عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء 

دينا توفيق
دينا توفيق

لا توجد شجرة لم يهزها ريح، ولا توجد امرأة لم يهزها فشل.. لكن توجد أشجار صلبة وتوجد نساء قويات.. والغريب أن يكون أحيانا أحب الناس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا.. وكلما كان العطاء كثيرا، كان الخذلان أشد إيلاما. التقيت بسيدة على قدر كبير من الكفاءة وتحتل مركزا مرموقا في أحد البنوك، تحملت وحدها مسؤولية ابنها الصغير بعد انفصالها عن زوجها.. كانت تلعب دور الأب والأم معا، واجهت العديد من المشكلات في حياتها وتعرضت كثيرا للخذلان.. فعندما  فتحت قلبها من جديد بحثا عمن يعوضها عن الحب المفقود تم التلاعب بعواطفها.. كانت تحتفظ بأحلامها الجميلة تحت وسادتها وتتمنى منك أيها الرجل أن تشاركك إياها لكن يبدو أنها أضاعت عمرها في صنع أجنحة تطير بها لتصل إليك.. وعند وصولها، قمت بقص أجنحتها وكسرها علنا.. لقد تألمت “حواء” كثيرا لأنها أخذت تتلقى الطعنات مما أسكنته قلبها، ووهبته الحب والمشاعر الصادقة وبنيت معه أحلاما ثم خذلها فى النهاية لأنه ببساطة لم يكن على قدر المسؤولية وليس هناك أقسى من هذا الرحيل الذي يأتى بلا مبرر، فهو يردى القلب سريعا.. وبالرغم من هذا، لم تستسلم تلك السيدة لكنها ظلت صامدة من أجل طفلها وصممت على النجاح فى عملها والقيام بالأشياء التي تسعدها سواء كان الخروج مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة.. المهم أن تكون أكثر قوة وصلابة.



 

قد نحاول كثيرا الاحتفاظ بأشخاص قدر استطاعتنا لكنهم يتسربون من بين أيدينا ويتساقطون كحبات الماء التي نحاول جمعها دون جدوى.. والمشكلة هى عندما تقع النساء فى حب الشخص الخطأ لأنها لا تنتبه بما فيه الكفاية لعلامات التحذير فى العلاقة أو قد تعتقد أنها بامكانها تغييره وجعله شخص أفضل وكما قال أنيس منصور: اذا لم تجعلك العلاقة بمن تحب شخصا أفضل، فأنت مع الشخص الخطأ. فلا تدعين يا “حواء” أى شخص يقف فى طريق نجاحك بأى شكل من الأشكال ولا تعطى اهتماما كبيرا للأشخاص الذين يحاولون إحباطك أو هز ثقتك فى نفسك.. بل كونى دائما راضية وفخورة بنفسك ليس سهلا يا عزيزتى أن تكونى قوية خاصة عندما تدمر الحياة خططك أو تسير عكس مما تتمنين لكن المرأة القوية تعرف كيفية العثور على قوتها الداخلية للتماسك والتمكن من المضى قدما بشجاعة وهدوء.. وبصراحة شديدة، فاننى اليوم أحزن كثيرا على مقدرات الرجولة التي بدأت بالتلاشى التدريجى.. فهناك بعض التغيرات التي أصابت الكثير من الرجال حيث أرى شيئا مختلفا جدا عما يجب أن يكونوا عليه بل وتربينا عليه واحترمناه.. فأصبحنا نرى أجسادا منتفخة بفعل البناء العضلى وكبسولات الطاقة وعقولا فارغة لا تفقه شيئا..كل همهم هو سرقة قلوب النساء باسم الحب، مثل هؤلاء لن يترددون يا “حواء” في اغتيال مشاعرك بمنتهى الاستهتار واللامبالاة، لذا تعلمى أن تختايى رجلا لا ينسحب حينما يراك حزينة ويتحمل غضبك حتى ولو كنت عنيدة.. اختارى رجلا أنيق فى مشاعره، شريف فى أخلاقه، اختارى رجلا يغرقك حبا واهتماما.

 

وابتعدى يا عزيزتى عن الرجل الذي لا يعرف ثقافة الاعتذار لأنك ستجدين نفسك مضطرة بعد ذلك أن تغفرى له أخطاء ارتكبها فى حقك ولا يرى جدوى من الاعتذار عنها.. إن مشاعرك يا حواء لم تخلق لتهان او تدهس فهى غالية وثمينة، فلا تهديها الا لم يصون قلبك ويقدره.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز