عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حسن الرشيدي يكتب: الإعلام بين الشطط.. والتسلل

من يمسك الميكروفون سواء كان يعمل بالإذاعة أو التليفزيون.. أو يمسك القلم ليكتب في الصحافة وفي أي وسيلة إعلامية.. لا بد أن يدرك أبعاد كل كلمة يقولها أو يكتبها.. ومدى تأثيرها على الناس.. لأن كلمة شاذة واحدة يمكن أن تسيء لدولة أو شعبها.. أو تؤدي لقطع علاقات بين دولتين.. وكلمة واحدة يمكن أن تهدم أسرًا.. أو تشوه صورة مجتمع.



فالإعلام يمكن أن يبني ويساهم في نهضة الدولة.. ويمكن أن يخرب ويسقط دولًا.. لذلك فإن الإعلامي يجب أن يكون مدركًا لمردود كلماته.. ومدركًا لما يمكن إذاعته وبثه.. وعلى وعي بما لا يجوز بثه ونشره.

فالإعلامي يجب أن يكون إنسانا متزنا عاقلا في المقام الأول.. يزن الكلمات قبل إطلاقها وبثها.. ولا يجوز أبدًا أن يطلق كلمات عن قصد أو جهل لمجرد استعراض معلوماته.. أو أفكاره التي قد تكون تافهة أو مغلوطة وشاذة.

وللأسف الشديد.. هناك إعلاميون تحولوا إلى نجوم رغم أنهم لا يدركون قيمة الكلمة وشرفها.. ولا يعون أهمية الإعلام في التعبير عما يجرى في المجتمعات.. ولا يبالون بالخطر الجسيم لدور الإعلام عندما ينساق وراء الشائعات ويساهم في التخريب.

هناك إعلاميون لا يفرقون بين ما يقال على ألسنة شلة الأنس.. أو قعدة مصطبة.. وبين ما يصلح بثه وإذاعته.. للإعلام ضوابط وأصول يجب الالتزام بها.

حرية التعبير.. والرأي واجبة وحتمية.. لكنها في نفس الوقت مسؤولية.. فلا يجوز أن أسلم ميكروفون الشاشة أو الإذاعة لمجنون أو معتوه مخبول.. فالكلمة مسؤولية.. ولها ضوابط وليست مطلقة.. فالإعلامي يجب أن يدرك أنه يخاطب الناس.. بمختلف شرائحهم.. ويخاطب عقولًا وضمائر وأذواقًا مختلفة.

الإعلامي يجب أن يدرك أنه يخاطب جمهورًا بينه من هم أكثر علمًا منه.. وأكثر فهمًا وذكاء.. فلا يجوز أن يستهين أو يستخف بعقل أي فرد أو شريحة من الناس..

بعض الإعلاميين يطلقون كلامًا أو أفكارًا مغلوطة وشاذة.. بغرض جذب المشاهدين.. بغض النظر عن التأثير السلبي لكلماتهم وأفكارهم.. وهؤلاء يمثلون خطرا على المجتمع.

وبعض أصحاب القنوات يسلمون الشاشات لمن يدفع أو يجلب إعلانات أكثر.. حتى لو كان يفتقد أبسط مبادئ الإعلام ولا يدرك معنى ومفهوم الرسالة الإعلامية.

هناك من تسلقوا.. وتسللوا للعمل الإعلامي.. بغرض الشهرة.. والأضواء.. رغم أنهم لا يعون معنى الإعلام.. ولا يعرفون أبسط قواعده وأصوله.. وقد وجدوا من يفتح لهم الأبواب ويفسح لهم المجال.. وهناك نجوم إعلام فقدوا عقولهم.. وأثارت شهوة المال جنونهم.

مطلوب.. المراجعة والغربلة   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز