عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عندما نقض الميثاق
بقلم
هند عزام

عندما نقض الميثاق

تداول رواد السوشيال ميديا، عقد اتفاق زواج يروج له أحد المحامين، تحت عنوان "زواج التجربه"، من أجل خفض معدلات الطلاق، مفاجأة أذهلتني أن يصل الأمر من عدم الثقة إلى هذا الحد المخزي، وأصبحنا في قاع المجتمع أخلاقيًا، ومن هنا أرى أن العقيدة التي تقوم عليها مؤسسة الزواج، عندما تصل إلى تحرير عقد اتفاق من قبل الزواج، لما هو أساسي، بل نص القرآن عليه، فهذا يعكس أننا أمام أزمة مجتمعية تجاوزت كل البديهيات.



  

العقد تضمن فيه الزوجة في الحصول على الطلاق متى أرادت إذا خالف ما تم الاتفاق عليه، ومنها إنفاق الزوج عليها وعلى الأبناء، وتخصيص مصروف لها وغيره من البنود المتعلقة بحقوقها والأبناء حتى بعد الطلاق! 

هنا يوضح أن لدينا مخالفات قبل أن تكون أخلاقية فهي دينية فآيات القرآن نصت على تلك النقاط بوضوح بكتاب الله، ومنها قوله تعالى بسورة البقرة "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن".

وفي سورة النساء قوله تعالى "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض".

وفي سورة البقرة قوله تعالى: "ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا". 

ديسمبر 2019 نوه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأزمة المجتمعية، وفي رسائل أطلقها للمرأة في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، خلال جلسة تعزيز دور المرأة الإفريقية لتحقيق السلام والأمن والتنمية، والتي دعا فيها إلى تعزيز دور المرأة واحترامها وتقدير دورها ووجه حديثه للرجال قائلاً: "كونوا بحق رجالًا، الرجال مروءة، شهامة، اعتدال وتوازن، أنحني احترامًا وتقديرًا للمرأة".

كما أكد أنه بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية قال "لن أوقع قانون لا ينصفكم"، وأكد على مكانة المرأة التي يجب أن تستحقها ويرفضها بعض الرجال. 

وقد تناولت في مقال سابق، وقتها، أن حديث الرئيس ينطوي على الحفاظ على حقوق المرأة وحديثه ضد كل من تسول له نفسه بالتعرض للمرأة، وكلماته تكشف "عوار" فكر بعض الرجال ويتصدى للرجولة المصطنعة، وأن رأس الدول الذي يوجه ويواجه المشاكل الاجتماعية.. وهنا تبرز نقطة أخرى المتابعة الجيدة من أعلى قيادة بالدولة للتحولات المجتمعية، والعوار الذي أصاب الأسر المصرية، المشاكل شديدة السوء التي ملأت السوشيال ميديا في الجروبات الخاصة بالسيدات التي تشهد ما تحدث عنه الرئيس وواجه بقوة في كلمته من ضرورة التعامل بشهامة ورجولة تجاه المرأة رسالة لمن يعي أو متبقي لديه قدر من الفهم أو القدرة علي التفكير رساله ضمت شقين تقدير المرأة وإعلان عن حفظ حقوقها، التي يحاول بعض المبتورين فكريًا، هذا ما تناوله من أكثر من عام، ولم يخطر ببالي أن أرى يوميًا عقد اتفاق ما قبل الزواج في مجتمعنا، قديمًا كانت الكلمة عهدًا. 

وهنا تذكرت  قصيدة للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي على لسان، التي كتبها منذ أكثر من 50 عامًا عن أهميه الكلمه في إحدى مسرحياته الشعرية، وجاءت كالآتي:

أتعرف ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

الكلمة لو تعرف حرمة

زاد مذخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة

عيسى ما كان سوى كلمة

أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم!

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤولية

إن الرجل هو الكلمة

شرف الرجل هو الكلمة

شرف الله هو الكلمة

كما تذكرت حديث شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن كون العبادة هي الأخلاق، وهنا نرى أن المجتمع أصبح يحتاج علاجًا فوريًا أخلاقيًا وتربويًا ونفسيًا للبعض، مع ضرورة أن تكون دورات تأهيل الزواج، التي قدمتها دار الإفتاء إجبارية، واعتبرها أحد الحلول، فأتذكر صديقة مسيحية التحقت بالكنيسة، بمثل تلك الدورات، وانتهت إلى تركها خطيبها قبل الزواج، والحل الثاني هو تغليظ عقوبات القانون بشكل أكبر ضد الزوج لبتر المشكلة من البداية فمن لديه نية سوء لعرقلة الانفصال أن يعي أن الأمور ستزداد تفاقمًا، إلى جانب ما قدمه القانون للمرأة في الحصول على حقوقها وحقوق الأبناء كاملة. 

وفي النهاية، أن تلك الأزمة تبدأ حلها بتربية الأبناء لينشأوا على التحلي بالأخلاق، وأن يتحمل الشاب المسؤولية، وأن تتحرى الفتاة جيدًا ممن ستتزوج. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز