عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

مهما كبرت المرأة، ستظل طفلة في داخلها تسعدها الكلمة الطيبة.. وتحتاج دائما إلى الاهتمام.. ولا تكبر أبدا على الحنان. فإذا أردت أيها الرجل أن تكسبها، فيجب أن تدللها كطفلة ثم تطرق قلب الأنثى، لكن إياك أن تطرق قلبها دون أن تحمل معك حقائب الاهتمام لأن الإهمال يقتلها.. المهم أن تدرك جيدًا طبيعتها، فهي قد تتظاهر بالقوة لكنها تملك قلب طفلة مهما كبرت تحتفظ ببراءتها، فإذا غضبت تعود طفلة صغيرة، والأطفال ساعة الغضب لا يحتاجون سوى الأحضان.. إن "حواء" يا عزيزي مثل الزهرة كلما رويتها بالحب والاهتمام، ازدادت نضجًا وأصبحت أكثر أنوثة.. ولن ترى جمالها إلا إذا أحببتها بصدق.



 

فاحذر الاستهانة بها إذا جرحتها فخلف ضحكتها الواسعة ألم تخفيه سرا داخلها.. وخلف بهجتها المصطنعة حزن لم تسمح له بالظهور، بل وقد تخفي قوتها وراء ضعفها وتنتظر اللحظة المناسبة التي تأخذ فيها حقها.. فلا يغرنك طبعها الهادئ، فربما كان الهدوء الذي يسبق العاصفة.. وإذا تغيرت مشاعر "حواء" تجاهك فلا تلُم إلا نفسك، وتأكد أنها ظلت أوقاتا كثيرة تعطيك المبررات وتتحمل إهمالك لها حتى جاءت اللحظة التي قررت فيها أن تخسرك وتكسب نفسها.. فقد كنت يا عزيزي رجلا عليها وليس لها.. كانت علاقتكما تتكسر كل يوم شيئا فشيئا ولكن بصوت غير مسموع.. لقد ارتكبت جرما كبيرا في حقها عندما جعلتها تتساءل: هل أنا سيئة إلى هذا الحد؟ لقد تحولت إلى قاض في نظرها بعد أن كنت سندها.. فبدأت تخاف من مستقبلها معك.. وصارت تشعر بالوحدة رغم وجودك معها وتفكر ألف مرة قبل أن تحكي لك ما تشعر به.. لقد خسرت يا عزيزي حبًا من الصعب أن تعوضه.. كانت "حواء" تحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الرعاية والاستماع إليها وتقدير مشاعرها.. ألا تعلم أيها الرجل أن الاهتمام أفضل من الحب، فإن كنت لا تتقن الاهتمام، لا تتحدث عن الحب.. فالحب يا عزيزي ليس كلمات منمقة ولا أشعار يكتبها شاعر، فالحب هو أن تتقن فن الاهتمام دون أن يطلب منك.. ولا تجعل غرورك يصور لك أنك ستحتفظ بامرأة تعطيها القليل من الاهتمام، لأنها إذا رحلت عنك ستجد من يمنحها الاهتمام الذي تريده كاملا.

 

لقد صدقنا للأسف أكاذيب خاصة بالزواج تقول إننا نتوحد ونصبح شخصا واحدا، والحقيقة أننا اثنان لكن نحتاج إلى خلق طريق مشترك تتوحد فيه أحلامنا وطموحاتنا ويستند كل منا على الآخر لمواجهة الأزمات، مع احترام كل طرف لكيان الطرف الآخر.

 

باختصار أن الحب سلوك تراكمي يكبر كل يوم بأشياء بسيطة تجعل الحياة أكثر بهجة.. فهو لا يعني أبدا القيام بأشياء بطولية، إنما ممارسة الأشياء الاعتيادية بحنان..

فإذا أردت أيها الرجل امتلاك قلب امرأة، لا تتكلم بحب بل تصرف معها بحب!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز