عاجل
الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أمجد المصري يكتب: الشائعات واللجان الإليكترونية

أمجد المصري
أمجد المصري

ليس ضرباً من الخيال أو بدعة نتحدث عنها ولكنه واقع عشناه بكل تفاصيله منذ سنوات وما زال البعض للأسف يُنكر وجوده حتى اليوم أو يقلل من حجم تأثيره الضار على المجتمع.. إنها اللجان الإلكترونية النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ودورها السلبي في قلب الحقائق وأثارة الرأي العام ودس السم في العسل من أجل أسقاط الجميع في فوضى البلبلة والتشتت.. لماذا لا نصدق حقاً أنها موجودة ولماذا لا نتيقن ونتثبت من شخصية هؤلاء الذين ننقل عنهم او نتداول آراءهم لمجرد ان البعض يفعلون ذلك!



 

في بدايات العقد الحالي وتحديداً مع اندلاع أحداث يناير 2011 ظهرت هذه اللجان المنظمة بكثافة بين جنبات العالم الافتراضي من اجل أن تقود الأحداث عن بعد وتوجهها الى مسارات بعينها لتحقيق اهدافها.. شاهدنا ذلك بأعيننا في احداث العام الأول والثاني بعد 25 يناير وحتى 30 يونيو وما بعدها وكيف كانت تلك اللجان النشطة قادرة على قيادة بعض الحراك على الأرض وهي في مكانها مختبئة خلف شاشات الكمبيوتر تنشر أخباراً مضللة وتحليلات سلبية بشكل منتظم وفي توقيتات واحدة لتُحدث هزة قوية داخل عالم الميديا تنعكس بالضرورة على الأرض في مرحلة كانت مليئة بالأفكار المتضاربة والرغبة في النزول إلى الشارع حتى دون هدف أو ضرورة!

 

اليوم ورغم انتهاء هذا الحراك الذي ساد سنواتنا الأولى من هذا العِقد ما زالت تلك الفكرة موجودة ومسيطرة على مواقع التواصل حتى وإن بدا تأثيرها اقل نسبياً ولكنها دائماً كامنة تنتظر وتترقب وقوع أي حادثة او تصريح او قرار رسمي لتنشط مجدداً وتمارس مهتها الوحيدة وهي النفخ في الرماد من اجل تأجيج النار وسرعة انتقالها من مكان لآخر.. انهم ماهرون ومدربون جيداً على الجلوس بالساعات خلف تلك الشاشات لأداء المهمة بكفاءة عالية لقلب الحقائق وتزييف الوعي ونشر الفوضى ويساعدهم على ذلك حالة الانفلات التي أصابتنا جميعاً تجاه استخدام مواقع التواصل وحمى النشر دون اعمال العقل او التثبت من اي خبر ينشر ويتم تناقله كالنار في الهشيم!

 

كيف نعرف أن من ينشر خبراً او يعلق على منشوراً لدينا هو من اللجان الإلكترونية المعادية للوطن وأهله ومؤسساته؟ سؤال قد يتبادر إلى الأذهان وإجابته بسيطة جدا فأعضاء تلك اللجان سواء المتواجدون بيننا في الداخل او من يبثون سمومهم من الخارج فى الأغلب يستخدمون اسماء مستعارة ولا يضعون صوراً مميزة تثبت شخصياتهم، كما ان لغتهم دائماً واحدة تعتمد على تخوين وإرهاب كل من يعارضهم في الرأي او يحاول حتى اقامة حوار هادئ معهم.. انهم لا يتقبلون فكرة الحوار من الأساس ولكن وظيفتهم الثابتة هي نشر فكرهم دون اي نقاش.. ستجدهم دائما متعصبين لفكرهم متعاونين على نشر وأثبات الخطأ حتى وان كان مخالفاً للمنطق والعقل مستخدمين في ذلك احياناً بعض الأقوال المأثورة او العبارت الدينية لاكتساب تعاطف قطاع عريض من مستخدمي مواقع التواصل كما ستجدهم في الأغلب ينكرون دائماً أي انتماء لهم لجماعة او فصيل معين وانهم على الحياد حتى يقنعوك بأن تتقبل بعضاً من سمومهم التي يسعون لنشرها داخل تلك الإشاعات والأخبار الكاذبة!

 

دعوة للحرص والتزام كل درجات التأني والتثبت من كل ما يكتب او يُنشر على مواقع التواصل تحديداً، ففيها الكثير والكثير من هذا العبث المسموم الذي تبثه هذه اللجان المنظمة لإسقاط الوطن وخلق حالة من التشتت وكسر الروح والعزيمة والعودة بنا إلى المربع الصفري الذي يحلمون ان يحقق لهم ولأصحاب تلك الأفكار الملعونة نوعاً من الوجود مرة اخرى بعد ان قال الشعب كلمته في وجودهم ولفظهم من بين جوانبه لما قدموه من خراب ودمار واستقطاب لعين في هذا الوطن!

 

قليلاً من الحكمة والتثبت والهدوء قد يفيدون كثيراً اليوم فهذا وطن يستحق أن نفكر كثيراً فى مصلحته ومستقبله وأن نصمت احياناً حين لا يكون للكلام قيمة او معنى، فقديماً قالوا "من قال لا أعلم فقد افتى".

 

حفظ الله الوطن الغالي من الفتن والمكائد وعبث الجاهلين.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز