عاجل
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
«فى عيدها 103».. ليلى مراد على الشاشة = صوت وردة + حضور سعاد!!

«فى عيدها 103».. ليلى مراد على الشاشة = صوت وردة + حضور سعاد!!

مرّ عيد ميلاد ليلى مراد قبل أيام بهدوء لا يليق أبدًا بما قدمته لنا قيثارة الغناء، التاريخ الموثق يؤكد أنها أغلى نجمة عرفتها شاشة السينما العربية - كانت ولا تزال - أجرها يقف فى المقدمة عند مقارنته عالميًا بأعلى أجور كانت تحصل عليها فى الأربعينيات نجمات هوليوود، أنفقت بسخاء فى زمن الشباب والوهج، ثم عانت الكثير فى زمن التوقف والانزواء.



 ابتعدت عن التمثيل عام 55 وعاشت بعدها 40 عامًا، أى أن سنوات الظل امتدت أكثر من سنوات الضوء، إشعاعها لم يخبُ أبدًا، قبل نحو عام أو أكثر أزاحوا الستار عن تمثال كامل برونزى يوضع فى مدخل مدينة «مرسى مطروح»، حيث غنت فى فيلم «شاطئ الغرام» واحدة من أشهر أغانيها «رايداك والنبى رايداك»، والتي تقول فى أحد مقاطعها بكلمات صالح جودت وتلحين الموسيقار المظلوم فى تاريخنا المعاصر أحمد صدقى: «يا ساكنى مطروح/ جنية فى بحركم/ الناس تيجى وتروح/ وأنا عاشقة حيكم»، فأطلق الناس على الصخرة التي صورت عليها تلك الأغنية «صخرة ليلى مراد»، ونعتوا الشاطئ الذي تُطل عليه بـ«الغرام»، ولا تزال مدينة مرسى مطروح، مدينة لليلى مراد بكل هذا الحضور فى الوجدان الشعبى.

لم ألتق الفنانة الكبيرة، ولكنى حاولت أكثر من مرة، تحدثت إليها تليفونيًا لإجراء حوار، وكانت تأتى الإجابة من خلال من أطلقت  على نفسها الخادمة، لترد باقتضاب: «الست ليلى مش موجودة الآن»، وقبل أن أطرح السؤال الثانى تأتى الإجابة: «ما أعرفش ح ترجع إمتى»، كنت مدركًا أنه صوت ليلى مراد، إلا أنها أغلقت تمامًا باب التواصل مع الصحافة، وكل وسائل الإعلام، صارت تُنكر نفسها، ولم تدرك ولا أدرى كيف؟ أن نبرات صوتها من المستحيل أن تخطئها الأذن، ولهذا بين الحين والآخر كنت أكرر السيناريو، ليس من أجل أن يحن قلبها على صحفى صغير يريد أن يحقق سبقًا صحفيًا يتباهى به على صفحات «روزاليوسف»، خاصة أن المسافة بين بيتها فى جاردن سيتى والمجلة بضع دقائق سيرًا على الأقدام، تضاءل كثيرًا أملى فى الحوار ولكن لم يتبدد أملى أبدًا فى الحنين إلى سماع صوتها وهى تؤدى دور خادمة ليلى، هى قطعًا لم تعتزل الغناء كما روجت «الميديا» وظلت حتى الثمانينيات تسجل أغانى فى الإذاعة المصرية، ولكنها فقط قررت ألا يتم تصويرها، والبرنامج الذي سجلته مع بليغ حمدى « جديد فى جديد» وتذاع مقاطع منه أحيانًا على «السوشيال ميديا»، أوقفت وقتها عرضه لأنها لم ترض عن صورتها.

ليلى حالة خاصة جدًا، لو لم تكن هناك سينما ما كان من الممكن أن نحظى بهذا الكنز الغنائى، رصيدها فى الحفلات قليل جدًا، بسبب خجلها من مواجهة الجمهور،  شاركت العديد من المطربين بطولة الأفلام مثل محمد عبدالوهاب ثم محمد فوزى، وكانت فى طريقها لبطولة فيلم أمام عبد الحليم، وشرع فعلًا الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس فى كتابته، ولكن تعثر المشروع إنتاجيًا، كاميرا السينما هى التي وثقت لنا ليلى مراد مطربة.

 فى تسجيل تم تداوله مؤخرًا سألوا ليلى مراد عن خليفتها فى السينما الغنائية، هل هى وردة أم سعاد حسنى؟ فقالت «وردة صوت ولكنها لا تملك الحضور كممثلة، وسعاد حسنى حضور ولكنها لا تجيد الغناء».

 عقبت فاتن حمامة  فى تسجيل آخر: «لن نجد أبدًا من يعوض غيابها عن الشاشة ولن تأتي أبدًا ليلى مراد أخرى». رصيد ليلى 28 فيلمًا صار أغلبها علامات فى السينما الغنائية، فهى ملهمة للجميع، يصنعون من أجلها أفلامًا، مثلما طلب منها نجيب الريحانى وهما فى المصعد، أن يلتقيا فى فيلم قبل أن يرحل فكتب لهما أنور وجدى «غزل البنات» ولم يشاهد نجيب الريحانى الفيلم !!.

قُدمت حياتها قبل 11 عامًا، فى مسلسل تليفزيونى، «قلبى دليلي» لم يلق نجاحًا يُذكر، الناس لم تقتنع بأن هناك من يمكن أن تعيد لنا ليلى مراد، ابنها الممثل والمخرج زكى فطين عبد الوهاب كان بصدد كتابة سيناريو يتناول حياتها، إلا أن المأزق الذي أوقف استكمال المشروع، كيف يجد بطلة لها طلة ليلى مراد؟، ولا يزال البحث جاريًا عن تلك الطلة المستحيلة، إنها جِنيّةُ بحرٍ تقفز للدنيا مرة واحدة فى التاريخ، وبعدها تعود متلألئة إلى أعماق أعماق البحر، ونظل طول العمر ننتظرها على شاطئ «مطروح»، كل سنة وليلى مراد تبهجنا وتسعدنا وتزيل همومنا بصوتها الآسر وطلّتها الساحرة !!

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز