا في الشهر المنصرم هجمات إرهابية شاركت فيها امرأتين، مما يسلط الضوء على الدور الذي باتت تلعبه النساء في الجماعات المتطرفة في البلاد، ولاسيما الموالية لداعش، وذلك وفقا لما ذكر موقع "ساوث شاينا مورنينغ بوست ".

وكانت الشرطة الإندونيسية قد قتلت في أواخر مارس امرأة فتحت النار على الضباط في مقر الشرطة الوطنية في جاكرتا في هجوم يستلهم نهج داعش.

وأضاف أنها كانت تعيش في جاكرتا ونشرت صورة لراية داعش على حسابها على إنستغرام قبل ساعات من تنفيذها للهجوم، مشير إلى أن "البيانات الشخصية لهذه المرأة إلى أنها تؤمن بفكر تنظيم داعش وتصرفت بمفردها"، ولافتا إلى أنها تركت رسالة وداعٍ لوالديها.

وقد أظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية محلية امرأة محجبة ترتدي ملابس سوداء طويلة تدخل ساحة مجمع الشرطة، فيما سُمعت أصوات أعيرة نارية. وشوهدت فيما بعد وهي تسقط على الأرض وسط مزيد من أصوات الطلقات النارية.

وجاءت الواقعة بعد 3 أيام من تفجير انتحاري نفذته امرأة مع زوجها  عند كاتدرائية في مدينة ماكاسار بجزيرة سولاويسي  يوم أحد الشعانين ما أسفر عن مقتلهما وإصابة 20 شخصاً. 

وقالت السلطات الإندونيسية إن منفذي التفجير تزوجا قبل نحو ستة أشهر وإن أحدهما كان في منتصف العشرينيات من عمره. ولم تُنشر سوى الأحرف الأولى من اسميهما، مشيرة إلى أنهما كانا قد أعلنا ولائهما لتنظيم داعش.

وفي هذا السياق تقول، سيتي دارجات العلية، المديرة التنفيذية لجمعية مناهضة التطرف والإرهاب (سيرف)، إن الجماعات الأصولية المتشددة أضحى لديها استراتيجة واضحة بشأن تجنيد النساء واستغلالهن في تنفيذ أعمال إرهابية أو التسهيل لها.

وأشارت إلى تلك الجماعات تركز بشكل كبير على العاملات المغتربات، موضحة أن المتطرفين يعتبرون أولئك النسوة مصدرا جيدا للتمويل بسبب "الأجور الجيدة" التي يحصلن عليها خلال عملهن في بلاد المهجر مثل سنغافورة.

وتابعت: "يلجأ المتطرفون إلى عمليات غسل دماغ لتلك النساء من خلال غرف المحادثات عبر الإنترنت"، لافتة إلى أن ما يسهل الأمر أمام جماعات الإرهابية الشعور المتولد لدى تلك السيدات بأنهن مواطنات من الدرجة الثانية.

وقالت سيتي إن الغاية من تجنيد العاملات المهاجرات بالدرجة الأولى هو الحصول على أموالهن وليس دفعهن إلى القيام بعمليات انتحارية إرهابية.

وأكدت الباحثة الإندونيسية أن  ربات البيوت يعتبرن أيضًا فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية، موضحة أن " قلة اختلاطهن بالناس وعدم وجود حياة اجتماعية جيدة تجعلهن يقتنعن بدعاية داعش التي تزعم أن (الجهاد) هو أسرع طريق إلى الجنة وأن من تموت منهن في عملية إرهابية ستضمن مكانها في السماء على عكس من لا تزال على قيد الحياة".

 ولفتت سيتي إلى أن الآباء المتطرفين قد يقتلون أيضًا أطفالهم قبل أن ينفذوا هجماتهم، مردفة: " لأنهم يريدون أن يكونوا  معهم في الجنة ، ولأنهم يخافون أن ينقلب المجتمع على أولادهم بعد أن يقضوا هم في الاعتداءات الإرهابية التي يعتزمون تنفيذها".

وأشارت سيتي كذلك إلى أن بعض النساء يتزوجن من المسلحين المتطرفين وينفذن هجمات إرهابية مع أزواجهن لأنهم يرونهم "شخصيات مثالية".

ومن الأسباب التي تدفع نساء وفتيات إلى طريق التطرف، كما تقول الأكاديمية رينو فييتريا ساري، اعتقادهن بأن أندونيسيا "بلاد كافرة وتتعاون مع الغرب وأن الحل الأمثل يكمن في العمل بتعاليم وقوانين الشريعة من وجهة نظرهن المتشددة".

وأكد التقرير أن الإرهابيين غالبا ما يلجأون إلى تجنيد النساء لأن المجتمع ينظر إلى المرأة على أنها كائن غير عنيف ولا يشكل خطرا على الأمن وبالتالي لا تكون الرقابة الأمنية عليهن مشددة.

ويجري  استخدام النساء من قبل الجماعات المتطرفة كسعاة لنقل الأسلحة والمتفجرات من مكان إلى آخر عبر الاستفادة من ملابسهن الطويلة والفضفاضة".

وفي سياق متصل، أعرب العديد من الخبراء والمحللين عن قلقهم إزاء عدم وجود برامج لنصح وإرشاد ومساعدة النساء اللواتي سبق وأن جرى إدانتهن بالتطرف، وبالتالي تبقى مخاوف إمكانية تجنيدهن من جديد أمر وارد في أي لحظة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز