عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

غريب أمرك يا “حواء” فاليد التي غدرت بك لم تزدك الا قوة وصلابة.. واليد التي كانت تنتظر فشلك أصبح يزعجها ضجيج نجاحك.. لقد تجاوزتِ التحديات الصعبة، وكلما اعتصرتك الهموم تخرجين منها بسلام حتى أصبحتِ أكثر قدرة ودراية في مواجهة الحياة.



 

كان لي الحظ أن ألتقي سيدة تستمد قوتها من عملها لأنه يشعرها بالأمان وهي السيدة سلوى نور الدين، التي تعبر من خلال الفرشاة والألوان عما بداخلها من مشاعر، فالرسم يجعلها تواجه صعوبات الحياة بنفس راضية وإذا لم يعجبها الواقع فهي تقوم بتغييره إلى خيال أجمل بكثير.. تلك السيدة التي كانت ترسم من سن الرابعة، حققت حلمها وقامت بتأسيس “المرسم” لتعليم الأطفال فن الرسم وتنمية مهاراتهم.. لم تستسلم للمشاكل التي كانت تواجهها وعندما وجدت نفسها تتحمل مسؤولية ولدين بمفردها، صممت على أن تستكمل المشوار بإرادة وتحدٍ.. فكان عملها هو درع الأمان بالنسبة لها، شاركت في معارض كثيرة وحققت نجاحات كبيرة في حياتها كما أسعدت العديد من الأطفال الذين التفوا حولها من أجل إتقان فن الرسم.

 

سلوى ليست مجرد رسامة لكنها نموذج لقوة الإرادة.. لقد توقفت طويلا أمام لوحة رسمتها بعنوان “سأنجو”.. تلك اللوحة عبارة عن وجه لسيدة تنظر بعينيها نظرة كلها تحدٍ.. صفاء السماء في عينيها.. تبدو وكأنها تقول للعالم: لن يكسرني أحد.. وسأظل صامدة، بالرغم من أن ملامحها البريئة تعكس حزنا عميقا.

 

أنتِ أيضا يا حواء يمكنك أن تغيري الواقع إذا لم يعجبك.. ابحثي عما يسعدك ويرجع البسمة لوجهك الحزين وقومي بتنمية أي موهبة لديك وانزعي قيودك التي فرضت عليك الحياة بشكل لا يناسبك.. وتأكدي يا عزيزتي أن السعادة ليست بعيدة عنك، بل إنها توجد من حولك. فالرضا سعادة، الصداقة سعادة، راحة البال سعادة.. فلتصنعي سعادتك بيدك.. ولا تضيعي وقتك في النظر إلى الوراء، فيظهر لك الماضي الذي يزعجك بل انظري إلى الأمام لأن المستقبل ينتظرك.

 

لكن لا تتعجلي الأمور، فالجرح الذي أصابك في قلبك لا يقل ألما عن أي جرح آخر إن لم يكن أشد، والتعافي منه يأخذ وقتا.. فلا داعي لإخفاء الألم يا عزيزتي فالاعتراف به هو أول الطريق لعلاجه بشكل سليم.

 

أما الطاقة التي بداخلك وكانت تذهب هباء في أرض غير خصبة، فبوسعك توجيهها الآن لبناء نفسك وإطلاق العنان لقدراتك.. ليس هناك أسهل يا حواء من التعثر في ظلمة ذكرياتك السيئة التي تشبه الرمال المتحركة تجذبك بقوة إلى الأسفل، لكن الصعب هو أن تتخطى تلك الذكريات وتنظرين إلى نفسك نظرة إيجابية.. وثقي أنك قادرة على القيام بذلك.. فبعد كل تجربة مؤلمة نزداد قوة.. فلا تتوقفي أبدا عند سطر حزين.. فقد تكون النهاية جميلة.. ولا تبحثي عن الحب بين ضلوع الآخرين بل ابحثي عنه بين جنباتك فهو موجود بداخلك أنتِ لا بداخل شخص آخر.. واعلمي أنك لست نصفًا لتنتظري أحدا يكملك، أنت مكتملة بذاتك حتى إن جاء شخص في حياتك، فما هو إلا نجم يزين سماءك وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية!  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز