عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: عيد الميلاد (الكريسماس) فى روسيا  

يحتفل الشعب الروسي بليلة عيد الميلاد في ٦ ينايرمن كل عام، وبيوم الميلاد في٧ يناير حسب الكنسية الأرثوذكسية الروسية التي تلتزم بالاحتفال في هذه اليوم حسب التقويم اليولياني (تقويم وضعه يوليوس قيصر في عام ٤٦ قبل الميلاد)، بدلا من التقويم الجريجوري (نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر، بابا روما في القرن السادس عشر، الذي قام بتعديل نظام السنة الكبيسة في التقويم اليولياني ليصبح مطابقا للنظام المتعارف عليه حاليًا)، والذي تتبعه معظم دول العالم الغربي للاحتفال بعيد الميلاد في يوم 25 ديسمبر، أما الكنائس الشرقية تعمل بالتقويم اليولياني المأخوذ عن التقويم القبطي،ويسبق العيد صيام الميلاد الذي يستمر ٤٠ يوما وينتهي ليلة الاحتفال، ويرتبط ذلك بالرسالة الإنجيلية التي تروي قصة ولادة النبي عيسى عليه السلام، واستنادا اليها فان ميلاد السيد المسيح يؤرخ له من ليلة ظهور أول نجمة في سماء بيت لحم في فلسطين ، حدث محورى فى حياة البشر، قسم التاريخ إلى ما قبل الميلاد وبعده، كان عيد الميلاد على مدى عدة قرون ثاني أهم الأعياد الدينية في روسيا بعد عيد القيامة ، واستمرت الأمورعلى هذه الحالة فى روسيا ،حتى بداية عام ١٩١٨.



 

 

فى العهد السوفيتى :  

عندما تشكلت الحكومة السوفييتية ووصل النظام البلشيفي إلى السطلة، منع الناس من الإحتفال بعيد الميلاد بشكل علني، كما منع تزيين أشجار التنوب، ورغم ذلك أصر المرتبطون بالكنسية على الإحتفال بعيد الميلاد سراً، و بعد سنوات سمح كبار المسؤولين من الحزب البلشيفي بالإحتفال مرة أخرى ، فقد سمحت الحكومة السوفيتية للمواطنين في عام ١٩٣٥ بالاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ،ورخصت تزيين شجرة عيد الميلاد، ولكن ليس للاحتفال بالجانب الديني المرتبط بميلاد المسيح، وانما برأس السنة، اي بانتهاء سنة وبداية سنة جديدة ،وبذلك تم اضفاء صبغة علمانية على هذه المناسبة، علماً بأن شجرة "التنوب" التي تزين في رأس السنة كانت على مر العصور رمزاً للاحتفال بعيد الميلاد، وللتأكيد على الطابع العلماني للاحتفال استحدثت الحكومة السوفيتية تقليدا متبعا حتى الآن، ويقضي بوضع نجمة خماسية حمراء كرمز للاتحاد السوفييتي على قمقم الشجرة. 

ومنذ ذلك العهد أصبح الاحتفال برأس السنة المناسبة الأكثر انتشارًا في دول الاتحاد السوفيتى السابق، ولا سيما في روسيا، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي لم يسترجع عيد الميلاد مكانته التاريخية الحقيقية التي كان عليها في القرون الماضية باعتباره احد اهم المناسبات الدينية، الا ان الكنيسة الروسية تحاول رد الاعتبار لهذه المناسبة، فقد نجحت على مستوى السلطات في الترويج له وأصبحت هذه المناسبة عطلة رسمية، وغدا مألوفا ان يحضر صلوات العيد في الكنيسة كبار رجال الدولة، ومن ضمنهم رئيس الدولة فلاديمير بوتين، وواستعدادًا للاحتفال بالمناسبة يستعد الروس قبل العيد بأيام لتحضير أطعمة وحلويات خاصة، وكالعادة تُزين البيوت الروسية، والاشجار بالزينة والأضواء البراقة وغير ذلك من أنواع الزينة. 

 

 

بعد تفكك الاتحاد السوفيتى:

في 1991 تم إعلان 7 من يناير عطلة عامة، ومنذ العام 2005، أصبحت روسيا تتمتع بإجازة ميلاد، والتي تعد أطول الأجازات، حيث تمتد من بداية العام وحتى 10 يناير، كما أنه عقب انهيارالاتحاد السوفيتي، ترسخ الاحتفالات برأس السنة وعيد الميلاد المجيد، وأصحبت هذه العطلة هي المقربة إلى قلوب الروس وأكثرها شعبية وشهرة، كذلك يحتفل الروس داخل الكنائس بغناء الترانيم الدينية، ويحمل “الكريسماس” أو عيد الميلاد المجيد طابعًا مميزًا ومشتركًا عند الجميع فى روسيا لما يملكه من قدسية ومعان روحانية، يحرص الكثير من العائلات الروسية على التجمع و الذهاب إلى الكنيسة للمشاركة فى  القداس وخلال النهار، تكون المنازل مفتوحة لغير المدعوين .

الطقوس الروسية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد:

ينقل التليفزيون الروسي الصلاة على الهواء مباشرة، لكن فى ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم فى ظل جائحة كورونا، فإن حضور القداس سوف يقتصر على عدد محدود من رجال الإكليروس، ولن يسمح للمصلين بالحضور، حرصًا على حياتهم ،ومن التقاليد الطريفة التي تعود الى قرون مضت قراءة البخت من قبل الفتيات الروسيات بواسطة الشمع الذائب لتعرف كل فتاة من سيخطبها ويدخلها عِش الزوجية، علما بأن الكنيسة لا تعترف بهذا التقليد وتعتبره بدعة، وفِي القدم كان متبعاً ايضا ان يجول الأطفال في الشوارع ويطرقون الابواب وينشدون الأناشيد لمن يفتح لهم وفِي المقابل تقدم لهم الحلوى وأطعمة العيد والهدايا، ويوجد اعتقاد سائد بان الربيع سيحل باكرًا ويكون دافئًا اذا كان الطقس في ليلة الميلاد باردًا مُثلِجًا، أما اذا جاء العيد في يوم الأحد فإن الصيف المقبل سيكون وافِرَ النبات وسيعطي محصولا زراعياً كبيراً.

إن لعيد الميلاد في روسيا خصوصية، فهو يوثق صلة القربى بين الاهل، ويعتمد على القيم الدينية بشكل كامل، إنه يختلف عن الاعياد الاخرى وله مظاهره الاحتفالية الخاصة به، إنه عيد للتعبير عن المشاعر الدافئة والسلام والمحبة، وخصوصًا بين أفراد العائلة الواحدة، وكما يقول الرهبان في الكنائس في هذا اليوم: إنه احتفال بميلاد  المسيح المخلّص الذي جاء الى العالم ناشرًا المحبة وداعيا الى السلام .

أحمد فايز المرشد السياحى العربى فى روسيا

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز