عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
طبقوا "الطوارئ" 

طبقوا "الطوارئ" 

16 عاما هي الفارق بين ميلاده واستخراج شهادة وفاته .. 16 عاما ما بين كلمات التهاني والتبريكات بقدومه وكلمات النحيب والعزاء علي رحيله .. فرح الأبوين بمولده ليس فقط لأنه مولود ذكر ولكن الزمن أثبت أنه من الرجال فآبى أن يكون مثل أبناء جيله يلعب ويلهو في الشوارع والطرقات، ولكنه طفل متحمل للمسؤولية لا يتفوه إلا بالصدق والحق فكان مثل البذور المخفيه في الزهور.



ففي مشهد يدمي القلب تعرف الأب علي جثة أبنه -الذي اختفى منذ 3 ايام- وهو فاقد للوعي لا يرى احد ولا يسمع صوت احد إلا أحمد الأبن والأخ والصديق، فكان يملأ البيت حياة وحبا وجمالا، فمعارك القلب بالألم تفوق الوصف والحقيقة تفوق الخيال، ولسان حاله يقول بأي ذنب قتل أحمد بأي ذنب غدر به .. فهل جزاء الإحسان القتل وسفك الدماء.

أم ثكلى وأب مكلوم وقفوا يستقبلون الاف المشيعين لجثمان ابنهما إلى مثواه الأخير في مشهد ربما يتكرر في الأيام القادمه اذا استمر دفن الرؤوس في الرمال وقبلنا بالوضع الكارثي الذي آل اليه مركزنا دار السلام بسوهاج بعد أن انتشرت فيه المخدرات وتجارة الشابو  بين الصغار والكبار،  فليس هناك أحد في مأمن مما يحدث.

ففي صباح يوم اكتشح بالسواد ذهب مزارع إلى أرضه فوجد طفل بين الزراعات مبتسم مثل الملائكه لكنه لاينطق بكلمه لأنه جثه هامده ..ابلغ رجال الشرطة فانتقلوا الى موقع الحادث وتمت المعاينه ونقلوا الطفل إلى مستشفى دار السلام واحضروا والده لكي يتعرف عليه بعد أن كان ابلغ عن اختفائه.

خرج الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 16 عاما إلى الدنيا وهو يحمل صفات الرجال فطلب من والده السفر لكي يشتغل لكن والده رفض واتفقا معه على أن يأتي له بتوك توك يعمل عليه. 

بدأ الشغل وقلبه كله أمل أن يكبر المشروع فواصل العمل ليل نهار فقد قارب علي تحقيق الأمل لكنه لم يضع في الحسبان غدر الزمن .. فشياطين الانس كانوا له بالمرصاد فطلبوا منه توصيلهم الي أحد الأماكن فذهب ببراءة الأطفال معهم .. فتخلصوا منه من اجل الحصول علي التوك توك. 

مات أحمد ونحسبه من الشهداء ولا نملك إلا أن نقول ما يرضي ربنا انا لله وإنا اليه راجعون ،فخالص العزاء لإسرته وذويه ومحبيه .. لكن موته فضح الجميع وكشف الستار عن وجهنا القبيح بالصمت والتستر علي الفاسدين.

جريمة هزت أركان كل أب وأم في المركز لأننا لم نشهدها من قبل، جريمة يريد أن يرى الجميع الجناة وهم ينفذ فيهم حكم الله بالإعدام في ميدان عام .. جريمة تستدعى تطبيق قانون الطوارىء علي كل تجار المخدرات ومعاونيهم وهم معروفين بالاسم والعنوان، لأن خطرهم علي الأسرة والمجتمع لا يقل عن خطورة الإرهاب والإرهابيين. 

طبقوا قانون الطوارىء على المجرمين الذين يخلقون جيل من المدمنين، فكيف يعيشون في طمأنينة لمجرد غياب الدليل، فهذه ليست دعوة للانحراف في التطبيق وانما دعوة للإصلاح من آجل مستقبل افضل .. فالأمة تفقد هويتها عندما ينحرف شبابها عن الإخلاق، فالشمس لن تشرق علي أمة فقد شبابها الأمل والعزم والغيرة والهوية، حافظوا علي الشباب لإنهم براعم الربيع لشجرة المجتمع.

فهذا بلاغ مني لكل رجال الأمن أنقذوا ارواح الإبرياء قبل أن تزهق وتسيل الدماء في الشوارع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز