مضادات الأكسدة ودورها في زيادة مناعة الجسم

قالت الدكتورةامانى محمد بسيوني، أستاذ ورئيس قسم الكيمياء الحيوية كلية الزراعة جامعة بني سويف والمشرف على قسم التغذية معهد دراسات علوم المسنين إن مضادات الأكسدة تعرف بأنها مواد تحارب الجذور الحرة في الجسم، وتمنع أو تبطئ تلف الخلايا الناتج عن الجذور الحرة والجزيئات غير المستقرة في الجسم.

وتلعب مضادات التأكسد دوراً في محاربة علامات الشيخوخة، ولها دور مهم في زيادة مناعة الجسم.

والجذور الحرة هي مركبات او جزيئات غير مستقرة ينتجها الجسم نتيجة للعوامل البيئية التي يتعرض لها، مثل التلوث، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، ودخان السجائر. كذلك تعتبر الجذور الحرة منتجات ثانوية طبيعية للعمليات الكيميائية التي تحدث في الجسم، مثل عملية التمثيل الغذائي. وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من إنتاج الجذور الحرة في الجسم، مثل الاتهابات الداخلية أو الخارجية.

يسبب تراكم الجذور الحرة في الجسم ضرراً بالغاً، ويرتبط ارتفاع مستوى الجذور الحرة في الجسم بأمراض عديدة، مثل السرطان، ومرض السكري، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل، وأمراض الجهاز التنفسي، ونقص المناعة. كما أنه قد ينتج عن تراكم الجذور الحرة في الجسم ما يسمى الإجهاد التأكسدي ويمكن تعريفه على انه حالة عدم التوازن  في نظام العوامل المؤكسدةوالعوامل المضادة للتأكسد، والذي يسبب تلف للخلايا وضرراً في وظائف الجسم المختلفة.

 

وفي الحالات الطبيعية تكون هذه الجذور الحرة تحت السيطرة عن طريق الإنزيمات التي تعتبر أحد أنواع مضادات الأكسدة في الجسم، والتي تحارب الجذور الحرة عن طريق تحويلها إلى بيروكسيد الهيدروجين ثم إلى الماء وذلك من خلال عملية تشمل استخدام النحاس، والزنك، والمنجنيز، والحديد. لذا من المهم تزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن لتأثيرها المباشر والغير مباشر في نشاط مضادات الأكسدة ومكافحة الجذور الحرة في الجسم و من امثلة هذه إلانزيمات "سوبر أوكسيد ديسميوتاز وجلوتاثيون” وأيضاً من خلال عدد من العناصر الغذائية التي تعمل كمضادات للأكسدة وتشمل: فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، ومعادن الزنك، والسيلينيوم.

ورغم أن كل أعضاء الجسم تتعرض لتاثيرات الجذور الحرة، فإن المخ يعد أكثر الأعضاء تأثراً بها، حيث يمكن أن يصيبه الأذى والأمراض والشيخوخة أكثر من أي عضو آخر بالجسم حيث أنه عضو دائم النشاط، ولا يتوقف أبداً عن العمل حتى والإنسان نائم، وبالتالي فهو يستهلك مزيداً من الأكسجين والجلوكوز لإنتاج الطاقة التي يعمل بها، وينتج مزيداً من الجذور الحرة، و ايضا المخ هو أكثر الأعضاء في الجسم احتواءً على الدهون، حيث إن 50 % من تركيب المخ دهني، وبالتالي فهو أكثر عرضة لأثر تأكسد الدهون، مما يحدث خللاً في وظائفه المتعددة التي تسبب الكثير من الأمراض مثل أمراض ألزهايمر، والشلل الرعاش، وتصلب الشرايين، وفقدان الذاكرة، وغيرها من أمراض الشيخوخة.

أنواع مضادات الأكسدة:

هناك أنواع ومصادر مختلفة من مضادات الأكسدة لها دور مهم في رفع كفاءة الجهاز المناعى ومقاومة الجذور الحرة في الجسم.

اولا المغذيات النباتية المضادة للأكسدة

هي عبارة عن مركبات كيميائية في النباتات ولها فوائد صحية للجسم و ايضا لها نشاط كمضادات اكسدة طبيعية و منها مركبات الانثوسيانين و هى توجد فى الفواكة و الخضروات الزرقاء والارجوانية مثل التوت و الباذنجان و الجزر. ايضا مركب ريسفيراتول الذي يعمل كمضاد للالتهابات و يوجد فى الشوكلاتة الداكنة و الفول السودانى والعنب.

وهناك مركب الليكوبين و هو من اقوى مضادات الاكسدة و يوجد فى الطماطم و منتجاتها و البطيخ و الفلفل الاحمر. مركب الليوتين و هو من المركبات التي تقلل من فرص الاصابة بالسرطانات و يوجد فى السبانخ و الخس و البروكلى و الخرشوف و الكرنب.و اخيرا المركبات الفينولية و  هى مجموعة من مضادات الأكسدة الموجودة في الأغذية النباتية و توجد بنسبة كبيرة فى زيت الزيتون والتي تعمل على تقوية الجهاز المناعى و تقليل الاصابة بالميكروبات.

ثانيا العناصر الغذائية المضادة للأكسدة والتي تعمل على زيادة المناعة

1. فيتامينأ Aأ: وهو من الفيتامينات المهمة، للحفاظ على قوة جهاز المناعة و زيادة فاعليتة ويوجد في الأطعمة التالية "الكبدة البقري – الجزر – البطاطا الحلوة – قرع العسل – الشمام – المانجو – المشمش - الفلفل الأصفر - البروكلي – الطماطم - الكرنب – اليوسفي – الخوخ".
2. مجموعة فيتامينات Bب المركب: وهي من المغذيات الضرورية المهمة لكل خلية من خلايا أجسامنا، حمض الفوليك والبيرودوكسين (فيتامين ب ٦) يتميزان بأقوى تأثير على جهاز المناعة، وحمض البانتوثينيك (ب٥) هو منشط مناعي آخر ضروري لإنتاج الأجسام المضادة، والمصادر الرئيسية لمجموعة ب المركب "المحار – السردين – التونة – اللحوم – البيض – اللبن ومنتجاته -البقوليات – عيش الغراب".
3. فيتامين Cج: وله دور مهم جدا في تنشيط مناعة الجسم و له تأثير غير مباشر مضاد للفيروسات، خاصة فيروسات البرد والإنفلونزا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي وتتضمن الأطعمة الغنية بفيتامين ج " عصير البرتقال. ، والفلفل الأحمر، والكيوي، عصير الجريب فروت".
4. فيتامين Eهـ: ويوجد فيتامين هـ في المكسرات والبذور وجنين القمح والزيوت المستخرجة منها ويفضل إعطاء مكمل فيتامين هـ يوميًا مع زيادته في حالات العدوى يساعد فيتامين هـ الجسم على أداء وظائفه الطبيعية، كما له دور في الحد من إنتاج الجذور الحرة.  ويوجد فيتامين هـ في ثمانية أشكال كيميائية مختلفة في الغذاء، ولكن ألفا توكوفيرول هو الشكل الوحيد الذي يلبي احتياجات الإنسان من فيتامين هـ.
5. السلينيوم: وهو من المعادن التي تعمل على زيادة كفاءة الجهاز المناعى و يعمل أيضًا مضادًا للأكسدة. وهو يوجد فى الأغذية البحرية والبذور خاصة السمسم وتجده ضمن مكونات المكملات المضادة للأكسدة.
6. الزنك: هو أهم المعادن المنشطة للمناعة. ويفضل زيادة جرعته عند التعرض لأي عدوى. وتوجد أقراص استحلاب من الزنك لعلاج التهاب الحلق.ويوجد الزنك فى اللحم البقري، والمحار.
7. الحديد : يساعد الحديد على حماية غشاء الخلية من التلف والتأكسد.ويمكن الحصول على الحديد من مصادر مختلفة، مثل" حبوب الإفطار المدعمة، والمحار، والفاصولياء البيضاء، والشوكلاته الداكنة، وكبد البقر".