عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد عمر بالحمر يكتب: "مكة"

احمد عمر بالحمر
احمد عمر بالحمر

يصعد بي الشارع ويهبط بين تلك الجبال ، السلسة التي شكلت جدرانا وحوائط تحمي ذلك البيت العتيق، رغم وعوره تضاريسه ألا أنني اشتقت له ، شوقا لا يوصف ، شوقا عظيم يليق به.



 

وأنا على هذه الحال بين الصعود والهبوط يعلن برج الساعه الشاهق صاحب الميناء الاخضر توقيت وصولي ، ساعة الدخول وتوقيتها الذي انتظرته قرابة العامين، لم يطل انتظاري فقد ظهرت إحدى مناراته  التي طالما أنارت الطريق  وما زالت تنير درب المسلمين أجمع.

يرتفع الاذان عاليًا، الله أكبر الله أكبر، يعلو الصوت كلما اقتربت منه أكثر، يرجع صداه بين الجبال التي سُوِيت بالأرض ، لم تُسَّوى أرضه كي يتسع مداه، بل  حتى تصل تلك التكبيرات والصلوات إلى العالم الكبير .

ولئن سألتني من فعل ذلك لقلت لك المآذن والكلمات التي خرجت منها لتزيل تلك الصخور والجلاميد وتساوي بها سطح الأرض .

فضل عظيم أن يكتب الله لك زيارة البيت الحرام  ، جاء الوباء واغلق جميع الأبواب وما زال باب الرحمن مفتوحاً ، باب لن يغلقه شيء حتى يشاء الله . لم تكن زيارة عادية بل كانت استثنائية ، شعرت بأن صحن الطواف قد حيز لي ولمن كان معي، كان عددنا قليلا لا يصل إلى المائة، حتى الطواف كان مميزاً لا يفصلك الناس والجموع عن تلك الكعبه فهي قريبه بينك وبينها الهواء والدعوات.

 

حتى الصلوات كانت مختلفة دوت مكبرات الصوت وصبت الآيات في جسدي صبا ، أخذت نصيب من كان غائبا ، فكان الحمل ثقيلا يصعب حمله ، تشعر بأنك ستخر في اي لحظه من ذلك الوزن ، تجربة وحالة تمنيت بأن ينال تجربتها جميع المسلمين . 

أما الآن فانا أكتب ما حصل لي، كالذي يفيق من حلم جميل ونسى معظم تفاصيله، هذا ما ذكرته هذا ما بقي في عقلي وقلبي وقاوم النسيان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز