عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أمجد المصري يكتب: وماذا بعد التريند .. ؟؟

وماذا بعد أن تم القبض على متحرش المعادي؟؟ هل انتهت قضية التحرش فى مصر؟؟ هل أصبح أطفال الشوارع في مأمن الآن من تلك الاعتداءات الدنيئة وغيرها؟؟ ماذا بعد أن هاج الناس وماجوا على مواقع التواصل وارتفع سقف الطموح عاليًا؟ هل كان تريند وانتهى فى صبيحة اليوم التالى أم أن الأمر ما زال يستحق المزيد ؟؟



فى بلادنا الطيبة وفى سنواتنا الأخيرة أصبحنا نستيقظ كل صباح لنتابع تريند جديدا وقصة مختلفة عن قصة اليوم السابق. ولكن هذه المرة يبدو أن التريند الأخير لمتحرش المعادي تستحق أن نتوقف عندها بعض الوقت قبل أن ننتقل إلى تريند آخر فلم تكن مجرد حادثة فردية عابرة وإنما هى جرس إنذار جاء فى توقيته ليفتح الجميع هذا الملف الشائك المؤجل منذ حين حول الشخصية المصرية وما أصابها فى السنوات الأخيرة من تغيرات سلوكية حادة باتت تنذر بكثير من مثل تلك الحوادث الشاذه على مجتمعنا المصري.

فى كتب السياسة وتاريخ الأمم نعلم أن ثقافة الشعوب تتغير بدرجات متفاوتة فى أعقاب الثورات أو الحركات التحررية أو عند احتلاله أو حتى تغيير انظمة الحكم وهو ما يستلزم دائمًا من المثقفين إعادة ضبط بوصلة الفكر وضمان بناءالانسان لتظل الهويه ثابته ضد رياح التغيير ويظل المجتمع حتى وإن تغيرت أنظمته الحاكمه محتفظًا بقيمه وموروثاته وشكله بين الأمم .. هذا ما يجب أن يحدث او ما كان يجب أن يبدا منذ سنوات ونحن نواجه هذا الغزو الفكرى وتلك الثقافه الدخيله على مجتمعنا الشرقى دون أن ننتبه إلى أن هويتنا المصرية والعربية تضمحل مع الوقت بفعل فاعل او بعدم التعامل مع ملف أعادة بناء الأنسان بما يستحق من أهتمام كافٍ يضمن بقاء الشخصية المصريه عند الحدود المسموحة من التغيير بما يحافظ على هوية الشعب وخصائصه السلوكيه وأنماط حياته ومقوماته الأخلاقية.

يبدو أننا تأخرنا بعض الشىء ولكن أن تأتى متاخراً افضل من أن لا تأتى ابدًا . فليكن ملف أعادة بناء الأنسان المصري هو الشغل الشاغل لكل من يعشق هذا الوطن . لتكن ثوره شامله تعيد للأنسان المصري شكله الحضارى المميز الذي عرفه العالم طوال قرون بعيدًا عن هذه الأنماط التي باتت تحاصرنا يوميًا فى طرقات المحروسه ونحن لا نعرفها شكلًا ولا فكرًا . مازال بناء الأنسان يا ساده هو السبيل إلى البقاء وما زالت العقول الفارغه لا تقيم ولا ترفع أى بنيان.

فى زمن تسوده الرداءة والابتذال فى الفن والفكر وشتى دروب الثقافة مع ضعف أو عدم ملاءمة الخطاب الديني للعصر لا بد أن يحدث هذا ويبقى الرهان دائمًا على أصحاب الفكر والمخلصين لهذا الوطن أن يبذلوا قصارى جهدهم لتغيير هذا الواقع بفن وفكر وثقافه وإعلام وخطاب دينى يعيدوا للأنسان المصري وللأجيال الناشئه تلك الهويه المميزه حتى لا نفاجأ كل صباح بمثل هذه التريندات والحوادث الأليمه وكأنها تحدث لأول مره . كثيراً من العمل قد يفيد الآن قبل فوات الأوان . حفظ الله مصر الغاليه . حفظ الله الوطن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز