عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: طقم سفرة فرعوني.. يزيّن متاحف روسيا

أحمد فايز
أحمد فايز

يُعد طقم السيرفيس الفرعونى المعروض في متحف الدولة للخزف داخل المجمع المعماري الفني"عزبة كوسكوفو" الواقعة شرق موسكو- حي فيشنيكي، واحدً من الأعمال الخزفية المتميزة في الفن التطبيقي فى القرن التاسع عشر، ولا يوجد مثيل له فى العالم ، تم صنعه في المصنع الإمبراطورى" مصنع البورسلين الفرنسي - سيفر" مابين عامي 1804-1806.



تعود فكرة تصنيع السيرفيس إلى البارون"دومينيكو فيفانت دينون"، و تلبية لتعليمات الإمبراطورنابليون الذي كان مستشارًا ثقافيًا شخصيًا له، ثم عُيين مديرًا لمتحف اللوفرفى وقت لاحق،كما أنه شارك في الحملة الفرنسية على مصرعام 1798،ورسم العديد من الإسكتشات لمصر،واقترح استخدام رسوماته ، التي نُشرت عام 1802 في ألبوم النقوش بإسم " رحلة في مصر السفلى والعليا "، كمصدر رئيسي لمواضيع الرسومات، والمدهش فى الأمر أن طقم السيرفيس الفرعونى كان مخصصاً لحملة الجيش الفرنسي على مصر،على الرغم من عدم تمثيل الموضوعات العسكرية فى أى من أشكاله أو رسوماته. 

 

 

 

 

كتب المؤرخ الفرنسي" ألبرت فاندال" في القرن 19 عن اللقاء الذي تم مابين الإمبراطور ألكسندرالأول و نابليون بونابرت : "أنه في هذه الاجتماعات التي إستمرت لعدة أيام ، كان نابليون دائمًا يقود المحادثة ويديرها، تحدث نابليون عن انتصاراته الأولى التي ضربت العالم ،عن حملاته في إيطاليا ومصر، ولاحظ أن قصص الحملة الفرنسية على مصر أذهلت خيال الإمبراطور بدرجة عالية ووصفه بالرومانسي، ووعد بإهداء طقم السيرفيس الفرعونى إلى الإمبراطور الروسي"، أوفى نابليون بوعده وأرسل طقم السيرفيس الفرعونى إلى القصر الشتوى للإمبراطور الروسي "وينتر بالاس" بمدينة سان بطرسبرج مع مجموعة من الهدايا الثمينة كهدية دبلوماسية إلى الإمبراطور الروسي تكريما لإبرام تحالف بين روسيا وفرنسا، معاهدة تيلسيت عام  1807.

 

 

 

 

طقم السيرفيس الفرعونى اشتمل على 136 شكلاً مختلفة الأشكال والزخارف، مجموعة كاملة من المعالم الأثرية المصرية المصنوعة من البورسلين الأبيض غير اللامع وكانت رسومات البارون "دينون" بمثابة نموذج لبعض الأواني الفريدة من نوعها مثل: أطباق الحلوى على شكل كرة على كفوف أسد ،جرة السكر برأس فرعونية ،وقام النحات ألكسندر براشارد )أول من جسد الرسومات المصرية( بعمل أربعة من التماثيل عبارة عن شخص مصري يحمل سلة فواكه على رأسه، بالإضافة إلى نماذج من المعابد القديمة فيلة ودندرة وإدفو، وأعمدة وأبراج وأشكال كباش مقدسة من معبد الكرنك ،وتمثالا "ممنون" ،ومسلات من الأقصر، وشاركهم العمل المهندس المعماري "جان باتيست لوبير" وهو أيضًا أحد المشاركين في الحملة الفرنسية على مصر.

 

 

 

 

أما الرسم الزخرفى فقد قام به مؤلف الرسومات ، المهندس المعماري" ثيودور برونيار"، سطح الطقم مغطى بالكامل بالذهب، جنبًا إلى جنب مع اللون الأزرق،واستخدم الهيروغليفية المصرية القديمة وعلامات الأبراج والعناصر الهندسية والنباتية في التزيين الذهبي.

 

يمكن تتبع التأثير غير المباشر لـ طقم السيرفيس الفرعونى على تطويرالخزف الروسي من خلال  الرسام وفنان الفنون الزخرفية والتطبيقية ، الرسام الأول لمصنع الخزف - سيفر "سويباتش جاك فرانسوا جوزيف دي فونتين"، والذي تمت دعوته  لرئاسة ورشة الرسم في مصنع الخزف الإمبراطوري في سان بطرسبرج عام 1815، والذي أصبح الفنان الرئيسي لمصنع الخزف الإمبراطوري في سان بطرسبرج.  

 

لاحقاً تم نقل طقم السيرفيس الفرعونى إلى )مخزن مستودع الأسلحة( متحف السلاح بالكرملين- موسكو حالياً ، حيث كان يتم الإحتفاظ بالهدايا الملكية ،وفي عام 1924 تم نقله إلى متحف الدولة للخزف الواقع داخل المجمع المعماري الفني"عزبة كوسكوفو" بموسكو، وفي عام  1929تم إرسال 10 قطع منه إلى متحف الإرميتاج بسان بطرسبرج.

 

"طقم السيرفيس الفرعوني" تحفة فنية لا مثيل له ، كما أنه واحداَ من أشهرعشرأطقم سيرفيس في العالم.

 

- المرشد السياحي العربي في روسيا  

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز