عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

لا يستطيع أحد أن يجزم ما إذا كانت “حواء” سعيدة بالفعل أم لا.. فالابتسامة لا تفارق شفتيها، تبدو أمام الناس مرحة، تلمع عينيها دائما وهي تضحك لكنها عندما تصبح بمفردها تغيب شمس الابتسامة عن وجهها وتلمع عينيها ولكن بسبب الدموع التي تأبى أن تسقط على وجنتيها...فهي بالرغم مما تعرضت له من خذلان، إلا أنها قررت التصالح مع نفسها وترميم جروحها وعلاجها شيئا فشيئا.. أما الذي تخلى عنها وخذلها، فكان يجب أن يخرج من حياتها ليفسح المجال لأشخاص أكثر صدقا واخلاصا.. هؤلاء فقط الذين يستحقون البقاء في حياتها.



لقد اقتحمت أيها الرجل حياة “حواء” وفرشت لها الأرض ورودا وقطعت على نفسك وعودا عجزت عن الوفاء بها...ليس هناك مبررا يا عزيزي للتلاعب بمشاعر امرأة وكسر خاطرها.. لقد فتحت لك الباب وهي كلها ثقة أنك ستحافظ عليها وتظل دائما بجانبها.. لكن للأسف، كانت لك حسابات أخرى وفكرت بأنانية شديدة وتركتها في منتصف الطريق.

التقيت بسيدة كانت تستمد قوتها من أطفالها، فكلما أحست أنها ستنهار، تذكرت أطفالها، فتصبح أكثر قوة وصلابة.. تعرضت للخداع، صدقت أكاذيب كثيرة، وفى النهاية تخلى عنها أكثر شخصا وثقت به لمجرد أن مشاعره قد تغيرت.. فكان سهلا عليه هدم كيان الأسرة.

فهل يمكن يا “حواء” لمثل هذا الشخص الوثوق به مجددا؟! انه لا يستحق يا عزيزتي فرصة ثانية...فدخوله في حياتك مجددا بمثابة كابوس ستعاودين رؤيته، فمن خذلك مرة لن يتردد في أن يخذلك مرات عديدة بعد ذلك...لأنه لا يعرف معنى الوفاء.

وبالرغم من هذا، قامت تلك السيدة بغض بصرها عن تلك الحقائق لتعطى فرصة ثانية لمن لا يستحقها، فكانت النتيجة خيبة أمل جديدة.. ويبدو أن من كان يطالب بفرصة ثانية أراد تدمير ما لم يتم تدميره في الفرصة الأولى ومع مرور الوقت، أدركت “حواء” أن الثقة عندما تنهار لن تعود ولو أخذت ألف فرصة...نحن نمنح الفرص لأننا لا نريد أن نخسر من نحب ولكنهم في الحقيقة يخسرون فرصهم حين يظنون أن ما نقدمه من عطاء سيستمر للأبد. فلا تحزني يا “حواء” فأنتى أجمل من أن يهزمك بكاء أو موقف أو كلمة.. أنتى أقوى من أن تتنازلي عن ابتسامتك في سبيل اسعاد من لا يستحق...وإذا طويت صفحة الماضي من حياتك، لا تعودي للنظر اليها من جديد، و اعلمى أن من يحبك بصدق، لن يرحل عنك حتى لو أقسم على الرحيل، من يحبك بصدق سيبقى بجانبك حتى النهاية، وسيظهر فيك صفات جميلة أنتى نفسك لم تلاحظيها من قبل، سيحبك بكل عيوبك ومزاياك. فلا تثقي مرة أخرى فيمن خان العهد، واطردى من حياتك الشخص الذي جعلك تدفعين ثمن وجوده من صحتك ونفسيتك، اطردى من كان سببا في تشويه أيامك الجميلة.. يا “حواء” ان كل ذنبك هو أنك أحسنت الظن به يوما! لكن هذه هي الحياة يا عزيزتي، لن نتعافى دون أن نتألم ولن نتعلم دون أن نخطئ ولن ننجح دون أن نفشل.. قد تشعرين الآن أنك لست بخير ولكن تأكدي أن هذا الشعور لن يستمر طويلا.. ولابد أن يأتي اليوم الذي تنسى فيه كل ما مضى فاذهبى حيث يرتاح قلبك، اذهبى حيث ترغبين أنتى، حيث تشعرين بالأمان والاطمئنان، ولا تأخذي اتجاه مجبرة عليه حتى وان كنت ستمشين فيه بمفردك.. وعندما تطرق أبواب قلبك لا تسارعين بفتحها قبل التأكد من أن الطارق يستحق الدخول.     

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز