عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: مفيش فايدة

نشوى سلامة
نشوى سلامة

فاكرين كراسات زمان كان مكتوبا على الغلاف الخلفي لها ايه، كان مكتوب ارشادات عامة، زي حب الوطن واحترام الاخر واتقان العمل، وكانت أحلى جملة بحب أقراها واعمل بيها حقًا هي جملة بلدتي جميلة ونظيفة، ولما كبرت فهمت إن دي حاجات موش بس بنتعلمها ونكتسبها، انما دي حاجات بتتولد معانا زى طبعنا كده حاجة في الجينات، وبتتأثر طبعا كيفية العمل بيها من شخص لآخر طبقًا لما يحيط به، يعني ممكن نلاقي شخص نسى تماما كل الارشادات دي ولا بقى فارق معاه نظافة ولا جمال، ونلاقي شخص تاني في نفس الظروف لكن موش قادر يتخلى عن التحلي بالنظافة والجمال من داخله.



 

ده بيفسر لنا مثلا عند انتقال أسرة من مكان غير نظيف وغير آدمي إلى مكان أكثر تحضرًا بنلاقيهم بسرعة جدًا بيحولوا الجمال إلى قبح وبينقلوا معاهم اسلوب معيشتهم اللى اعتادوا عليه وأصبح شيئا ملاصق لتكوينهم وممارستهم لحياتهم، بل والأكثر سوءًا أنهم يستهجنون غيرهم من اللذين يستجيبون للتغيير والارتقاء وكأنهم طفرة مجتمعية، فهل يا ترى ذلك يأسًا متراكمًا جعلهم يزيدون في نسف أي مظهر متحضر من جراء تجارب حياتيه نتاجها دائمًا وابدًا انه مهما عملنا مفيش فايدة؟

 

في المدن الجديدة، مثلا يتحمل السكان ضريبة كل شيء بدءًا من نظافة الطريق المؤدى للمدينة وانارته وتشجيره وانظمة التأمين والحراسة ومقابل وجود سيارة مثلا ونظافتها إلى نظافة العقار وصيانته المستمرة وكذا الحدائق المحيطة إلى كل ما اختار الساكن بمحض ارادته الانتقال له والتمتع به، ولا يتخاذل أحد عن دفع هذا المقابل الا بعض الاعداد صاحبة الممارسات الخاطئة التي تشوه كل جميل والتي تستهجن الارتقاء، فهؤلاء لا يمكن أبدًا ان يتخلوا عن ثقافتهم المتأصلة، فتجد أن هذه المدن الجديدة وما يماثلها يتجه نحو انهيار منظومته، وتبدأ الخدمات المقدمة في التراجع، ويتأثر الجميع بالرغم من التزام البعض.

 

وتفشل التجربة ونعود إلى المربع صفر مرة أخرى ويبهت القبح على الجمال، وبدلا من تكرار النماذج بجودتها، نجد انفسنا دخلنا في دائرة مجتمعات يتحداها الفشل ويقوى عليها الانهيار.

 

دعونا نتخذ من قصة المدينة نموذجًا ونحاول تطبيقه على كل شيء يمكن أن تقوم به الدولة، هل سيدفع المواطن مقابل ما يريد التمتع به. هل الدولة ستقوى على من يهدم او يخرب، ام ستتراجع؟، فبالتالي ستصبح كل المشروعات غير كاملة، بها عيوب، ولن تعود بالنفع على أي مواطن فيظل شعوره بالسخط قائم وهكذا نفس الدائرة التي لا نفرغ منها وكل ذلك بسبب بعض المواطنين للأسف اللذين لا يحسنون صنعًا ولا يتركون من يعمل يحسن صنعًا، ولكن إلى متى سنظل نحاول تحسين حياة المواطن الذي يجتهد في إفسادها، حقًا بدأت أؤمن بما قاله سعد زغلول: مفيش فايدة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز