عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
وجف الحبر
بقلم
هند عزام

وجف الحبر

"اليوم توقفت المطابع وجف الحبر وقريبًا لن يصدر الورق حفيفًا"، بهذه العبارة أنهت صحيفة الإندبندنت البريطانية إصدارها الورقي والاكتفاء بإصدار رقمي عام 2016 بعد أن انخفضت نسبة توزيعها من 450 ألف نسخة في اليوم إلى 40 ألفًا فقط



 

فترة ما قبل كورونا كان الاتجاه العالمي وليس المحلي فقط يطرح عده تساؤلات حول مستقبل الإعلام والصحافة والرقمنة وبدأ ظهور المنصات الرقمية والحديث المتزايد عن مصير الصحافة الورقية والتحول الإلكتروني.

 

وبالفعل بدأت خطوات حثيثة ببعض الدول ولكبرى المطبوعات مثل صحيفة الإندبندنت البريطانية وتعد من أشهر المطبوعات عالميا.

 

كما أنهى مقدم البرامج الشهير ستيف هارفي علاقته بالإعلام التقليدي أوائل العام الماضي وبدأ في عرضه برنامجه الشهير على facebook watch لينطلق في مجال الإعلام الجديد الرقمي ويسطر انتهاء الإعلام بشكله التقليدي عالميًا.

 

وأعلن ستيف على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" انطلاق برنامجه steve on watch من خلال facebook watch، ليسطر مرحلة جديدة في الإعلام، وهو الرقمي.

 

ستيف هو ممثل ومنتج أمريكي يتميز برنامجه بالكوميديا، بدأ في تقديم البرامج من عام 1996 على شبكة أمريكية بأجر منخفض حتى عام 2002، ومع نجاح البرنامج انطلق لتقديم برنامج إذاعي ثم انطلق يقدم برنامجا تليفزيونيًا.

 

ومع انتشار وباء كورونا سرعت من الرقمنة عالميا بشكل لم يكن متوقعا في محاولة من الدول للحد من انتشار الوباء.. فوجدنا المنصات الرقمية تنافس وبشدة الفضائيات بدول الشرق الأوسط واحتدام الصراع والتنافس بين المنصات بعضها البعض وكانت تجربة watch it في مصر ناجحة وبرعت في تقديم عروض للمشاهدين للترفيه عنهم أثناء الحجر المنزلي للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

ولكن أيضا بدأ تغير مزاج الجمهور ومتطلباته حيث الاحتياج الملح إلى الترفيه مع تزايد وتيرة الأخبار عن الوباء.

 

تلك الإشكالية ظهرت في السنوات الأخيرة عقب الربيع العربي وانصراف الجمهور عن البرامج السياسية و"التوك شو" بسبب الفوضى الإعلامية ومع بداية ضبط المشهد عاد الجمهور مرة أخرى للمتابعة لحين انتشار الوباء والحجر المنزلي.

 

الموازنة بين الأحداث وكمية الترفيه أو طريقة عرض الأحداث على الجمهور أصبحت التحدي الآن، هذا التحدي ليس محليا فقط بل عالميا وانعكس جليا في الدراما الأجنبية.

 

الصراع بين الإعلام التقليدي وكيفية تقديم المعلومة والحد من بث الأخبار المحبطة ظهر جليا بمسلسل ممتاز وهو Morning show بطولة جنيفير انستون والتي ظهرت كمذيعة تجاهد في الموازنة بهذا الصراع وبظهر جليا في الحوار والتعاون مع شريكتها في تقديم البرنامج وهي حديثة السن وتمثل جيلنا الحالي.

 

تلك الموازنة أصبحت مطلوبة ليست في الإعلام والصحافة فقط بل الدراما والفن عامة وأرى أن هناك اتجاها جيدًا بمصر لذلك ظهر جليًا في تنوع الإنتاج لنرى كوميديا في عمل سينمائي خفيف الظل وهو فيلم "وقفة رجالة" بطولة الفنانين بيومي فؤاد وماجد الكدواني وسيد رجب وقدم الكدواني دورا جديد كليا ليظهر كدنجوان لنشاهد بطولة رجالية لا نراها كثيرا بهذا الشكل تذكرني بالبرنامج الناجح "قعدة رجالة" الذي قدمته dmc وقدمة في موسمه الأول الفنانين إياد نصار وشريف سلامة ومكسيم خليل وتبعة مواسم أخرى الفكرة لاقت نجاحا شديدا لتعودنا على برامج المرأة.

 

كما أن دراما شهر رمضان القادم تتميز بالتنوع الشديد بين الأعمال الوطنية الهامة، مثل مسلسل "الاختيار" الجزء الثاني ومسلسل هجمة مرتدة إلى جانب تقديم الدراما الاجتماعية.

 

هذا التنوع والمزج مع تقديم الجرعة الإخبارية هو ما يحافظ على المشاهد ويتماشى مع وتيرة التغييرات العالمية ونرى الآن واقعا على الشاشات المحلية وليس المنصات الإلكترونية فقط

وحديثي عن التحول الرقمي والرقمنة ليس دعوة ضد الصحافة الورقية التي ستظل ولن تختفي قد يتغير شكلها أو يتطور محتواها ولكن ستظل وسيظل بريقها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز