عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أزمة ثقة..

بيت واحد وحياة واحدة.. و"ستوب" عند الباسوورد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بصوت جهوري قال أحمد حسن لزوجته: لن أعطيكِ الباسورد وإذا حاولتِ التفتيش في التليفون فلن يحدث طيب، لتسكت زوجته وتصمت وربما تستسلم ولكن بمجرد أن يخلد للنوم تمسك موبايله وتحاول تجربة أكثر من كلمة سر فربما تفلح إحداها وتنجح في فتح موبايله والتفتيش فيه براحتها.



 

حكاية أحمد، الذي يبلغ 44 عاما ويعمل مدرسا، ليست الوحيدة، ولكن تختلف التفاصيل من شخص لآخر، إذ استسلم سعد فؤاد، 35 عاما محاسب، لزن زوجته في معرفة باسورد تليفونه المحمول وأعطاها كل كلمات السر في موبايله ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به حتى يستريح من قلبة وشها وغيرتها التي لا حدود لها على حد قوله، وفضل أحمد أن يشتري راحته لأن الإخفاء يزيد من الشك تجاهه وهو أمر إذا تسلل للحياة الزوجية يؤدي إلى فشلها الذريع.

 

 

 

إذا كان الرجل له حرية الاختيار في إعطاء زوجته الباسورد فإن الأمر يختلف عند الزوجة التي تكون مضطرة، طواعية أو مجبرة،  لإعطاء باسورد موبايلها لزوجها كي يتسنى له فتحه كما يشاء، وإذا كان البعض يعتبره حق مكتسب فإن آخرون يرونه أنه ينفي وجود الثقة التي هي أساس أي علاقة زوجية.

 

ترى آمال جلال، 38 عاما ربة منزل، أنه يجب أن يكون هناك ثقة بين الزوجين، فالتفتيش والتجسس في خصوصيات الطرف الآخر أمر غير مستحب وقد نهى الله عن التجسس، ورفض أحد الأطراف إعطاء الباسورد لا يعني أن هناك شيء خاطئ يفعله بقدر ما هو رفض للمبدأ نفسه وأن يكون الشخص موضع شك واتهام طول الوقت.

 

 

 

لكن سارة نبيل، محاسبة 42 عاما، ترى أن معرفة الزوجة لباسورد زوجها والعكس لا يعني أن هناك شك او غيرة لكن الزوجة والزوج كيان واحد ومن حق كل طرف أن يعرف كل خصوصيات الطرف الآخر، وهذا الرأي تختلف معه هند ياسين، 40 عاما مهندسة ديكور، التي ترى أن لكل طرف خصوصيته ويجب احترام الخصوصية وإذا وجدت الثقة والصداقة بين الزوجين فسيحكي كل طرف عما يحدث له ولن تكون هناك أسرار أو أشياء تستدعي أن نخفيها.

 

 

 

دكتورة أميمة عبدالله، دكتوراه الصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة عين شمس، أكدت أن الزواج مودة ورحمة بين الزوج والزوجة يجب أن يبنى على ثقة وحب وعشرة طيب، ويمثل الباسورد الخاص بالزوج أو الزوجة أزمة في كثير من البيوت، فالبعض يعتبره من الخصوصيات وليس من حق الزوجة أو الزوج معرفته الأمر الذي يخلق نوع من التربص في نفس الطرفين أو أحدهما والبحث عن أسباب الرفض وتكوين معتقدات في الذهن قد تكون خاطئة وليس لها أساس من الصحة والتبحر والتعمق فيها يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية.

وترى د.أميمة أن الباسورد يرجع إلى طبيعة العلاقة بين الزوجين، فإذا كانت هناك علاقة مبنية على صراحة واضحة وثقة متبادلة فسيتم التعامل مع هذه النقطة بشكل عادي جداً، وسيعطي كل شخص للآخر الباسورد لبس من باب الشك والغيرة بقدر ما يكون رغبة في عدم إخفاء كل طرف أي شيء عن الآخر خاصة وأن كل طرف لا يفعل أي شيء مشين أو حتى يبحث وراء الآخر، حتى إذا شعر أحد الأطراف بأن هذا سيفشل العلاقة فمن الأساس لا يوجد فعل خاطيء يدعو لذلك.

 

وتؤكد د.أميمة أنه يجب أن يكون هناك حدود كأن يكون هناك شات بين الزوج وإخوته أو مشكلة ما في العمل أو أزمة لا يعرف الزوج كيف يتصرف بها أو أي شيء من هذا القبيل فليس من المقبول أن تستغل الزوجة هذه النقطة في أحد النقاشات بينهما وتلمح له بأي شيء تعرفه لأن هنا بالطبع سيجعل الزوج يأخذ حذره والعكس صحيح، فإذا شعر الزوج أن ذلك سيسبب له مشكلة أو أن الزوجة لديها فضول ودائما ما تتلصص على أخباره عن عمد ففي هذه الحالة سيتغير الوضع وتنعدم الثقة وهنا لابد أن يكون هناك وقفة بين الطرفين وأن يوضح الطرف الذي انتهكت خصوصيته للطرف الذي تعدى حدوده خطأه وأنه لا يفعل أي شئ خاطئ وأنه أعطى ثقته له ولكنه لم يقدرها أو يحترمها.

ولفتت د.أميمة إلى أن الموضوع ينطبق على الزوج والزوجة أيضا، فقد يكون لدى الزوج فضول ويدخل على شات بين زوجته وأخواتها أو صديقاتها ويكون الحوار به نوع من الفضفضة فيبدأ يلومها وتحدث مشكلة من وراء ذلك، ولذلك فإن الثقة بين الطرفين هي أساس العلاقة فإذا وجدت لن يكون هناك عائق بين الاثنين ولا حتى باسورد، بل بالعكس قد يعرف الطرفين الباسورد الخاص بكل منهما ومع ذلك يعرف كل طرف حدوده ويكون هناك اتفاق بأنه لا يجب التطرق للشات بين الأهل وأسرار العمل لكن فيما يخص العلاقة بينهما كزوج وزوجة فيجب أن يكون بها شفافية ومن حق كل طرف أن يعرف كل شيء عن الآخر.

 

وتابعت: إذا شعر أحد الأطراف خلال هذه الفترة بريبة أو شك تجاه الآخر كأن يأتي للزوج رسائل كثيرة أو يتحدث على غير العادة من وراء الزوجة فهنا يحق لها أن تبحث من وراءه لأن الطرف الآخر هو من بدأ بالفعل المريب ولكن هذا لا يعني البحث في كل كبيرة وصغيرة لمجرد الغيرة والفضول فلا يجب أن نجري خلف المشكلة ونخلقها، وقد قال تعالي لي كتابه :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"؛ فطالما أن الشيء غير مؤثر على حياتي فلا داعي لأن أشغل بالي واخترع مشكلة من الهواء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز