عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حســـم إرهـابيـــة.. وماذا عن الإخوان؟!

حســـم إرهـابيـــة.. وماذا عن الإخوان؟!

غريبة.. أدرجت الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضى ما يسمى بحركة حسم على قوائم الكيانات الإرهابية لعلاقتها بالإخوان.. لكن ماذا عن جماعة الإخوان نفسها؟ 



القصة فيها طرافة.. ولطافة.. ونموذج على التخاذل الدولى فى مواجهة الإرهاب. 

حسم إرهابية (وهذا صحيح) فهل الإخوان ليسوا كذلك؟!

إذا كانت العلاقة بالإخوان أهم أسباب إعلان حسم إرهابية.. فالسؤال: «لماذا تماطل الولايات المتحدة للآن، فى إعلان الإخوان جماعة إرهابية بالثلث.. ونص وثلاثة أربع؟

قرار إدراج حسم وما يسمى بولاية سيناء (أنصار بيت المقدس قبل تحالفها مع داعش)، ولو أنه مهم، بما يترتب عليه من حصار اقتصادى لمليارات من أموال الإرهاب الحرام المتداولة فى المنطقة والعالم، إلا أن هذا لا ينفي أن القرار جاء متأخرًا.. مما يفتح الباب أمام علامات استفهام كثيرة ومهمة أولها: لماذا الآن؟ ولماذا حسم بالذات.. فيما كيانات أخرى إرهابية.. تتغافل عنها قوائم الإرهاب الأمريكية؟ 

لماذا تأخر قرار أمريكا أكثر من 5 سنوات (منذ الإعلان عن حركة حسم) لحصار حركة ثبتت مشاركتها فى أعمال إرهابية؟ لماذا لم يصدر القرار فى حينه، فور ثبوت تداول حسم وتعاملها وتناقلها أموالا قذرة حول العالم من تركيا لإيران، ومن تركيا وإيران لبنوك غسيل الأموال فى الشرق الأوسط.. فى شبكة تشعبت حتى وصلت الولايات المتحدة.. وأوروبا منذ سنوات؟ 

أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى.. هذا صحيح، لكن الإشارة مهمة إلى أن القرار الأمريكى بحظر حسم، لم يصدر (خالصًا لوجه الله). 

 يعنى لم يصدر القرار فى إطار رغبة أمريكية (حقيقية) فى مكافحة إرهاب الإخوان، ولا الجماعات المتحالفة والمتعاونة، بقدر ما يبدو كما يقول الخبراء أنه صدر تمهيدًا لمرحلة جديدة من السياسة الأمريكية تجاه تركيا.. فى المستقبل القريب، وعلى أعتاب فترة حكم رئيس جديد للولايات المتحدة. 

هى سياسة المكاييل المختلفة مرة أخرى. والدوائر التي حظرت حسم الآن لعلاقتها بالإخوان، باعتبارها إرهابية، هى نفسها الدوائر التي تُقيم محادثات من آن لآخر، مع المنتمين للإخوان.. باعتبارهم معارضة!

 

( 1 )  

كما يبدو، فإن القرار الأمريكى صادر فى اتجاه آخر.. هو فقط ملفوف فى علبة هدايا فاخرة.. ومزوق بالقص واللزق الملون! 

الإرهاب إرهاب.. والإخوان أخطر وأضل سبيلا. حسم إرهابية صحيح.. لكن هل هناك شك فى أن الإخوان قتلة، وتجار أوطان، وتجار دماء.. ومعتادو إجرام. 

حظر حسم وترك الإخوان طرافة ما بعدها طرافة.. ونكتة.

حسب خبراء، صدر حظر حسم، الآن ليس فقط تضييقًا على تركيا، إنما فى إطار سلسلة مفترض تصاعدها من أدوات ضغط من واشنطن، على أنقرة لإجبارها على فك تشابكات رسمية وتعاون متزايد مع إيران (وصل للقمة الفترة الماضية). 

تحركات التعاون التركى الإيرانى، فى تصاعد بيانى على خريطة المنطقة، لذلك فإن حظر أموال حسم باستثمارات تابعة لها بالملايين فى البنوك التركية، يعنى ضربة لأسواق المال التركية، بتحذيرات أمريكية غير مباشرة تستهدف بشكل أساسى التكشير عن أنيابها تجاه تحركات التعاون الإيرانى التركى فى المقام الأول.

حظر حسم يعنى حصار مليارات الدولارات من أموال تلك الحركة فى البنوك التركية، وحظر أرباح التعاملات الممتدة منها إلى إيران.. امتدادًا للكيانات المالية المتعاونة فى شرق آسيا.

أغلب أموال حسم فى تركيا، وأغلب عمليات إدارة أموال حسم تعمل من تركيا، وتنطلق حول العالم (وصولا إلى أمريكا نفسها) خروجًا من الأراضى التركية. 

إن جيت للحق.. لم يستهدف القرار الأمريكى ضرب جماعة إرهابية، بقدر ما استهدف توجيه ضربة على الظهر للاقتصاد التركى، الذي لم يتوقف عن الترنح.. الأعوام الأخيرة. 

الإدراج على قوائم الإرهاب الأمريكية يعنى حصارًا ماليًا لجميع أصول وحسابات وتعاملات جميع الشركات والأشخاص من أرباح أنشطة مالية وإيرادات وكل ما يتعلق بتلك الكيانات فى بنوك العالم (حتى الأنشطة الخيرية وجمعيات المجتمع المدنى التابعة للكيان المحظور). 

لذلك يبقى القرار الأمريكى طعنة بسيف طويل فى خاصرة اقتصاد تركى يتداول مليارات من أموال الإرهاب الحرام. يعنى طعنة لأنقرة، أكثر منها اعتراف أمريكي أو إجراء من واشنطن لتجفيف منابع الإرهاب. 

 

( 2 ) 

وضع اسم (وأموال) القياديين بحسم الإخوانيان يحيى إبراهيم، وعلاء السماحى على قوائم حظر التعامل المالى على مستوى العالم، بموجب القرار الأخير، يعنى إخراج أكثر من 650 مليار دولار (مبدئيًا هو حجم تعاملات الكيانات التابعة أو المتداولة على أموال حركة حسم) من السوق التركية.

بالمناسبة، حتى الآن، هناك إشارات إلى أن أكثر من ربع أرقام تلك الاستثمارات مشتركة مع طهران!

ما يسمى بحركة حسم، هى كيان إرهابى دموى، مقرب من جماعة الإخوان الإرهابية، وضم عددًا من عناصر الجماعة من الشباب، بعد ظهوره عام 2014 على خلفية ثورة المصريين على الإخوان. 

تبنت حسم عمليات إرهابية مختلفة فى الشارع المصري، أشهرها اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات، ومحاولة اغتيال مفتى مصر السابق الدكتور على جمعة. 

القيادى فيما يسمى حسم علاء السماحى مصري الجنسية، متواجد على الأراضى التركية الآن، بعد هروبه عام 2013، ومن على الأراضى التركية يدير علاء أكبر كيانات مالية متصلة بأموال الإخوان الحرام، مدعومًا من الدوحة.

وفى عالم إدارة أموال الإخوان السرى فى المنطقة، يوصف السماحى بأنه أهم جسور التعامل غير المباشر بين شركات إيرانية كبرى، وبين بعض أصحاب الأموال فى الولايات المتحدة.. عبر وسطاء أتراك.. وآسيويين! 

والسماحى أحد كوادر تنظيم اعتصام رابعة المسلح، وينسب إليه المسؤولية عن تجهيز الاعتصام بالسلاح، وتدريب عناصره للتعامل مع السلطات المصرية فى حالات الاشتباك. 

أما (يحيى موسى) ثانى الأسماء المدرجة على قوائم الإرهاب من قياديي حسم، فهو طبيب مصري، إخوانى الهوى والنشأة والتنظيم. انضم إلى الجماعة شابًا، وتدرج فى المناصب القيادية، حتى وصل إلى عضوية ما يسمى بمكتب إرشاد الجماعة. 

بعد وصول الإخوان للحكم (فى سنوات ما يعلم بها إلا ربنا) عين موسى متحدثًا باسم وزارة الصحة، وشارك هو الآخر فى اعتصام رابعة المسلح، وأشرف على تحصين الاعتصام، وهرب قبل فض الاعتصام بساعات إلى تركيا. 

فى أنقرة، تقلد موسى عدة مناصب إشرافية على استثمارات إخوانية وأدار أموالها، وتعاملاتها ما بين بنوك شرق آسيا وبنوك أوروبا، عن طريق شركات الأوراق المالية فى جزر البهاما.

حسم إخوانية.. وقيادات حسم إخوان. أموال حسم أموال إخوان.. وإرهاب حسم هو نفسه إرهاب الإخوان.. فكيف يجرمون حسم.. ويتباحثون مع الإخوان؟!

 

من مجلة صباح الخير

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز