عوض تاج الدين: جميع لقاحات كورونا في مصر تخضع لمعايير دقيقة للغاية
بوابة روزاليوسف
قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، إن الدولة المصرية بجهاتها المعنية عكفت على وضع رؤية محددة في التعامل من لقاحات فيروس كورونا المتوفرة حاليا، وتضع في الاعتبار كل ما يشاع حول هذه اللقاحات.. مؤكدا أن جميع اللقاحات التي تدخل مصر تخضع لمعايير دقيقة للغاية، وتمر بكل التجارب التي تؤكد أمانها وفاعليتها بداية من تجارب معملية ثم تجارب سريرية.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عوض تاج الدين في ندوة افتراضية، نظمتها وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج ، عبر تطبيق زووم، بمشاركة وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم ومجموعة من أبرز الأطباء المصريين بالمملكة المتحدة والمعنيين بفيروس كورونا، والدكتور حسام المصري المستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء؛ بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجربة الأطباء المصريين في التعامل مع الجائحة في بريطانيا حتى الآن، بالإضافة للنظام الذي وضعته المملكة المتحدة لتوزيع اللقاح على مواطنيها.
وذكر بيان لوزارة الهجرة اليوم السبت أن هذا الاجتماع تم تنظيمه في إطار حرص الوزارة على دعم جهود الدولة المصرية في القضاء على وباء كورونا والاستفادة من خبرات علمائنا وخبرائنا بالخارج، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والجهات المعنية بالدولة، حيث تم استعراض جهود الدولة المصرية المبذولة في التصدي لانتشار كورونا منذ الموجة الأولى وحتى الآن؛ باعتبار الوزارة حلقة الوصل بين المصريين بالخارج والوطن الأم والظهير الحكومي لمؤسسات الدولة.
وأضاف تاج الدين، في كلمته خلال الندوة ، أن جميع لقاحات فيروس كورونا لا توفر مناعة 100% ومنظمة الصحة العالمية والشركات المنتجة للقاحات أكدت على ذلك أكثر من مرة، حيث أنها تعطي مناعة جزئية، وتقلل حدة المرض والمضاعفات الناتجة عن الفيروس، والهدف منها هو تطعيم عدد كبير من البشر على مستوى العالم، ما يقلل من كتلة الفيروس المتواجدة في أي مجتمع وتقل معه العدوى والإصابة.
وأوضح أن مصر بدأت خلال هذه الفترة استخدام لقاحات كورونا، ووضعت قائمة بأولوية الحصول على اللقاح للأطقم الطبية وذوي الأمراض المزمنة وكبار السن؛ حيث أن الأطقم الطبية تأتي على رأس هذه القائمة وتتلقى تطعيمات اللقاح بمختلف المحافظات.. مشيرا إلى أن هذه الخطوة تم الإعداد لها جيدا، فالبداية بالكوادر في مستشفيات العزل، ثم مستشفيات الصدر والحميات، ثم الكوادر الطبية الأخرى، ثم أصحاب الأمراض المزمنة، ثم كبار السن، وهذا يترتب على كمية اللقاحات المتوافرة.
وأكد مستشار الرئيس لشؤون الصحة، أن مصر تسعى للحصول على اللقاحات المتاحة عالميا والتي حصلت على الإجازات من السلطات الصحية في دول العالم ومصر.
وأعرب عن فخره بالأطباء المصريين بالخارج، وتطلعه للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم خاصة فيما يتعلق بفيروس كورونا وتطوراته، مؤكدا أن الدولة المصرية صاحبة تجربة فريدة في التصدي لجائحة كورونا، استطاعت فيها خلال الموجتين الأولى والثانية أن تُسخر كل طاقاتها للحد من انتشار هذا الفيروس، وبمرور الوقت تأكد أن ما اتخذته مصر من إجراءات بنيت على وجهة النظر العلمية كان ملائما لطبيعة انتشار الفيروس.
وأشار مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية إلى توصيات مصر للإعلام بضرورة توعية الناس بأهمية الحصول على لقاح لفيروس كورونا، وتوضيح كل ما يشاع عن بعض اللقاحات المتوفرة حاليا والتي يريد منها البعض إثارة القلق في نفوس المصريين .. موضحا أن طلبات الحصول على اللقاح من قبل المصريين في تزايد، وتم وضع طرق مختلفة يمكن من خلالها الراغب في الحصول على اللقاح التسجيل لطلب اللقاح حتى يتسنى له الحصول عليه وفق الأولوية التي وضعتها الدولة.
من جانبها، أعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن شكرها واعتزازها بالأطقم الطبية المصرية في مختلف دول العالم، وما قدموه من تضحيات منذ انتشار الجائحة وحتى الآن، مؤكدة أن عددا من الأطباء والخبراء المصريين في عدد من الدول ومنها المملكة المتحدة كانوا وما زالوا لهم دور بارز في السيطرة على انتشار كورونا، وتحملوا مسؤوليات جمة من واقع مراكزهم العلمية والعملية، استطاعوا خلالها أن يؤكدوا أنهم على مستوى الأداء اللائق بالطبيب المصري وقدرته على صناعة الفارق داخل المنظومة الطبية، في واحدة من أصعب ما واجهه العالم من أوبئة عبر التاريخ.
وقالت وزيرة الهجرة إن تنظيم هذه الندوة الحوارية يأتي انطلاقا من استراتيجية الوزارة في الاستفادة من علمائنا وخبرائنا بالخارج، للاستفادة من علم أبرز الأطباء المصريين بالمملكة المتحدة بالتعاون مع سمير تقلا الأمين العام لمجموعة المصريين بمجلس اللوردات البريطاني، لتبادل الخبرات والتجارب حول انتشار جاحة كورونا والموقف الحالي لها في مصر والمملكة المتحدة.
وأضافت أن أهمية الندوة تأتي أيضا مع بدء مصر استخدام اللقاح المضاد لوباء كورونا المستجدّ، في محاولة للتعرف على تجربة بريطانيا في عملية توزيع اللقاح، والتعريف بجهود الدولة المصرية المبذولة للتعامل مع فيروس كورونا.
من ناحيته، قال الطبيب محب شلبي المالك والمدير الطبي العام لمركز هوليواكس الطبي ببريطانيا، إن مصر استطاعت أن تتعامل باحترافية شديدة من انتشار فيروس كورونا، وبالنظر لما حدث في عدد من دول العالم ذات المنظومات الصحية الكبيرة، فقد حققت مصر نجاحا غير مسبوق في هذا الجانب، موضحا أن المملكة المتحدة تعمل حاليا على توزيع لقاح استرازينيكا على المواطنين وقد تلقى حتى الآن نحو 26 مليون شخص الجرعة الأولى من لقاحات كورونا في المملكة المتحدة، وهي من أسرع دول العالم في حملة التطعيم.
وأضاف أن الوضع في الممكلة المتحدة يختلف عن مصر؛ كون الأولى هي المصنعة للقاح وبالتالي لها النسبة الأكبر من استخدامات اللقاحات لمواطنيها أولا .. لافتا إلى أنه تم الاعتماد على قاعدة البيانات الموحدة للمواطنين، لمعرفة من تلقى اللقاح، حتى يتمكنوا من حصر أعداد المستفيدين، وتم وضع نظام يمتاز بالسهولة في التعامل يستطيع من خلاله كافة المواطنين بما فيهم كبار السن من حجز الجرعة الخاصة بهم من اللقاح، كما أن لكل مركز طبي ووحدة رعاية قاعدة بيانات خاصة بالمرضى التابعين لها، وتعمل كل وحدة صحية على حده على التواصل والمتابعة مع مرضاها لمعرفة ما إذا كان هناك أعراض جانبية تظهر على من تلقى الجرعة الأولى من اللقاح، بما يضمن سرعة السيطرة على الموقف والتحكم فيه.
بدوره، أكد كامل شاروبيم المدير الإكلينيكي بمستشفيات برمنغهام سيتي، أنه مع مرور المملكة المتحدة بفترة ذروة جائحة فيروس كورونا عانت بشدة من عدم قدرة المستشفيات على استيعاب مصابي الفيروس، ما نتج عنه ارتفاع أعداد المصابين والوفيات، وهذا ما التفتت له مصر مع بداية الموجة الأولى بالاستعانة بالمستشفيات الجامعية وغيرها، وتجهيز هذه المستشفيات حتى تتمكن من استقبال مصابي الفيروس، وتحويل عدد كبير من المستشفيات لحجر صحي، فضلا عن استخدام بعض الفنادق وسكن الطلاب لتحويلها لأماكن حجز، ما أعطى المنظومة الصحية أريحية نسبية في تفادي أزمة وجود أسرة بالمستشفيات.
من جانبه، أشاد الدكتور محسن خليل، استشاري طب العناية المركزة بمستشفى مانور، بتناغم عمل المنظومة الطبية في مصر واتساقها مع القرارات التي اتخذتها الحكومة المصرية، مؤكدًا أن مصر ضربت مثالًا يحتذى به في التعامل بإنسانية مع مواطنيها في الداخل، وكذلك الدول التي ساندتها مصر خلال الجائحة.
وقال الدكتور شريف ويصا حلمي أستاذ أمراض القلب بالمملكة المتحدة، إنه برغم عدم توقع مثل هذه الكوارث وصدمة المنظومة الطبية في العديد من دول العالم، إلا أن مصر عملت سريعًا على احتواء الأزمة طبيا واقتصاديا، ووفرت مستلزمات الوقاية للمواطنين في منافذ البيع، بالإضافة إلى توفير احتياجات المستشفيات للتخفيف من وطأة الوباء.