كمبوديا التي لا نعرفها.. كادت تصبح من عجائب الدنيا السبع!
من أهم الوجهات السياحية التي يتطلع الكثيرون إلى زيارتها دولة كمبوديا، التي تحظى بثقل على الصعيد السياحي ولها مكانة كبيرة على خريطة السياحة العالمية، ويتطلع كل الرحالة العالميين إلى السفر إليها، بل ويضعونها على رأس قائمة الأماكن التي يرغبون في زيارتها.
ومن أهم آفاتنا- كعرب- أننا نهتم عند السفر إلى جنوب شرق آسيا بالأماكن التي بها شواطئ جميلة فقط مثل تايلاند وماليزيا، ولا نضع في خطتنا كمبوديا وفيتنام، فكمبوديا من أجمل المناطق كما أنها تمتلك شواطئ لا تقل في جمالها عن تايلاند وبالي.
واليوم تعرفنا الرحالة المصرية، نهلة عوض، على كمبوديا كما لم نرها من قبل، فالمهتم بسفر مختلف لرؤية أمكان وأشياء أثرية وقديمة عليه السفر إلى مدينة seam reapt في كمبوديا لزيارة انجكور وات، التي رُشِّحت أكثر من مرة لتكون ضمن عجائب الدنيا السبع، وهو مكان من معالم التراث المسجل في يونسكو، ويعد أكبر أثر ديني في العالم، على مساحة 1.5 كيلومتر مربع، وبه عدد ضخم من المعابد.
وأشارت نهلة إلى معبد Ta prohm الذي يعد من أشهر معابد المدينة، ويبدو وكأنه ابتلعه الشجر، فمع مرور الوقت تسلق الشجر المباني وجذوره وفروعه أصبحت على المباني، فاضطروا لترك الشجر حتى لا تسقط المباني.

ومن روعة هذا المكان تم تصوير أحد أفلام الممثلة الأمريكية أنجيلا جولي، ولقوة تأثير الميديا أصبحت شهرة المعبد كاسم الفيلم Tomb Raider الذي ساعد على تنشيط السياحة هناك.
كما يوجد معبد Bayon الشهير بأعمدته، حيث يضم 54 عمودًا، يحتوي كل منها على 4 أوجه لبوذا، كلها وجوه مبتسمة وتبقى منها 204 من أصل 216 وجهًا لبوذا.

أما angkor wat فيعتبر أشهر معبد فيها وهو المعبد الرئيسي، حيث يزوره الآلاف من حول العالم حتى يروا شروق الشمس من منتصف عمدانه، خصوصًا في شهر سبتمبر، ولكنه يحدث يوميا ويأتي آلاف من السياح ليشاهدوا ذلك، ويقفون من الثالثة صباحًا يشترون التذاكر ليشاهدوا هذه اللحظات الفريدة، حتى إن التذاكر هناك مقسمة إلى فئات، فتوجد تذكرة اليوم الواحد وتذكرة لثلاثة أيام، وتذكرة لأسبوع كامل بسبب مساحة المنطقة والمدينة الكبيرة، التي يوجد بها معمار قمة في الإبداع وأثري ويستحق أن يكون من عجائب الدنيا السبع.
وأشارت الرحالة نهلة عوض، إلى أن المدينة بها شيء آخر لا يهتم به الكثيرون، ولكنه مبهر، وهو قرية صغيرة عائمة تتعرض لسيول 6 أشهر سنويا، وتغطيها السيول تمامًا لدرجة أن القرية تتحول لأكبر بحيرة في جنوب شرق آسيا أثناء الـ6 أشهر.

وقد تغلب السكان هناك على ذلك، حيث بنوا المنازل على عمدان خشبية طويلة جدًا أعلى من ارتفاع المياه، لتتحول حياتهم إلى المعيشة على مراكب أو المنازل، حتى أماكن عبادتهم، وقد أقلموا حياتهم على ذلك، حتى الغابة استغلوها لمزار سياحي يزورنها من خلال مركب بـ5 دولارات للفرد تقودها سيدة تجدف بيدها وتلامس الشجر من فوق بسبب ارتفاع المياه.
وتعرفنا نهلة على تاريخهم المؤلم الذي سوف تعرفه عند زيارة المكان، فقد قتل الحاكم في السبعينيات ما يقرب من نصف الشعب- حوالي 3 ملايين من تعداد البلد- بطرق بشعة، كلها تعذيب، وتوجد أماكن للزيارة في العاصمة شهدت هذه المجازر التي كانت تحدث في صمت، وذلك أن الحاكم أراد فرض قوانين جديدة وتفريق الأسر عن بعضهم وتطبيق الشيوعية.

وبعد مرور 4 سنوات على المجازر أنقذهم الخارج، لكن بعد قتل نصف الشعب، ووجدوا الجثث والجماجم المقتولة، وهو أسوأ من كونه احتلالًا.



