مساجد مصر
مسجد سادات قريش ببلبيس.. الأول فى إفريقيا ويضم رفات 40 شهيداً
عيسى جاد الكريم
جامع سادات قريش هو مسجد تاريخي يقع بمدينة بلبيس بمحافظ الشرقية أحد أهم المعالم الإسلامية، ويعتبر أقدم الجوامع بمصر وأول مسجد بني في مصر وإفريقيا وقد بنى قبل أكتمال فتح مصر حيث بنى قرب معسكر للمسلمين بمنطقة بلبيس حيث كان الأنتصار الأول لكتيبة عمرو بن العاص التي عبرت العريش وسيناء حتى وصلت لمنطقة بلبيس التي كان يوجد بها معسكر وحامية كبيره للرومان وقد خاض جيش المسلمين الذي جاء لتخليص قبط مصر من اضطهاد الرومان المعركة ببسالة واستطاعوا قتل 1000 من جنود الرومان بقيادة الأميرة الرومانية " بيسه" الذين بدأوا في تجميع أنفسهم من جديد في محاولة لصد جيش عمرو العاص المكون من الفرسان الشجعان ولكنه محدود العدد وذلك سنة 18 هــ وذهب الرومان للتحصن في حصن المعروف بحصن بابليون والذي كان به مؤن تكفيهم لشهور في محاولة لتجميع صفوفهم وشن غارة على جيش المسلمين بقيادة عمرو ابن العاص والذي عسكر بجيشه بالقرب من مكان المعركة الأولى التي انتصر فيها.
ربما يعجبك
عمرو بن العاص شديد الذكاء وخبرته العسكرية جعلته لا يتسرع في الزحف وراء عسكر الرومان الذين هربوا من موقع المعركة بل ظل ثابتاً ولم يتحرك ،و بعث بطلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب ليحصن جيشه ويعده للمعركة الفاصلة بعد ان علم من خلال عيونه التي لاحقت الجنود المنسحبين ان الرومان يتحصنون ببالبليون وينوون الهجوم عليه بعد ترتيب صفوفهم ، ولذكاءه وفطنته ظل بجيشه في مكان المعركة التي انتصر فيها وذلك للآثر النفسي للمكان في بث الطمانينة في قلوب جنوده ورفع روحهم المعنوية في حين كان المكان يمثل انسكار وخيبة أمل للرومان فخشوا ان يغيروا على جيش المسلمين في نفس المكان فتتكرر هزيمتهم مرة أخرى.
عمرو بن العاص أمر ببناء مسجد كبير بقرب من مكان المعركة التي انتصر فيها ودفن بداخل حدوده رفات الصحابة الذين استشهدوا ، وبما يحقق له عدة أمور أولها ان يبث رسالة لجنوده انهم بدأوا في تحقيق رسالة الجهاد وهى نشر دين الله الإسلام من خلال إقامة شعائرة في الأرض الجديدة ، وليعطى دافع قوى للجنود للقتال في حال معاودة الرومان الهجوم عليهم قبل ان يأتيهم مدد أمير المؤمنين بجنود من المدينة حيث سيكون دفاعهم عن المسجد رمز الإسلام وعن رفات الشهداء المدفونة بمسجد سادات قريش، وليؤكد لقبط مصر أنهم جاءوا لتخليصهم من ظلم الرومان واضطهادهم ليس طمعاً في خيرات مصر ولكن لأنهم أصحاب رسالة سماوية تؤمن بمساعدة الضعيف والانتصار للمظلوم ، وكان له ما ارد حيث وصل له المدد وحاصر حصن بابليون لما يقرب من 7 أشهر حتى اقتحمه وانتصر ليشق طريقه بعد ذلك للقاهرة عاصمة مصر ويخوض عدة معارك بها وينتصر ليستتب له الأمر بعد عام ونصف تقريباً من المعارك ليعلن فتح مصر عام 20 هجرية ويقيم مسجده بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة الآن .
وعدد شهداء الصحابة المدفونين في 250 صحابي منهم 40 من رفات الصحابة مدفونين ضمن حدود أرض المسجد الذي يقع بشارع بورسعيد في منطقة بلبيس بالشرقية منهم الصحابي عثمان بن الحارث الأنصاري
ومسجد سادات قريش الذي بنى 18 هـ، ويقال ان اشترك فى تحديد القبلة للمسجد 25 صحابيا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعتبر قبلته القبلة الرئيسية فى مصر وأقدم قبلة بعد المساجد الـ3 المسجد الحرام والأقصى وقباء وتم تجديد مسجد سادات قريش في عهد الأمير مصطفى الكاشف سنة 102 هجرية.
تبلغ مساحة المسجد 3 آلاف متر مربع، ويحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، ويأتي سادات قريش في المركز الـ 15 في الترتيب على مستوى العالم، باعتباره من أهم المعالم الإسلامية.
والمسجد مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع وتم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة والتي سجلت كأثر بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951 بالشرقية، وقد تم التعدي عليها والبناء حولها وهي ناقصة بدون قمة ونهايتها متهدمة، وفي السبعينيات تم فك جزء آخر منها ملقى بجانبها.
تابع فيديو مصور للمسجد فى هذا الفيديو بقناة بوابة روزاليوسف
جوجل نيوز
