عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.علي موسى يكتب: جبرُ الخواطر.. الفريضة الضائعة

علي موسى
علي موسى

يُقال ان الإنسان كالزهرة، لا تتفتح إلاّ مع من تحب وتطمئن، فإذا رأيت تَلاشي الضوء بداخلِ احدهم شيئًا فشيئًا.. حدثه كثيرًا عن مزاياه الخفية، حدثه كثيرًا عن جمالِ قلبه، حدثه كثيرًا عن الجزءِ المضيء بحياتهِ والمنطفئ رغمًا عنه، لأن جبر الخواطر عبادة وإماطةِ الأذى عن مشاعرِ الناس وقلوبهم لا يقلُ درجة عن إماطةِ الأذى عن طريقهم، لاحظوا الكلمة "جبر الخاطر" وعكسها كسره، والجبر عادةً يُشار بهِ إلى العظم وهو أكثر ما يؤلم ويتشوه بجسدِ الإنسان عند كسره، لذلك نضع له جبيرة، والمعروف إنهُ لا يلتئم بسهولةٍ وأحيانا يترك شروخًا وندوبًا عميقة، لذا سُميّ بالجبرِ والمواساةِ لأنه يحتاج وقتًا ثمينًا وتصبرًا مرًا ولن يتأتى ببساطةٍ لأن عمق الجبر الروحي في الخاطر هُنا موجع، والخاطر هو القلب باعتبار ان ما نتداوله لغويًا في لحظاتِ الخلاف الطفيف بأن فلانًا أخذ على خاطره: اي انه حزِن وقلبه تأثر.



 

ولا شك أن بذاكرةِ كل إنسان منا حُفِرت قلوبًا حانية وشخوصا لها الدور الفاعل في نسجِ خيالاته والعمل الدؤوب على ابهاج حياتهِ بمواقفٍ محفوظة سواء بالقولِ أو الفعل، أو ربما برسالة وفكرة، هذه المواقف تُحفَظ وتؤرشف كدلالةٍ فطريةٍ على السموِّ وعظمة القلب، وسلامة الصدر وترويض الاوجاع التي يُعلن فيها الإنسان انتصاره الحتميّ على "اناه المتضخمة" تلك الورم السرطاني الذي لن يترك الجسد إلاّ وهو منخورًا وعليلًا ومرميًا على فراشِ الوحدةِ والنسيان.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز