عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء 

دينا توفيق
دينا توفيق

من يراها يجدها عنيدة ومتمردة، مصممة على النجاح، كارهة للظلم ورافضة السكوت عنه.. “حواء” واجهت في حياتها سلسلة من التحديات لكنها رفضت أن تهزمها الحياة...تخبطت كثيرا لكنها كانت تملك الإرادة القوية التي جعلتها تستكمل المشوار دون ضعف أو استسلام.



 

كان لي الحظ ان ألتقي بالسيدة “نرمين أبو سالم” وهي نموذج رائع للتحدي والارادة، لديها ثلاث أبناء، لم يهزها عدم استقرار حياتها الزوجية بل أن هذا الأمر زادها قوة وجعلها تتحمل المسؤولية ولم تتوقف عن العمل وأخذت دورات كثيرة ونجحت في الحصول على العديد من الشهادات مما جعلها تكتسب مهارات عديدة.. ”نرمين” لم تكف عن الحلم أبدا وبعد أن كانت تعمل في مجال السياحة، غيرت مسارها المهني الى إدارة الموارد البشرية الذي حققت فيه نجاحا باهرا.

وكان أبرز أعمالها هو ما قامت به في عام 2016 من تأسيس جروب على “الفيس بوك” سميته “Egyptian ٍSingle Mothers” أمهات مصر المعيلات. 

وهدفه الرئيسي هو تسليط الضوء على قضية الأم المعيلة في مصر وخلق مجتمع آمن لها وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وجلب كل أنواع الدعم لها ولأبنائها...وقد تبنت “نرمين” تلك القضية بكل حب وإخلاص بداية من عمل مناظرات على الهواء مع رؤساء محاكم ونواب برلمان حول قانون الأسرة وما يمثله من انتهاكات صارخة لحقوق الأم والطفل، لتوفير آلاف المحامين المتطوعين، لعمل برامج الصحة النفسية للأم والطفل.

ونجحت “نرمين” في توفير مئات الآلاف من الجنيهات وسداد ديون مئات الغارمات ودفع مصاريف المدارس وعلاج بعض الأمهات وتدريب البعض منهن مع توفير فرص العمل لهن.. والأهم من هذا هو رسم الابتسامة على وجوه تلك النساء وإعطاء الأمل من جديد لكل سيدة أو طفل تعرض للظلم.

” نرمين” لم تكن حياتها سهلة بل كانت مليئة بالكفاح والابتلاءات لكنها لم تكف عن التحمل بالرغم من هشاشة روحها ونجحت في تحقيق حلمها وكان شعارها دائما:

 it’s never too late”  فالوقت ليس متأخرا أبدا لتحقيق كل ما نتمناه، وليس هناك أجمل من جبر الخواطر وهذا ما تؤمن به “نرمين” لأنها على ثقة أن الله سيجبر بخاطرها بسبب مساعدتها لكثير من الأمهات المعيلات.

أنت أيضا يا “حواء” يجب عليكى أن تتمسكي بحلمك حتى في أصعب الظروف، فأبواب السعادة والنجاح كثيرة ومستحيل أن تغلق جميعا في وجهك، كل ما عليك هو أن تبحثي عنها جيدا. وتفاءلى يا عزيزتي فالتفاؤل دواء فعال لجلب السعادة والنجاح.. ومهما تعثرتى، لا تتوقفي عن الحلم أبدا مادام الشغف في قلبك.

فاذا وجدت من يقف في طريقك، لا تحزني أو تيأسي واجعلى من تلك الصعاب أحجارا تبنى بها سلما للوصول الى حلمك. يا “حواء” لا أملك في هذا اليوم الذي هو عيد لكل امرأة الا أن أدعوكى الى أن ترددي أمام نفسك بصوت عال: أنا أستطيع، سأحقق أحلامي وسأنجح وسأفرح وسأبتسم كثيرا وسأفعل كل الأشياء الجميلة والرائعة التي أريدها بإذن الله.

تأكدي يا عزيزتي أن الذين سيسخرون أحلامك الآن سيسألونك لاحقا كيف قمت بتحقيقها! فكونى من الذين يرفضون التوقف والاستسلام مهما كبرت جروحهم وكوني من المقاومين الذين يؤمنون بالوصول الى أحلامهم مهما تكالبت عليهم الأيام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز