ناهد إمام
ليست حبرًا على ورق !!!
دائما كنا نسمع عن طرح مبادرات فى مختلف المجالات، وللأسف لم تكن تلك المبادرات ترى النور..بل كان موقعها الطبيعى، هو الرص والتكدس داخل الأدراج، وكأن المقصود من طرحها ..”مجرد العنترية..والمنظرة..بصرف النظر عن مدى إمكانية تحقيقها من الأساس”!!.
ولكن - نحمد الله - الآن أصبحت المبادرة يتم طرحها على مستوى قومى من خلال رئيس الجمهورية الذي يتابع بنفسه تنفيذها مع الوزارات والجهات المختصة ؛ بل على العكس يصدر أوامره لتوفير آليات التنفيذ.
ومن الواقع العملى ؛ حديثى عن المبادرة القومية لإحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي؛ التي تم طرحها مؤخرا ؛ لتحقيق العديد من الفوائد ملخصها تحقيق عوائد مالية بتخفيض إنفاق الطبقات المتوسطة والفقيرة على الوقود ؛ وبيئية بتقليل تلوث الهواء؛ واقتصادية بالعمل على خفض فاتورة إستيراد النفط من الخارج.
أعود مرة أخرى إلى حديثى عن تلك المبادرة؛ وآليات التنفيذ السريعة التي تم اتخاذها؛ وكانت من أهمها؛ إقامة أول معرض لتكنولوجيا تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة.
وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ والذي حرصت فيه القيادة السياسية أن يتضمن جميع أطراف تنفيذ المبادرة من الشركات المختلفة للسيارات فى حال الإحلال؛ وأيضا شركات الغاز المختلفة فى حال التحويل إلى الطاقة النظيفة.
وأخيرا عدد كبير من البنوك لعرض طرق وبرامج التمويل والتسهيلات التي تقدمها للعميل، كل تلك الآليات تم تجميعها خلال ذلك المعرض الذي أقيم على مدى 3 أيام؛ وكنت أتمنى أن تطول فترته حتى يتاح للجميع زيارته.
وبفضولى الصحفى؛ لم امنع نفسي من زيارة المعرض؛ حتى أرى بعينى تلك الكوكبة المجمعة التي تحقق وسائل تنفيذ المبادرة ؛ وبالفعل ذهبت بصحبة أخى وابنته ؛ فى اليوم الثالث وهو آخر أيام المعرض، وتجولت بدون أن أفصح عن هويتى؛ وتفاخرت بالمعرض كثيراً.
ولكن كانت هناك بعض الرتوش التي اكتشفتها؛ من بينها ؛ أن بعض السيارات التي تم عرضها بالمعرض؛ لا تشتمل علي غاز وسيتم تحويلها الي غاز بعد شرائها وهذا معناه ان موتور هذه السيارة لم يتم تصميمه من الأساس علي العمل بالغاز !! وبالتالى كانت تحتاج السيارات المعروضة إلى مراجعة قبل عرضها.
ووجدت أيضاً هناك ماركات سيارات معروضة بالمعرض للعرض فقط دون أي تفاصيل خاصة بها وخاصة السعر وعند سؤال مسؤول الشركة بالجناح ؛ كان رده ..لم يتم التسعير بعد... وهو مايهم زائر المعرض بالمقام الاول!!
وبالتعرف على شروط برامج التمويل من جانب البنوك بالنسبة لسيارات الإحلال القديمة بأخرى جديدة؛ كان هناك
الشرط الخاص بعدم زيادة العمر للمتقدم لإحلال سيارته عن سن " ٥٥ " عاما ؛ وهذا يعد شرطا طبيعيا لأسباب كثيرة متعلقة بالقدرة على السداد ...ولكن لابد من الأخذ فى الإعتبار ، أن ذلك الشرط سيؤثر بالسلب علي كميات كبيرة من السيارات المتقادمة ذات الموديلات القديمة ؛ وبالتالى استمرارها إجباري بالشارع لعدم القدرة على التجديد .
ومن الملاحظات الغريبة أيضا ؛ هو تفاوت اسعار شركات الغاز المتواجدة بالمعرض لعمليات التحويل الى غاز طبيعى
فاحدى الشركات أعلنت أن سعر التحويل 10 آلاف جنيه وأخرى 14 ألف جنيه. ..وفى كلتا الحالتين ..السعر يفوق ما تتضمنه المبادرة وهو 8 آلاف جنيه.
ألستم معى ؛ أن هناك الحاجة إلى التكاتف جميعا لتذليل أى عقبات تعوق تنفيذ مبادراتنا القومية التي تهدف فى المقام الأول لمصلحة المواطن وتخفيف العبء عليه !!!!