عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: عيد المرأة في روسيا له مكانة خاصة

أحمد فايز
أحمد فايز

كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، هذا اليوم في روسيا له مكانة خاصة، فهو أحد أكثر الأعياد المحبوبة والتي يحتفل بها الشعب الروسي على نطاق واسع، باعتباره تقليدًا شعبيًا يهنئ فيه الرجال أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وزميلاتهم في العمل، وفي كل عام يتحوّل عيد المرأة العالمي إلى تظاهرة شعبية، منذ أن احتضنه الشعب السوفيتي في مطلع القرن الماضي، وتوارثته الأجيال في روسيا على مر العقود، حيث يعبّر فيه الرجال عن تقديرهم لدور المرأة في المجتمع، ولا يمكن لأي رجل تجاهله وإلا لن ينجو من العتاب.



 

لكن من جاء بفكرة الاحتفال بهذا اليوم، ولماذا في الثامن من مارس؟ وماذا عن اليوم العالمي للرجل؟

 

بداية ظهور اليوم العالمي للمرأة:

تعود فكرة الإجازة إلى الناشطة في الحركة العمالية الألمانية والدولية كلارا زيتكين لأول مرة، 28 فبراير 1909، حيث احتفلت الولايات المتحدة وفقا لإعلان الحزب الاشتراكي الأمريكي، تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في الولايات المتحدة في 28 فبراير، وظلت المرأة تحتفل بهذا اليوم كل آخر يوم أحد من ذلك الشهر حتى عام 1913، وبعد عدة سنوات اشتعلت الاحتجاجات النسائية في روسيا من أجل الخبز والسلام، وهو ما غيّر تاريخ الاحتفال بيوم المرأة العالمي، ليصبح في الثامن من مارس، وهو اليوم الذي منحت فيه الحكومة المؤقتة حينها المرأة الروسية حقها في التصويت عام 1917، ومنذ ذلك الحين، أخذ يوم المرأة بعدًا عالميًا جديدًا بالنسبة إلى المرأة في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.

 

وظهر هذا العيد بداية بمثابة احتفال سياسي يرمز لنضال النساء حول العالم من أجل حقوقهن، والحصول على المساواة مع الرجل ونيل الديمقراطية وحرية الاختيار والعيش بسلام، لكن مع مرور الزمن تراجعت الدوافع السياسية لهذا العيد وأصبح مجرد عيد اجتماعي وإنساني للتعبير عن تقدير المرأة والحب لها.

 

وأصبح عيد المرأة العالمي عطلة رسمية في روسيا منذ العام 1966، واستمر كذلك حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

 

 

لماذا 8 مارس؟

في عام 1975، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 8 مارس يومًا للاحتفال بإنجازات المرأة في جميع مجالات الحياة والاحتجاج على بقايا عدم المساواة.

 

 

هل يوجد يوم عالمي للرجل؟

من المعتاد تهنئة الرجال والشباب في روسيا في يوم 23 فبراير رسميًا، هذا هو يوم الجيش والمحاربين القدامى في القوات المسلحة الروسية، ولكن في الوعي الجماهيري، يُنظر إليه تقليديًا على أنه يوم جميع الرجال بالطبع، وهو عيد مهم جدًا لدى الشعب الروسي.

 

كيف يتم الاحتفال بهذا العيد في روسيا؟

يوم الثامن من مارس هو عطلة رسمية في روسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وغالبًا ما يحتفل بهذا العيد الربيعي الجميل ضمن نطاق الدائرة الأسرية مع وجبة احتفالية يقوم الرجال بتقديم الهدايا لأمهاتهم، زوجاتهم، جداتهم، أخواتهم، بناتهم أو حتى من الممكن لزميلاتهم في العمل أو الدراسة، ويوجد بعض الرجال ممن يحبون التعبير عن امتنانهم بطريقة مختلفة، حيث يقومون بدلًا من النساء ببعض الأعمال المنزلية بدءًا بغسل الصحون وانتهاءً برعاية الأطفال، فيقدمون يومًا من الراحة والنقاهة للمرأة، حيث يمكن أن تحتفل بيوم كامل من الهدوء.

 

وتعرض وسائل الإعلام الروسية السير الذاتية لنساء بصمن التاريخ الروسي وشهد لهنّ العالم أجمع بالفرادة والتفوق، كالإمبراطورة "كاترينا العظيمة"، التي حكمت روسيا بين العامين 1762 و1796، ورائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيريشكوفا، التي كانت أول امرأة تصعد إلى الفضاء في العام 1963، وفيرا موخينا، التي تعد واحدة من أعظم النحاتين في العالم، والشاعرة الروسية الخالدة أنا أخماتوفا، وعالمة الرياضيات الشهيرة صوفيا كوفاليفسكايا، وغيرهن من النساء الخالدات.

 

الهدايا التي تقدم للمرأة الروسية في هذا اليوم:

الزهور: وهي الهدية الأكثر شعبية، وغالبًا ما تكون التوليب أو الورود الجورية الحمراء أو الميموزا الصفراء (نوع من الزهور الصفراء الكروية الصغيرة، ينمو على ساحل البحر الأسود)، وهي هدية مثالية للمرأة الروسية في هذا اليوم، وليلة الاحتفال بهذا اليوم، يتوافد الرجال بشكل يثير الانتباه على محلات بيع الورود التي تجد أمامها طوابير من الأشخاص ينتظرون دورهم لاقتناء باقة من الورد.

 

علب الشوكولاتة:الشوكولاتة اللذيذة المغلفة بطريقة جميلة، مع بطاقة مكتوب عليها بضعة أسطر من الشعر.

 

العطور ومستحضرات التجميل: وهي أيضًا خيار رائج، والقائمة تطول وصولًا للمجوهرات (طبعًا بحسب مكانة المرأة بالنسبة للرجل.(

 

لا شك أن المرأة الروسية أثبتت، على مر العصور، قدرتها على تجاوز الصعاب والتغلب على التحديات، وهي لم تتوان في النضال من أجل خدمة قضايا أمتها، على قدم المساواة مع الرجل، وظلت محافظة على دورها داخل الأسرة، من دون أن تتنازل عن مشاركتها الفاعلة في بناء مجتمع يليق بثقافة روسيا وتاريخها، لتنحت تاريخًا خاصًا بها، أصبح مدعاة فخر للأمة الروسية في شتى العلوم والميادين.

 

وعلاوة على دورها المميز داخل الأسرة، وتحملها أعباء تربية ورعاية الأبناء، والاهتمام بأمور البيت، تضطلع المرأة الروسية بدور مميز في المجتمع، من خلال نشاطها وحضورها الوازن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلًا على حضورها الثقافي الفريد.

 

المرشد السياحي العربي في روسيا

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز